رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفوضى يستغلها الاخوان فى تونس


ما رأى السادة الذين صدعوا رءوسنا عندما ظلوا يشيدون بتجربة تونس
الديمقراطية، قال البعض خسر الإخوان وانتصرت الديمقراطية، الإخوان من
نسيج الوطن التونسى، وقال آخرون ليس بالإقصاء يمكن أن ينتصر الوطن، وكلها
نقد للوضع فى مصر، وعندما فازت اللجنة الرباعية للحوار الوطنى بجائزة نوبل
للسلام، هلل نشطاء سماسرة السياسة فى مصر بالانتصار الديمقراطى التونسى،
زاعمين زوراً أنه كان يمكن أن يحدث فى مصر مثلما حدث فى تونس، وأن تنتصر
الديمقراطية مع وجود الإخوان فى المشهد، ولم يقتصر الأمر على هذا الحد، فقد
أعلنت حركة النهضة التونسية فى مراوغة سياسية متغطية بالدين أنها نصحت
لجماعة الإخوان فى مصر، وهم لم يستمعوا لنصحها، وهلل راشد الغنوشى كثيراً
بتجربة إخوان تونس، ومع ذلك بدأ الإرهاب الإخوانى يضرب الوطن التونسي،
عندما قتل الإرهاب السائحين البريطانيين، وكانت إدانة حركة النهضة الإخوانية
إدانة باهتة باللغة العربية، وإدانة صارخة باللغة الإنجليزية، وهى عادة إخوانية
مكشوفة دائماً.
ثم ظهر كل ذلك وبان، فقد تظاهر العشرات ضد البطالة، قامت بها مجموعات
تخريبية صغيرة لا تتجاوز ٢٠ شخصاً، لا يمكن وصفها بالمحتجين، ولكنها تقوم
بأعمال عنف وتخريب وحرق المحلات وتخريب المنشآت، والاعتداء على المقرات
الأمنية واستهداف لسيارات الأمن، فليست ثورة جديدة، ولا الشعب التونسى
يرضاها، بعد أن شاهد ورأى عن الإرهاب فى تونس والتونسيين الذين التحقوا
بداعش، وبالفتيات التونسيات اللاتى افتخرن بالمساهمة فى جهاد النكاح فى
إرهابيى داعش فى سوريا، كل هذا يفقد أى خروج عن الشرعية السياسية والدينية
والأخلاقية أى سمة من سمات الاحتجاج السلمى الذى يساهم فيه كل الشعب، ولكن
ما إن بدأت حركات العنف بالحرق والتخريب، حتى بدأت حركة النهضة الإخوانية
على إثر التحركات الاجتماعية التى » : التونسية تركب الموجة، فقالت فى بيان لها
اندلعت بمدينة القصرين التونسية بعد وفاة الشاب رضا اليحياوى احتجاجاً على
حرمانه من الشغل، ومع استمرار الاحتجاجات وتزايد الاحتقان، فإن حركة النهضة
تترحم على روح الشاب رضا اليحياوى وتتقدم بالتعازى الحارة لأهله وذويه ، وأنها
تتفهم المطالب المشروعة فى الشغل ومقاومة الفقر والتهميش باعتبارها من
صميم مطالب ثورة الحرية والكرامة، وتدعو إلى المحافظة على سلمية التحركات
وتجنب كل أنواع العنف أو المساس بالممتلكات العامة والخاصة... إلى آخر ما جاء
بالبيان النهضوى الإخوانى، رغم أنها جزء من الحكومة، ولكنها تريد العودة بتونس
إلى نقطة الصفر لتعود للمشهد وحدها حتى لو سقطت الدولة نفسها..
نحن فى مصر عرفنا جيداً أنه لا يمكن أن توجد ديمقراطية فى وجود أى جماعة
متأسلمة، وأولها جامعة الإخوان المسلمين، كما عرفنا أن الجيش الوطنى المصرى
هو الحارس الأمين للدولة المصرية، ولولاه لحدث ما لا يّحمد عقباه، ونحن نثق فى
الشعب التونسى الشقيق الذى اكتوى ويكتوى بنار الإرهاب من أن ينساق للإخوان
مرة أخرى، ندعو الله أن يقى تونس شر الإخوان.