رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عقب مقتل الأنبا ابيفانيوس.. 5 أزمات هزت عرش الكنيسة

 الأنبا ابيفانيوس
الأنبا ابيفانيوس

"كونوا حكماء وعقلاء".. هكذا مرت الكنيسة من أزماتها التي كادت أن تهز عرشها، فلم تكن حادثة الأنبا ابيفانوس اسقف ورئيس دير الأنبا مقار، بوادي النطرون هي الأولى من نوعها التي مرت بها الكنيسة القبطية.

بنبره الحده والصرامه، أكد البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن الكنيسة لاتهتز، لافتًا إلى أن الكنيسة القبطية هي أقوي كنائس العالم.


الأزمة الأولى: محاولة اغتيال البابا تواضروس

خلال احتفالات الكنيسة الأرثوذكسية في 2017 بأحد الشعانين، ترأس البابا تواضروس الثاني، قداس احد الشعانين في المرقسية بالإسكندرية وعقب إنتهاء القداس تعرض لمحاولة اغتيال بعبوة ناسفة

الأزمة الثانية: خلاف البابا شنودة والاب متي المسكين

يعد خلاف الأب متى المسكين، والبابا شنودة الثالث هو الابرز في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية، فالأول أحد أكثر الشخصيات القبطية إثارة للجدل فى تاريخ الكنيسة المصرية، أهم الرهبان الذين أعادوا إحياء دير الأنبا مقار، إلا ان خلافه مع البابا شنودة يظل الابرز إلى يومنا، فكان شنودة الثالث يري متي المسكين ابيه، واستاذه لكن سرعان مانشبت الخلافات بين المعلم والابن بسبب الخلافات الفكرية.

في عام 1956، انتقل متى المسكين إلى دير الأنبا صموئيل، وانتقل معه عدد من الرهبان، كان من بينهم الراهب أنطونيوس (البابا شنودة) ولكن سرعان ما نشأ الخلاف الفكري هناك.

ومن بين الأفكار التي كان يبثها الأب متى المسكين، الوحدة المسيحية، فى يناير عام ١٩٦٥، وكتب مقالًا تحت، بثَّ فيه أَفْكَارَه وتَصوُّراته حول مفهوم الوحدة المسيحية وكيفية تحقيقها، مؤكِّدًا أننا لا نُريد وحدةً عاطفية تكون لمجد الإنسان وتعظيم الذات البشرية، مثلما حاول الإنسان فى القديم أن يُقيم وحدةً الغرض منها بناء برج بابل.

ويقول البابا شنودة الثالث، ردًا على سؤال لأحد طالبى الرهبنة سنة ١٩٨٨، عن رآيه فى أن يترهبن بدير القديس أبو مقار بوادى النطرون، ورد قائلًا: إذا أحد ترهب بدير ابو مقار، سيتعب كثيرًا وتخرج من الدير وترجع إلى مرة أخرى، فمن الأفضل أن تذهب إلى دير آخر وخدها من قصيرها.

وأوضح البابا شنودة، في عظة له عام 1991، أسباب خلافه مع رهبان أبو مقار قائلًا: "إن الدير يتبع سياسة معينة، وأنا باحتمل اللى بيحصل وباسكت، فالحب يجعل الشخص يحتمل، ومع ذلك من ناحية التعمير الدير لا يحتاج إلى مساعدة منا، فيوجد لديهم آلاف الأراضي، ومن ناحية الرعاية الروحية فهم يتمسكون بأب من الآباء وتعاليمه، فأنهم يطيعون هذا الأب أكثر من الأب البطريرك والمجمع المقدس".

الازمة الثالثة: البابا يوساب والأمة القبطية

يقف تاريخ مصر الحديث طويلًا أمام علاقة البابا شنودة الثالث بجماعة الأمة القبطية، وأمام قصة اختطاف الشاب نظير جيد لـ"الأنبا يوساب الثانى" وعزله عن منصبه عام 1954، بمشاركة مجموعة من الشباب القبطى.

تعد جماعة الأمة القبطية واحدة من أبرز وأهم الجماعات التي أُثير حولها كثير من الشُبهات، خاصة
عن علاقتها بالبابا شنودة الثالث، والتي أعتقد البعض أنه من تلامذة أو معتنقي فكر هذه الجماعة، والذي ساعد على خطف البابا يوساب الثاني، وعزله عن كرسي البطريركية، ثم توجه إلى الدير للاختباء به والهروب من السجن بتهمة «خطف البابا يوساب».

ففي عام 1952، أنشا محامي شاب في العشرينيات من عمره، يدعى إبراهيم فهمي هلال، جماعة الأمة القبطية، لتصبح جمعية دينية، هدفها السعي لإصلاح شؤون الكنيسة القبطية، ونشر تعاليم الكتاب المقدس، والتمسك بالعادات والتقاليد القبطية، وإصدار صحف وجرائد دورية لنشر أفكارها.

