رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل الجميع من الضمائر المخلصة؟


«أليس من العار أن تترك مقدرات أمة تحت رحمة مواطنين يتصرفون بهذه المقدرات بخفة ومجون كما لو كانوا يلعبون الورق». صدقت يا هتلر.. توقفت كثيراً عند هذه الكلمات وأنا أتابع المشهد الحالى فى مصر، ونحن نعيش حالة وصفها رئيس الجمهورية «بقايا دولة»، أشلاء دولة من 67 «لولا ستر ربنا». و«إن التردى ليس فى التعليم فقط بل فى الصناعة، الزراعة، .... «إننا لا نريد أن تقع الدولة أكتر من كدة يجب أن تثبت وتقف وتستقر وتتطور»... «استراتيجيتى خلال الأربع سنوات هى تثبيت الدولة ومنع انهيارها». «ربنا حيقدرنا بكم وبكل المصريين». «سوف يساعدنا الله لأن كل الضمائر مخلصة وكل النوايا أمينة وشريفة والعمل لوجه الله سبحانه وتعالى ولأجل الناس الغلابة البسطاء».

والآن، السؤال الذى لابد أن نطرحه على أنفسنا وعليك سيدى الرئيس... هل الجميع من القمة إلى القاع من الضمائر المخلصة؟ أو يحملون النوايا الطيبة؟ أو يعملون من أجل الله سبحانه وتعالى ومن أجل الغلابة؟... أشك سيدى الرئيس.. وإلا كنا انتصرنا فى حربنا ضد الفساد بكل صوره منذ أن توليت!!!.. أنت تتحدث عن نواياك، وعن ضميرك وعن أحلامك.. لكنك لا تعلم ما فى صدور من حولك أو صدور شعبك وإلا ما خرجت علينا جماعات تكفيرية تكفر أشقاء الوطن!!! أو جماعات إرهابية تعمل على تهديد الأمن القومى المصرى وتهديد «الوطن» الذى يعيش بداخلنا أو تعمل على هدم استقرارالدولة وتمزيقها!!!

سيدى الرئيس.. أنت تعيش فى وطن لا يدرك فيه الجميع تعريف الدولة أو ماهيتها أو يعملون على وحدتها واستقرارها!!!. لا يعرفون «قيمة» الكلمة... بأنها صغيرة فى حروفها ولكنها عميقة وعظيمة وكبيرة فى معناها!!! نحن نعيش فى وطن.. يتحدثون فيه عن الحرية دون أن يدركوا أن «الحرية هى الحق فى أن تعمل ما يبيحه القانون». وأن «الحرية من غير قانون ليست سوى سيل مدمر» صدقت يا مونتسكيو. وأن أساس أى دولة قوية هو إقامة دولة قانون وليس دولة أشخاص. نحن نعيش فى وطن.. استباحوا فيه كل شىء للوصول إلى أهدافهم على حساب الوطن!!.

سيدى الرئيس.... عليك أن تعلم أنك تتحدث مع شعب يرفض أبوه الرئيس له وأنه يريدك رئيساً تحقق له العدل والرفاهية والاستقرار والأمان دون أن يشارك معك فى «معركة بناء مصر» أو فى «الحرب ضد الفساد» بل هو يبحث عن طرق وثغرات لعدم تطبيق القانون. دون أن يعلم أن القانون وحده هو ضمان للعدالة وأن الشعب يستمد قوته من قوة القوانين ومن احترامه للقانون! «القوانين القوية والجيدة تؤدى لخلق قوانين أفضل، والقوانين السيئة تؤدى إلى قوانين أسوأ» جون جاك روسو.. والآن.. نريد رئيساً وليس أباً يحترم القانون وجميع سلطات الدولة. ونريد شعباً مخلصاً شريفاً يحترم القانون وينفذه حتى ننقذ «الوطن» من أن يصبح «أشلاء دولة»!!. موعدنا الخميس المقبل إن شاء الله.