رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدبة التى قتلت صاحبها


حالة غضب مستمرة ومتكررة تحدث فى الشارع المصرى، عندما يقوم أحد أفراد الداخلية المنوط بهم حماية الأمن والأمان وحفظ سلامة الوطن والمواطن، بارتكاب أحد التجاوزات فى حق أحد المواطنين، ورغم دقة الظرف ورغم حالة الطوارئ التى تفرضها المعركة التى تخوضها مصر حالياً، إلا أن بعض أفراد الشرطة يتعاملون مع المواطنين بما يخالف القانون، ولا يراعون واجبهم تجاه هذا الوطن.

إننى لا أؤيد الدعوات لتنظيم تظاهرة ضد أفراد الشرطة، وأطالب المواطنين بأن يهدأوا ولا يعمموا ويحكموا على كل أفراد الداخلية أحكاماً مسبقة، خاصة أننى على تمام الثقة فى اتخاذ الوزارة إجراءات رادعة ضد الأفراد المتورطين فى انتهاك حقوق المواطنين، وكذلك فى حال وافق البرلمان على التشريعات التى سيتم تقديمها من نواب الشعب، وإقرارها إذا كانت مرضية لنا كشعب لا يريد سوى العيش بكرامة.

إن ظاهرة اعتداء أمناء الشرطة على المواطنين، تجاوزت الحالات الفردية وتكاد أن تتحول لظاهرة متكررة للأسف، والغضب الشعبى يتصاعد ولا نريد أن نفتح باباً، لمن يصنع الفتن أو المكائد أو هدم الدولة المصرية مرة أخرى .

إن ما يحدث من انتهاكات يظل مسئولية وزير الداخلية وهو رجل وطنى وشريف يتولى المسئولية فى فترة عصيبة وسط أجواء مرعبة تعوق أى رجل أمن عن أداء وظيفته، وحتى لو كانت أحداثاً فردية يقوم بها أحد أفراد الشرطة، وللواء مجدى عبد الغفار أقول إن الحل هو تطبيق القانون « لابد من الردع والقصاص من المخطئ أياً كان موقعه، لابد أن يعاقب المخطئ ويصبح عبرة لكل من تسول له نفسه أن يتعدى على مواطن».

إن جهاز الشرطة واحد من الأجهزة الوطنية الشريفة التى كانت ومازالت تعمل فى مناخ ملبد بالإرهاب ووسط كم رهيب من المؤامرات على هذا الوطن، لكن وقوع تلك الانتهاكات بحق المواطنين ينتقص من قيمة الشرطة ورصيدها عند الشعب، ويعطى مبرراً للمغرضين وصانعى الدسائس والمؤامرات لمحاولة الصيد فى الماء العكر، ولأبنائنا فى الشرطة أقول يجب أن تظلوا فى خدمة الشعب ويجب أن تظلوا حصناً للشعب، ولا تفقدوا التعاطف الشعبى الذى اكتسبتوه خلال ثورة 30 يونيو.. ولا تخذلوا الرئيس .. رجاء لا تكونوا مثل الدبة التى قتلت صاحبها وهى تحبه !».