صاحب بالين ليس دائما كداب

في افيش فيلم صاحب بالين 1946 تتضح تناقضات جلية في اسماء النجوم التي تصدرت الافيش، تلك التى لمعت في فترة الاربعينات وتصدرت الافيشات على ابواب دور العرض واغلفة المجلات، من بشارة واكيم وميمي شكيب الذى سطع اسميهما في بدايات انتاج السينما مثل افلام "لو كنت غني" لواكيم وفيلم "حياة الظلام" لشكيب.
يعد بشارة واكيم من رواد وعظماء الفنانين الذين تركوا بصمة مؤثرة في تاريخ السينما المصرية ولحسن الحظ ان تسببت الحرب العالمية في فقده بعثته التعليمية الى فرنسا لتكتسبه السينما بدلا من المحاماة والقانون، صعد نجم واكيم فترة الثلاثينات والاربعينات من القرن العشرين من خلال افلام لو كنت غني وبسلامته عايز يتجوز والعريس الخامس وغيرها من الافلام المصرية التي تصدر اسمه افيشاتها، وقد تنوعت ادواره بين الكوميديا والتراجيديا كنوع من التنوع المسرحي الذى تخرج منه علي يد جورج ابيض ويوسف وهبي مثلما تنتمي ميمي شكيب للمدرسة المسرحية برئاسة نجيب الريحاني ، شكيب التي تقلدت ادوار تميزت فيها للسيدة الارستقراطية والغازية الريفية على حد سواء وبنفس الابداع.
ولكن مع مرور فترة الاربعينات الذهبية، انتقل تصدرالافيشات والاخبارالى نجوم الصف الثاني المدونة اسمائهم على الافيش بدون ابداء اسباب سوى انه الهجوم والاكتساح الذي شنه جيل جديد يرغب في الظهور والحصول على البطولة،فتجد ان الجيل التالي الذي يلهما على نفس الافيش اسماء نجوم المرحلة التالية والتي استطاعت النجاحوالتطور، اسماء من المواهب الفذة التي وجدت طريقها وسط عمالقة سبقتها الى سماء النجوميةمن محمود المليجي الذى اشتهر بادوار الشر وابرز من قدم شخصية رجل العصابات الذي لقب بعملاق الشر فيما بعد واسماعيل ياسين صاحب سلسلة من الافلام التي حملت اسمه مثل اسماعيل ياسين في الاسطول او البوليس او عفريتة اسماعيل ياسين بالاضافة الى شكوكو الذى لمع نجمه فى عدة افلام في الخمسينيات مثل عنتر ولبلب على سبيل المثال فضلا عن انه الممثل والمونولوجيست الوحيد الذي صنع له دمى صغيرة على شكله بالجلباب البلدي وقبعته المميزة
قصة الفيلم مقتبسة عن رواية الامير الصغير للكاتب الامريكي مارك توين والتي تدور حول الملك الذي يشعر بالضجر فيتبادل الادوار مع متسول فقير يشبه تمام الشبه وليس هناك من يستطيع التفرقة بينهما، فكان بشارة واكيم المنجد الفقيرالذي يشبه شومان باشا الثري هو الشخص المختار لاداء دور الباشا حيث يتبادل كل منهما دورالاخر. تمت معالجة هذه التيمة في عدة اشكال واعمال فنية مختلفة علي مستوى العالم، منها في مصر فقط افلام سلامة فى خير لنجيب الريحاني وصاحب الجلالة لفريد شوقي والمليونيرلاسماعيل ياسين ومسرحية الزعيم لعادل امام وغيرها كثير من المعالجات العالمية.