وفي 26 مايو 1946، تم انتخاب مطران جرجا، الأنبا يوساب الثاني، بابا للإسكندرية وبطريرك للكنيسة القبطية في مصر، وعرف عن الأنبا يوساب الورع والتقوى وزهده في السلطة، إلا أنه كان يعيبه ضعف شخصيته باعتراف الكثير من المطرانية.

في فجر يوم 24 يوليو عام 1954، استيقظ البابا يوساب داخل مقره الباباوي في شارع كلوت بيك، بعدد من الشباب القبطي، واقتحموا حجرة نومه وسيطروا على القصر الباباوي بقوة السلاح، وقدموا له ثلاث أوراق بثلاث لغات، القبطية والعربية والفرنسية، وطلبوا منه أن يوقع عليهم جميعًا وقد وجهوا أسلحتهم إلى رأس البابا.

وأمام هذا المشهد، لم يجد البابا يوساب مفرًا من التوقيع، وبعدها، قام الشباب باختطاف الرجل ونقله بسيارته الخاصة إلى أحد الأديرة، وطلبوا من رهبان الدير الإبقاء على البابا لديهم، لأنه تنازل عن العرش وقرر التفرغ للصلوات والعبادة المنفردة


الأزمة الرابعة.. اغتيال البطريرك الـ60

ثاؤفانيوس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس رقم 60، أصله من الإسكندرية، وأقام بطريركًا أربع سنوات وأربعة أشهر و11 يومًا، في الفترة من 25 يوليو 952 م حتى 6 ديسمبر 956 م، وتوفي. وخلا الكرسي بعده لمدة شهرًا واحدًا.


وفقًا لكتب التاريخ الكنسي، فأن عقب وفاة البابا مقار انتخب خلفًا له ثافانيوس من الإسكندرية في شهر مسرى سنة 669 ش. و953 م.، في عهد الانجور بن الاخشيد، وكان هَرِمًا.

وفي أوائل أيام بطريركيته شعرت الكنيسة بعسر مالي عظيم وخلت مخازن البطريركية من الأموال بسبب الضريبة التي كانت معينه لكنائس الإسكندرية، فضلا عن النهب المتواصل الذي كانت واقعًا على الأقباط من الحكام والولاة، وقد رأى البطريرك أن الشعب ضجر من هذه الغرامات الباهظة، فطلب من كنيسة الإسكندرية التنازل عن هذه الغرامة أو تخفيفها قليلًا، ولكن كنيسة الإسكندرية لم تتنازل عن هذه الغرامة وأصرت على المطالبة بحقها.

وكان البطريرك ثافانيوس حاد الطبع سريع الغضب كثير الحمق غير قادر على كبح جماح غيظه! وقيل أن ذلك كان بسبب روح نجس تسلط عليه، وقال بعضهم أنه نشأ عن مرض عصبي كالصرع أو خلافة كان يفاجئه فيغير أطواره، فلما رأى تصميم أقباط الإسكندرية على المطالبة بالغرامة أخذ يشتمهم ويوبخهم بما خرج به من دائرة التعقل حتى استاء منه الكهنة وأظهروا غيظهم منه بكلمات قاسية وجهوها إليه، فازداد هيجانه وصياحه وغيظه فحمله بعضهم إلى مركب إلى بابيلون لظنهم انه يهدأ إذا استنشق نسيم النيل، ولكنه إذا لم يكف عن هياجه وتقدم إليه أحد الأساقفة بالصلاة لتوهمه أن فيه روح نجسًا، فتشنجت أعصابه ووثب عليه، وهنا اختلف في سبب موته ويقول واضع سير البطاركة انه مات مسموما وقتل مختنقا.

الأزمة الخامسه.. البابا شنودة والانبا غريغوريوس
كانت العلاقة بين البابا شنودة الثالث، والأنبا غريغوريوس اسقف البحث العلمي انذاك قوية بين الاب والأبن والمعلم وتلميذه، كانت الخطابات تتبادل بينهما،حتي دبت الخلافات في عصر البابا كيرلس السادس،عندما قرر رسامة الانبا غريغوريوس اسقفًا للبحث العلمي، الامر الذي اعتبره الانبا شنودة تعدي على قوانين الكنيسة فأرسل خطابًا للبابا كيرلس يقول فيه" إن رسامة اسقفين على إيبارشية واحدة تعدي على قوانين الكنيسة"، ورفض حضور رسامة الأنبا غريغوريوس.

ورغم أن العلاقة بينهما أخذت فترة من الشد والجذب، إلا ان البابا شنودة اعتبر الانبا غريغوريوس يشكل جبهة ضده، مع رهبان دير الانبا مقار والقمص متي المسكين، لاسيما وأن الخلافات كانت فكرية، وظلت هكذا حتى اشتد المرض بالانبا غريغوريوس ونفذ البابا شنودة وصيته عقب وفاته بدفنه بجوار جثمان الانبا اثناسيوس الرسول بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.