رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزير الأوقاف: القرآن كتاب الجمال والكمال ومكارم الأخلاق

الدكتور محمد مختار
الدكتور محمد مختار جمعة،

ألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خطبة الجمعة بمسجد الفرقان كفر الطويلة مركز طلخا محافظة الدقهلية، بعنوان "عناية القرآن الكريم بالقِيم الأخلاقية"، بحضور الدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، في إطار دور وزارة الأوقاف التنويري والتثقيفي، ومحاربة الأفكار المتطرفة، وغرس القيم الإيمانية والوطنية الصحيحة، وبمناسبة العيد القومي لمحافظة الدقهلية.

وحضر الخطبة هيثم الشيخ نائب محافظ الدقهلية، وسعد الفراماوي سكرتير عام محافظة الدقهلية، واللواء محمد محسن نائب مدير عام أمن الدقهلية، واللواء محمد طه مدير قطاع الأمن المركزي بالدقهلية، والشيخ طه زيادة وكيل وزارة الأوقاف بالدقهلية، والشيخ سعد الفقي وكيل وزارة أوقاف كفر الشيخ، وأعضاء مجلس النواب بالمحافظة، ولفيف من القيادات التنفيذية والدعوية والشعبية بالمحافظة.

وأكد وزير الأوقاف، أن الرسول "صلى الله عليه وسلم" تمثل القرآن خلقًا وواقعًا، فكان كما وصفته أم المؤمنين السيدة عائشة (رضي الله عنها) حينما قالت: "كان خلقه القرآن" فجميع حركاته وسكانته (صلى الله عليه وسلم) خالصة لله (عز وجل)، والقرآن الكريم كتاب الله تعالى من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق على كثرة الرد ولا ينفد عطاؤه إلى يوم القيامة غير أنه يعطي كل جيل بقدر عطائه لدين الله (عز وجل) وإخلاصه له.

وأوضح وزير الأوقاف، أن بعض الجماعات والتيارات حاولت أن تنحرف بتأويل بعض نصوص القرآن الكريم، وأن تقتطع بعض النصوص من سياقها محرفة لها، وأن تخرج بها عن مراد الله لها، ضاربا أنموذجًا لعظمة القرآن الكريم بجانب واحد من الجوانب الأخلاقية، فالقرآن كتاب الجمال والكمال ومكارم الأخلاق وأعاليها.

وأضاف أن القرآن تحدث عن الصبر الجميل والصفح الجميل والهجر الجميل والسراح الجميل والخلق الجميل والدفع الجميل والسعي الجميل واللباس الجميل، والعطاء الجميل، والتحية الجميلة، والوجه الجميل، والعيشة الجميلة، فقال تعالى عن الصبر الجميل: «فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ»، وهو الذي لا شكوى معه، منتهى الرضا بقضاء الله وقدره، والصفح الجميل هو الذي لا منّ معه: «فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ» مستشهدًا بأن غلامًا لعمر بن عبدالعزيز أخطأ في حضرته، فقال الغلام: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ﴾، قال: كظمت غيظي، فقال: ﴿وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾، قال: قد عفوت عنك، قال: ﴿وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾، قال: أنت حر لوجه الله.
وبيّن وزير الأوقاف، أن الهجر الجميل الذي لا أذى معه يقول الحق سبحانه: «وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا»، وقال تعالى: «وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا» وهو الذي لا ظلم للمرأة فيه، ولا عضل لها فيه، فالمسلم الذي تأدب بآداب القرآن لا يمكن أن يؤذي أحدًا.

وأكد وزير الأوقاف أن القرآن الكريم تحدث عن العطاء الجميل الذي لا منّ معه، والعطاء من أفضل ما تملك "لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ"، كما تحدث القرآن عن السعي الجميل الذي قصد به وجه الله تعالى، وهو الطريق إلى الآخرة فمهمتنا أن نعمر الدنيا باسم الدين لا أن نخربها باسم الدين، فالدين فن صناعة الحياة لا صناعة الموت، يقول تعالى: «وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا»، والجزاء الجميل قال تعالى: «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا»، هذا هو الجزاء الجميل؛ أن تجعل جزاءك عند الله، وأن تدخر مالك عنده.