رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في قضية احتجاز طالب مصري بأمريكا.. «5 أسئلة تبحث عن إجابة»

جريدة الدستور

"22 يوما ويستمر احتجاز طالب مصري داخل مبنى الإدارة المعنية بشئون المهاجرين في أمريكا بتهم غير واضحة "عنصرية"، تطرح عدة تساؤلات بلا إجابة وسط صمت جميع المسئولين في مصر.. قضية انفردت (الدستور) بتفاصيلها".

"تحرك قمعي مفاجئ".. أول سؤال يدور في أذهان متابعي القضية حول أسلوب التعامل مع الطالب عقب نشره "تعليقا" على "فيس بوك" يعارض من خلاله المرشح العنصري "دونالد ترامب"، حيث أجري التحقيق معه 3 مرات، إحداها كانت داخل منزله ومن ثم تم اصطحابه إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي "FBI"، ثم إلى "مبنى الهجرة" الذي لم يخرج منه حتى الآن، كل ذلك رغم أن ترامب لم يزل مرشحًا، فهل يمكن الربط بين ما حدث وما تشير إليه بعض التقارير بشأن أن ملف الانتخابات الأمريكية محسوم من الآن لصالح المرشح الأكثر عنصرية، بل وماذا كان من الممكن أن يحدث لو كان انتقد رجلا ذو سلطة تنفيذية.

في 12 فبراير الماضي اختفى الطالب المصري عماد السيد، الذي سافر يوم 22 سبتمبر 2015 إلى أمريكا، ذهب من أجل العلم فقط، ليحقق حلمه بدراسة "الطيران" في أفضل الجامعات العالمية، ولم يكن يعلم أن انتقاده لمجرد مرشح عنصري يدعى "دونالد ترامب"، سيهدم آماله.

6 أشهر واندثر حلم الطيران على أيدي عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي "FBI" - بعد تلقيهم بلاغ من مدير أكاديمية "Universal Air " يتهم فيه عماد باتباع ميول سياسية ودينية غير سوية - ولم يسمع عنه أحد لولا مساعي أسرته للتوصل إليه، ولم تتحرك القنصلية المصرية هناك إلا بعد المحاولات المكثفة، ورغم ذلك توصلت معهم بشكل "شخصي" – غير رسمي – ولم تصدر بيانًا واحدًا يوضح كيفية سريان الموقف مع عماد.

"لماذا المصري عماد؟".. إزاء حالة الصمت، وافتقاد الإجابات المقنعة تظهر تساؤلات تسعى لإيجاد مبرر واضح لما حدث، بالرغم من أنه يتشابه إلى حد كبير مع سيناريو الفتاة مروة بلكار، مسلمة مغربية الأصل تحمل الجنسية الأمريكية، عندما انتقدت ترامب على صفحتها الشخصية بـ"فيس بوك"، وأيدها مؤسس الموقع نفسه، مارك زوكينبرج، وكذلك الشبكات العالمية مثل "CNN" الأمريكية، ولم يتم مسها أو التحقيق معها بأي شكل.
وتناست الإدارة الأمريكية تصريحات دونالد العنصرية التي يتغنى بها ضد المسلمين والعرب ليل نهار دون أن يمسه أحد أو يردعه مسئول.
ولم يتهاون العديد من مشاهير أهل السياسية والفن، وغيرهم من الشباب الرافض للعنصرية، حول العالم في انتقاد دونالد المعروف بعنصريته ضد كل ما هو ليس "أمريكيًا"، دون الالتفات إلى كلماتهم، فما حجم الخطر الذي يمثله طالب مصري لم تتعد فترة إقامته في الولايات المتحدة 6 أشهر، ليتم اتخاذ قرار بترحيله واتهامه بأنه يمثل خطرًا على الأمن السياسي الأمريكي.

"أين أكشاك حقوق الإنسان؟".. من المثير للدهشة أن بلد إدعاء الحريات أظهرت تعسفها ضد الطالب المصري، لانتقاده ترامب، دون ارتفاع صوت واحد من مجالس حقوق الإنسان أو حرية الرأي، التي تدعو للاقتداء بـ"دولة تمثال الحرية"، وعدم وجود أي قوانين تحرم الانتقاد أو حرية التعبير في العالم، وكذلك الحال في مصر.

"أسباب صمت الخارجية المصرية؟" وحين حاولنا التواصل مع وزارة الخارجية المصرية - بعد الجلسة القضائية الثانية للطالب المصري - لمحاولة الإجابة على العديد من التساؤلات الدائرة في ذهن الجميع، كانت الإجابة على لسان المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث باسم الوزارة، كالآتي "ليس لدينا معلومات عن ما تتحدث، أصدرنا بيانًا من قبل، وأعطيني فرصة للتأكد عن تلك التطورات التي تشير إليها من إجراءات تعسفية ضد عماد".
وبقي الصمت الدولي على مستوى الخارجيتين "المصرية والأمريكية"، إذ لم تحرك واشنطن ساكنًا لتوضيح أمر الطالب، بينما اكتفت القاهرة بإصدار بينًا واحدًا بعد الجلسة الأولى لعماد، لتلتزم الصمت وعدم الاهتمام بتوضيح أي تطورات أخرى.

"غموض التحقيق والترحيل دون محاكمة".. المشهد الأخير، كان قرار المحكمة الأمريكية، الخاصة بشئون المهاجرين، بترحيل عماد السيد إلى بلده الأم، مقابل تنازله عن حقوقه المتمثلة في جمع متعلقاته واسترداد حقوقه المادية من أكاديمية الطيران التي كان يدرس بها، وانتهاء التحقيقات دون سماع دفاعه عن نفسه.