رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دماء الثورة تطفئ أضواء شجرة أعياد الميلاد بالعراق

جريدة الدستور


شجرة معلق عليها "الشهداء.. والضحايا.. وأحلام الدولة السيادية" هذه هي الشجرة التي يشتريها متظاهرو العراق لبلادهم هذا العام، والذين قاموا بنصب شجرة عيد الميلاد في وسط ساحة التحرير وسط بغداد، لكنها شجرة معتمة خالية من الأضواء والزينة والتي استبدلها المتظاهرون بصور وأسماء الشهداء منذ اندلاع الثورة العراقية في أكتوبر الماضي.
مبادرة المتظاهرين لإحياء أعياد الميلاد بإشعال شموع على أرواح الشهداء، جاءت بعد إعلان رئيس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق الأسبوع الماضي أن الطائفة المسيحية لن تقيم احتفالات عامة بعيد الميلاد احترامًا للقتلى والجرحى الذين سقطوا في الاحتجاجات الأخيرة المناهضة للحكومة.

وقام مسيحيو بغداد باستبدال أجراس وهدايا شجرة عيد الميلاد بصور الشهداء، ونصبوا تذكار رمزي للقبور وفوقه العلم العراقي، وأوقدوا الشموع في ساحة التحرير.
وتعاني الأقلية المسيحية في العراق من سنوات الحرب، إذ كان يعيش في البلاد نحو 1.5 مليون مسيحي قبل 2003، لم يتبق سوى ثلثهم.

وفقا لتقارير عراقية، فإن قادة المجتمع المسيحي في العراق قد ألغوا كافة الاحتفالات المتعلقة بعيد الميلاد تضامنا من حركة الاحتجاج، لكن لموقفهم هذا عوامل تغوص إلى ما هو أعمق من الزينة والأنوار الساطعة، فقد ترددت شعارات عراق موحد لا طائفي عميقا داخل المجتمع المسيحي الذي منذ سقوط نظام صدام حسين في عام 2003 شعر بتضاؤل تأثيره في ظل تزايد الهيمنة الشيعية على مجريات الحياة السياسية التي شكلت شؤون الدولة.

كما غادر المسيحيون العراقيون البلاد بأعداد كبيرة على مر السنين في أعقاب استهدافهم من قبل الجماعات السنية المسلحة مثل تنظيم القاعدة وداعش.

وخلال زيارة قام بها الكاردينال لويس رافائيل ساكو إلى ساحة التحرير، مركز الاحتجاج وسط بغداد عبر بطريرك الكنيسة الكلدانية عن إعجابه بالشباب الذين كسروا حاجز الطائفية واستعادوا الهوية الوطنية العراقية.

وفي تصريحات سابقة قال ساكو: "هناك تشعر أنك عراقي، عراق جديد يولد"، وفقًا للقاء مع وكالة اسوشيتد برس.

وأضاف ساكو "لا يمكننا أخلاقيا وروحيا الاحتفال في جو من التوتر، ليس من الطبيعي الاحتفال بفرحنا وسعادتنا، بينما يموت الآخرون، لا يصح هذا"، والكلدان هم الطائفة المسيحية الرئيسية في العراق.
وبموجب أمر الكنيسة، ستقتصر احتفالات أعياد الميلاد على الصلوات، وسيتم التبرع بالأموال المخصصة لزخرفة الشوارع للمحتجين الجرحى، وفقا لساكو.