رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القصة الكاملة للمشروع التنمية المتكاملة للبيئة الصحراوية

جريدة الدستور

عاش سكان المحافظات الحدودية مهمشين لعشرات السنوات، واهتمت الحكومات المتعاقبة في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي بالعاصمة وبعض المحافظات القريبة منها على حسابهم مثل محافظة مطروح القريبة من حدود ليبيا.

ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح الحكم انصب اهتمامه على هذه المحافظات، ونفذ الكثير من مشروعات لاتنمية التي تنهض بالمحافظة وتوفر حياة هنيئة لسكانها، ومن أهمها المشروع القومي الخاص بالتنمية المتكاملة للبيئة الصحراوية وتعزيز قدراتها، خاصةً في الظهير الصحراوي لمنطقة الساحل الشمالي الغربي بمحافظة مطروح.

«الدستور» مع توجيهات الرئيس السيسي بتوسيع نطاق المشروع القومي الخاص بالتنمية المتكاملة للبيئة الصحراوية وتعزيز قدراتها، عرضت القصة الكاملة للمشروع.

إعادة تأهيل سكان مطروح وتوفير فرص عمل

عاش ما يقرب من 573،427 نسمة في محافظة مطروح لسنوات طويلة في إهمال شديد وغياب المشاريع القومية التي توفر لهم فرص عمل، فجاء المشروع القومي للتنمية للبيئة الصحراوية الذي يتم تمويله بالتعاون مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية "إيفاد" بنحو مليار و٣٠٠ مليون جنيه مصري لتأهيل وتدريب المرأة والشباب بالمنطقة على تنفيذ المشروعات الصغير، بالإضافة إلى استهداف إنشاء 15 مدرسة تعليم أساسي منهم 2 ب سيوة لتوفير فرصة التعليم لنحو 1000 تلميذ وفتاة، وإنشاء 3 مدرارس ثانوية بمطروح، وإنشاء 3000 دورة مياه للمرأة المعيلة، ومحو أمية 10000 سيدة وفتاة.

ويستغرق تنفيذ المشروع القومي 7 سنوات من خلال قرض بقيمة ٦١،٨ مليون دولار لتحقيق التنمية وتحسين مستوى المعيشة بالمناطق الصحراوية المستهدفة بمطروح وذلك تحت إشراف مؤسسات الدولة المصرية متمثلة في رئاسة مجلس الوزراء، ووزارة الزراعة، وبالتنسيق مع مركز بحوث الصحراء ومحافظة مطروح.

توفير المياه للمحافظة الصحراوية

اعتمد سكان المحافظة لسنوات طويلة على مياه الأمطار والآبار الجوفية، حتى بدأت الحكومة في السنوات الأخيرة في بناء محطات تحلية مياه لتوفير المياه العذبة، وجاء مشروع التنمية المتكاملة للظهير الصحراوي ليكمل مسيرة توفير مشروعات المياه للسكان ودعم قدراتهم على سد الفجوة المائية وتوفير الإمكانات اللازمة لتخزين مياه الأمطار وتحسين الصرف الزراعي وإعادة تأهيل الوديان لدعم الزراعة وإنتاج المحاصيل.

ويهتم محور التنمية الزراعة في الظهير الصحراوي بإنشاء 6000 بئر نشو لحصاد وتخزين مياه الأمطار لغرض الشرب والاستخدام المنزلي لتوفير 720000 م3 في الموسم، وإنشاء 500 خزان بسعة إجمالي بسعة إجمالية بسعة 150000 م3 بغرض الري التكميلي لزراعات الخضر في مساحة 500 فدان، وتنمية 100 وادي واستصلاح 1900 فدان في بطون الوديان.

وإنشاء محطة تحلية للمياه بجنوب العلمين بغرض توفير مياه الشرب ورفع المهارات لتحسين جودة مياه الشرب وترشيد المياه كما أن منطقة المشروع تمتد من غرب الضبعة عند قرية الجفيرة حتى السلوم بطول 3 كم وبعمق 40 – 70 كم جنوبا ومنطقة جنوب العلمين وواحة سيوة، كما يسعى إلى إعادة تأهيل 100 خزان روماني قديم لحصاد وتخزين 100000 م3 موسم من مياه الأمطار بغرض الري التكميلي، وإنشاء 700 خزان جديد لحصاد وتخزين مياه الأمطار بسعة 10500 م3 لسقي الحيوانات في المراعي الطبيعية

المشاريع الزراعية في المحافظة
تعد محافظة مطروح من أكبر المحافظات المصرية المنتجة للزيتون مع سيوة، لذا كان اهتمام الدولة بتعظيم الاستفادة من انتاجهم من أهم المحاور التي اعتمدوا عليها في المشروع القومي للتنمية المتكاملة، وتتميز مطروح وسيوة بزراعة الزيتون الشملالي، وهو من أجود الأنواع فى إنتاج الزيت، حيث يصل إنتاج الطن من ثماره إلى 250 كيلو جرام من الزيت، فركز المشروع على إنشاء معاصر للزيتون بمطروح وسيوة وتقديم نماذج إرشادية لتحسين المماسات الزرعية بمساحة 500 فدان للمحاصيل البستانية.

ويرتفع سعر كيلو زيت الزيتون المستخرج من أشجار سيوة ومن أشجار مطروح عن باقي الزيوت نظرًا لتميز الزيت بانخفاض نسبة الملوحة، لأن الأشجار تروى بمياه الأمطار، فاهتم المشروع القومي بإنشاء مجموعة من المشاتل لإنتاج شتلات الزيتون والتين واللوز والعنب والشجيرات الرعوية والخضر والنباتات الطبية والعطرية، وكذلك تحسين زراعات الشعير والشجيرات الرعوية بنظم التحميل في مساحة 1500 فدان.

واهتم بتدريب المزارعين في المحافظة على كيفية الاهتمام بالزراعة لضمان جودة الإنتاج، فشمل المشروع تدريب 5000 مزارع على الزراعة العضوية والمكافحة الحيوية، وإنتاج كباش محسنة وتداولها بين المربين لنحو 120 كبش أو تيس محسن سنويا، وتنفيذ مشروع صغير لصالح المرأة مثل أبراج الحمام والدواجن والماعز والحرف اليدوية يستفيد منها 3000 سيدة، وإنشاء نماذج رعوية للتدريب وجمع البذور في مساحة 5000 فدان، وتنمية المراعي الطبيعية في مساحة 90000 فدان بالمنطقة المطرية، وتحسين الأصناف والأنواع النباتية الملائمة للزراعة المطرية والمتحملة للجفاف والملوحة.

بالإضافة إلى تنفيذ مشروعات صغيرة لإنتاج النباتات الطبية والعطرية وإنتاج نحل العسل والخياطة والمنسوجات الصوفية يستفيد منها 400 سيدة، وإنشاء مركز خدمات ودعم إرشادي وبحثي في الأراضي المستصلحة.

الرعاية الصحية لأهالي مطروح
اهتمت الحكومة ممثلة في وزارة الصحة بالقوافل الطبية التي توفر خدماتها الطبية المجانية لكل سكان المحافظة، وركز المشروع القومي للتنمية المتكاملة بنفس الجانب من خلال إنشاء 3 وحدات صحية ثابتة في مطروح وسيوة، وتحسين الحالة الصحية والغذائية لنحو 6500 سيدة بدوية، رفع المهارات لتحسين جودة الغذاء والحالة الصحية بوجه عام، ومشروعات رعاية بيطرية خلال المشروع تستهدف تحسين الثروة الحيوانية لنحو 500000 رأس من الأغنام والماعز والإبل.