رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جزيرة القيامة تطالب بعودة "الصديق المسروق" من بريطانيا

أرشيفية
أرشيفية

ستقوم جزيرة القيامة أو جزيرة الفصح بمطالبة المملكة المتحدة بإرجاع أحد التماثيل العملاقة الشهيرة لمنطقة بولينيزيا النائية التي تم أخذها قبل 150 عامًا، والتي يحتفظ بها حاليًا المتحف البريطاني.
جزيرة الفصح أو جزيرة القيامة هي جزيرة بركانية مثلثة الشكل تقريبا تقع في المحيط الهادي الجنوبي، وهي جزء من تشيلي، وتبعد حوالي 3600 كيلومتر (2237 ميل) عن غرب تشيلي القارية
ووفقا لصحيفة "الإندبندنت" سيصل وفد من الجزيرة البركانية إلى لندن الأسبوع المقبل لتقديم التماس إلى المتحف لإعطاءهم "moai" أو "مواي" وهو تمثال من البازلت قدمه سبعة أقدام منحوت في عام 1868.
مواي هي تسمية محلية لمجموعة من التماثيل الضخمة المصنوعة من حجر البازالت بجزيرة القيامة، وهي إحدى جزر بولينيسيا وقد أقيمت بين عامي 1250 و1500، وتتراوح أطوالها بين 2 م و9م، ومعدّل وزنها 14 طن وقد يصل بعضها إلى 80 طن، ومن الملفت للنظر أن هذه التماثيل تتجه في غالبها إلى داخل الجزيرة.

يُعتقد أن التمثال، المعروف باسم "Hoa Hakananai’a"، والذي يعني "صديق مفقود أو مسروق"، يعود تاريخه إلى حوالي عام 1200 بعد الميلاد، وكان بين 900 منحوتة مصنوعة من قبل سكان الجزر بين عامي 1100 و1600 ميلادي.

سيقدم الوفد مبادلة تمثال "مواي" بتمثال مواي شبيه آخر منحوت من الحجر بواسطة النحات المحلي المعاصر Bene Tuki، وقال متحدث باسم المتحف البريطاني إنه كان دائما على استعداد للنظر في إقراض الأشياء من مجموعته "رهنا بالظروف المعتادة".
وقال المتحدث "نعتقد أن هناك قيمة كبيرة في عرض الأشياء من جميع أنحاء العالم، إلى جانب قصص الثقافات الأخرى في المتحف البريطاني، يمكن مشاهدة Hoa Hakananai’a مجانًا، وهي من بين أكثر المعروضات شعبية وأكثرها تصويرًا مع زوارنا البالغ عددهم ستة ملايين كل عام".

تم ضم جزيرة الفصح من قبل شيلي في عام 1888 وأصبحت منطقة خاصة في عام 2007.

وقال وزير التراث البلدي فيليبي وارد الذي سيحضر الاجتماع يوم الثلاثاء القادم إن لديه "بصيصا من الأمل" في إمكانية إعادة التمثال حيث أشار المتحف إلى أنه مستعد لمناقشة القضية.

تم اقتياد هوا هاكانانايا من الجزيرة، التي تقع على بعد 2،480 ميل غرب العاصمة الشيلية سانتياغو، على يد ريتشارد باول، قائد السفينة إتش إم إس توباز، وتم تقديمها إلى الملكة فيكتوريا، التي نقلتها إلى المتحف البريطاني في عام 1869.

التمثال هو واحد من العديد من القطع الأثرية المستكشفين والشخصيات البريطانية المكتسبة من جميع أنحاء العالم التي يتم عرضها في المتحف البريطاني، لكن عددا من هذه الكنوز أصبح موضوع نقاش حاد وطلبا لبلدانهم الأصلية العودة إليها.
ودعا الخبراء المجتمع الدولي إلى تخصيص أموال للحفاظ على هذه الأحجار الأثرية الضخمة، التي تعد من أبرز المعالم التي تحث السائحين على زيارة أبعد الجزر المأهولة بالسكان في العالم.