رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مسؤول بشبكة مياه الحسكة: تركيا ترتكب جرائم حرب بتعطيش 1.2 مليون سوري (خاص)

مياه الحسكة
مياه الحسكة

تواصلت انتهاكات القوات التركية والفصائل الموالية لها في الأراضي السورية وخاصة مدينة الحسكة، ومنها قطع مياه الشرب بصورة دورية، وتخطت قبل أيام أكثر من 25 يوما متتاليين، بهدف إجبار الأهالي هناك على الهجرة من منازلهم.

ووسط معاناة الأهالي هناك بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة وانتشار فيروس كورونا المستجد، كان لـ"الدستور" لقاء مع الرئيس المشترك لمديرية المياه في مدينة الحسكة السورية المهندس نضال محمود، للتعرف عن قرب عن معاناة الأهالي ودور موظفي الشركة لسد احتياجات الأهالي وتوفير مياه صالحة للشرب.

وأكد محمود أن مسالة مقاطعة الحسكة وحرمان الأهالي من مياه الشرب، هي جزء متكامل من مشكلة سوريا والعراق والتلاعب التركي بموارد المياه بالمنطقة، موضحا أن منطقة الجزيرة السورية في سبعينيات القرن الماضي كانت غنية بالأنهار وكثرة مياهها، ونتيجة الأحداث حتى اليوم حسب المخططات التركية واحتلال تركيا لمدينة رأس العين خلقت أزمة حادة فى المنطقة بأكلمها.

وأوضح، أنه في بداية تسعينيات القرن الماضي توجهت الأنظار إلى ينابيع رأس العين في الجزيرة السورية، لأنها غنية بالمياه المعدنية الممتازة، وبدأت تعمل على إنشاء سد الحسكة، وبني على أساسه بنية تحتية مائية لتغذية مدينة الحسكة بأكملها، وللأسف نتيجة الممارسات التركية وسيطرتها على موارد المياه جففت موارد مياه رأس العين، ما أدى إلى حرمان مدينة الحسكة من المياه الصالحة للشرب.

وتابع محمود: "في بداية عام 2000 تم تجهيز مشروع طوارئ وهي محطة مياه (علوك)، عبارة عن 30 بئرا مع عدد من المضخات الأفقية تعمل على ضخ المياه لمدينة الحسكة، لكن عقب الاحتلال التركي لرأس العين وبداية العمليات العسكرية استهدفت تلك القوات والفصائل الموالية لها المحطة، ما أدى إلى خروجها من الخدمة"، وخلال الاحتلال التركي لرأس العين، تعمدت القوات التركية لحرمان أهالي مدينة الحسكة من المياه لأكثر من 8 مرات وكل مرة كانت تترواح مدة قطع المياه من 5 إلى 25 يوم متواصل.

وحول الوضع الحالي في المدينة، قال محمود، إن المرة الأخيرة لقطع المياه كان لها وطأة كبيرة على الأهالي، وتجاوز عدد المتضررين المليون ومائتي ألف نسمة في تلك المقاطعة محرومين من المياه، خاصة أننا الآن في فصل الصيف بجانب انتشار فيروس كورونا.

وأوضح الرئيس المشترك لمديرية المياه في مدينة الحسكة، أنه حسب معيار الصحة العالمية تم إضافة 30 متر مكعب لحصة الفرد من المياه، لكن للأسف قامت قوات الاحتلال التركي بممارسات معاكسة تماما، وحرمت الأهالي من مياه الشرب، وفي هذه الحالة وهي اجتماع فصل الصيف وانتشار وباء مع الحاجة الملحة للمياه، يتم تصنيفه عالميا بالإجرام بحق الحياة، وفقا لاتفاقية جنيف التي تضمن للمجتمعات استمرار الحياة بالرغم من الاحتلال، وتلزم المحتل بتشغيل المؤسسات الحياتية كالمطاحن والمخابز ومحطات المياه.

وأكد محمود، أن الاحتلال التركي لم يلتزم أو يرقى حتى بأسلوب الدول المحتلة، لكنه مارس أبشع الأساليب ومنها الحرب المائية على الأهالي.

وحول موقف موظفي الشركة لمساعدة الأهالي في تخفيف معاناتهم، قال محمود، إن موظفي الشركة قاموا بإيجاد مصادر جديدة منها حفر مناطق آبار بـ"الحمة" في مدينة الحسكة بسعة 50 بئرا، طاقة كل واحد منها 20 متر مكعب، أي ألف متر مكعب بالساعة.

وأكد محمود، أن حفر تلك الآبار يعد مشروعا إسعافيا لا يغطي سوى %50 من حاجة المدينة، لتجنب الهجرة الجماعية لأهالي الحسكة.

واختتم محمود حديثه لـ"الدستور"، موجها رسالة للعالم أجمع وخاصة منظمة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن للتدخل الفوري لإيجاد حل فوري لهذه الأزمة، خاصة أن هناك مليوني ومائتي ألف نسمة مهددين بالهجرة أو الإبادة البيولوجية، مشددا على أن الحصار بكل مكان بالحسكة ولا يوجد أي مصدر مائي لتعذية المدينة، ويجب التدخل من خلال مجلس الأمن الدولي أو الأمم المتحدة أو من خلال التحالف الدولي والتحالف الروسي، خاصة أنه حتى الآن لم يتدخل أحد لحل تلك الأزمة.