رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تمكين الشباب



ان المرحلة الراهنة التي يمر بها الوطن تحتم على الجميع مراجعه مواقفهم و تغيير استراتيجيتهم فى التعاطى مع كافة المستجدات على كافة الأصعدة . و بالرغم من الخطى الحثيثة التي تنتهجها الدولة لاستيعاب طاقات الشباب المتدفقة و السعي نحو توظيفها بالشكل الأمثل كالبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب و الأكاديمية الوطنية لتأهيل و تدريب الشباب و تنسيقية شباب الأحزاب و السياسيين ، إلا أن الطريق ما يزال شاقا و طويلا حيث الكثير من شباب مصر يعيش حالة من الاستقطاب الشديدة أدت إلى أنهم لم يجدوا مكانا في مشهد يحكمه طرق تفكير بيروقراطية ، مما أهدر هذه الطاقات وجعلها معطلة ، فالسؤال الملح حاليا : لماذا لا نشارك هؤلاء الشباب بإسناد المسئوليات الوطنية لهم بشكل أكثر فاعلية واستغلال طاقاتهم في القضاء على محاولات قوى الشر للعودة من جديد والسطو على مقدرات هذا الوطن ؟ فالشباب هو الظهير الأمثل لتنفيذ التحول الديمقراطي و الواجهة الأكثر مصداقية ، كما أنه المحرك الرئيسي لأي اتجاه سواء أكان سياسيا او شعبيا ، كما أنه القادر على احداث الفارق بين التيارات المختلفة ، و من خلاله يستطيع الوطن استعادة قوته ومكانته ، والحل الامثل للانتصار على القوى العابثة بمقدرات الوطن .

ان فكرة تمكين الشباب تتركز على مساعدة الشباب في تنظيم نشاطهم داخل المجتمع و تمكينهم من الدفاع عن استقرار الدولة من محاولات الاستقطاب المختلفة و محاربة الفساد و الكشف عنه ، و المساندة في اعداد الكوادر المناسبة لخوض الاستحقاقات الانتخابية المتنوعة وشغل المناصب القيادية المختلفة بالإضافة الي تنظيم القواعد الشبابية على مستوى المحافظات ، و استيعاب طاقات الشباب داخل المؤسسات ، ومنح الفرصة لظهور قيادات جديدة تحمل عبء المراحل القادمة ومسئوليتها تجاه الوطن ، كما أنه يساعد على القضاء على منافذ قوى الشر للعودة الى المجتمع من جديد ، ويعتبر الحل الامثل لخلق نخب جديدة من الشباب تملك القدرة على الاقناع والتأثير والوصول الى حالة الاستقرار المنشودة. ويعتبر خط دفاع رئيسي لتثبيت الدولة وتمكينها من اقرار الديموقراطية المبنية على المشاركة المجتمعية. كما ان التنوع في اختيار الشباب المستهدف يعزز من فكرة المشاركة والتعاون على كافة الاصعدة .

و بقدر التحرك داخل المؤسسات والهيئات لتسريع مراحل التحول و تمكين الكوادر وشغلها للمواقع المختلفة ، فإنه من الواجب القول بأنها مطالبة أيضا بإعداد البرامج التأهيلية و التدريبية التي لا تساعد فقط على تأهيل الكوادر علميا ، بل يجب أيضا أن تشمل البرامج التي تؤهلهم لتولي اللقيادة و تمكنهم من التعامل بواقعية و اكتساب المزيد من الخبرات و التفاعل مع القضايا المختلفة حتى تستطيع التجربة أن تنجح و تتجاوز التحديات و تزيل من أمامها العقبات .