رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كابوس الإرهاب... ولياليه الهباب!!»


كلما اقترب 25 يناير من كل عام زادت دقات القلوب عند البعض قلقاً وخوفاً... لا لشىء سوف يحدث !! ولكن لأشياء كثيرة بالفعل قد حدثت... ونعود لذاكرة الأحداث... الثلاثاء 25 يناير 2011 هو اليوم الذى أبدت فيه الإرادة الشعبية المصرية رغبتها فى إسقاط نظام حكم مبارك... وقد كان!! واكبت هذه الثورة موجات من القتل وسقوط ضحايا ومصابين... وتدمير للمصانع والمنشآت العامة والخاصة وحرق لأقسام الشرطة... وانهيار للميزان الاقتصادى... وأكدت الدراسات العلمية المصرية أنه منذ انطلاق ثورة 25 يناير تكبد الاقتصاد المصرى خسائر جسيمة بلغت 120 مليار جنيه... وفى الأشهر الأولى من 2011 تصدرت محافظة شمال سيناء خريطة العنف السياسى بـ 38 حادث عنف وأكثر الهجمات كانت مسلحة ثم محافظة القاهرة 32 حادث والجيزة 30 حادث والإسكندرية فى المركز الرابع بعدما شهدت 29 حادث عنف... المنوفية 19 حادث الشرقية والدقهلية 19 حادث لكل منهما. وذهبت الدراسة إلى أن أكثر القطاعات تعرضاً لخسائر فادحة كان من نصيب قطاع السياحة... حيث بلغت الخسائر أكثر من 60 مليار جنيه وتسريح أكثر من 3 ملايين عامل يعملون فى المجال السياحى بشكل مباشر وثلاثة ملايين عامل آخرين يعملون ويستفيدون من السياحة بشكل غير مباشر.

وصرح وزير الصحة فى وزارة تصريف الأعمال بأن عدد الذين ماتوا جراء الثورة تجاوز الـ 500 شخص وهناك بعض الموتى لم يتم التعرف عليهم إضافة إلى 51 مفقوداً وذلك حتى فبراير 2011 وفى أبريل من العام نفسه وصل عدد المصابين إلى 6467 شخصاً وبلغ عدد المتوفين أثناء الأحداث فى جميع مستشفيات مصر 840 شخصاً وأكدت هذا الرقم هيئة تقصى الحقائق عن ثورة 25 يناير وتكبد الاقتصاد المصرى خسائر فادحة خلال فترة الأحداث من جراء انقطاع خدمة الاتصالات والإنترنت وإلغاء الحجوزات السياحية وتعطيل العمل فى سوق الأوراق المالية فضلاً عن انخفاض قيمة الصادرات مع ارتفاع فاتورة الواردات المصرية من الخارج. وأوضح مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء أن خسائر قطاع خدمات الاتصالات والإنترنت فى مصر بلغت 90 مليون دولار خلال فترة انقطاع الخدمة أيام أحداث 25 يناير... وذكر التقرير الاقتصادى أن قطاع السياحة المصرى تكبد خسائر قدرها 825 مليون دولار لإلغاء الحجوزات السياحية، موضحاً أن نسبة إشغالات الفنادق شهدت انخفاضاً ملحوظاً تراوح من الصفر إلى 16% فى بعض المناطق علاوة على مغادرة 210 آلاف سائح البلاد وانخفاض الإنفاق السياحى 178 مليون دولار فى أسبوع إضافة إلى انخفاض قيمة الجنية المصرى وتراجع الاحتياطى لدى البنك المركزى المصرى إلى 33 مليار دولار، وأشار أحد التقارير إلى أن خسائر قطاع الصناعة التحويلية والاستراتيجية خلال الفترة من 28 يناير 2011 إلى 5 فبراير 2011 بلغت 7ر2 مليار جنيه... وبلغت خسائر قطاع التشييد والبناء 762 مليون جنيه وعلى مستوى الجمهورية بلغت الطاقة العاطلة 90% من إجمالى الطاقة المتاحة خلال الفترة من 25 يناير وحتى فبراير 2011 وذهبت دراسة أخرى إلى أن خسائر الاقتصاد المصرى من يناير إلى نهاية فبراير 2011 بلغت 30 مليار دولار وأن قطاع السياحة كان المتضرر الأكبر... فضلاً عن توقف عدد كبير من الشركات المنتجة والمصانع الكبرى بالمدن الصناعية... قطاع الطيران بلغت خسارته 700 مليون جنيه فى شهرين وانخفاض نسبة الركاب وصلت إلى 56% والسبب تراجع نسب الحجز والسفر والرحلات الخارجية على الخطوط المصرية.

القطاع العقارى المصرى طالته خسائر جسيمة بلغت 207 ملايين جنيه وشركة المقاولون العرب وحدها لحقت بها خسائر تصل إلى 400 مليون جنيه بسبب توقف أعمالها فى المشروعات الكبرى فى شهرى يناير وفبراير 2011 وصلت إلى مليار جنيه خسائر فى نهاية 2011 وأوصت الدراسة بضرورة عودة الأمن بقوة إلى الشارع المصرى والمدن الساحلية والمحافظات السياحية حتى يعود السائح إلى مصر مرة أخرى... ورسالتى فى نهاية مقالتى... خسائر فادحة فى شهرى يناير وفبراير 2011 هو جزء بسيط من كل... مؤلم وضخم وعنيف... ومازلنا نعانى توابع زلزال 25 يناير 2011 هذا الزلزال الذى جمع بين الخير والشر... الخير وقد تمثل فى الشباب الطاهر المحترم رافعاً رأسه منادياً بالعيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية والشر وقد تمثل فى ممارسات بعض الأحزاب السياسية والجماعات الإرهابية، حيث راحوا يلعبون بخبث فى قلوب الجماهير وأســماعهم ونــالوا ما أرادوا !!... ومرت الأيام وظهر واضحاً أمام العالم رغبة الجماهير المصرية الحقيقية فى التغيير وإسقاط نظام الإخوان وحكم المرشد وقد حدث!! أعزائى... تذكروا... 25 يناير 2011 بالخير والشباب الحر... لا تتذكروها بالانفلات والفوضى والبلطجة والحرق والتدمير والقتل... وقولوا... نعوذ بالله من كابوس الإرهاب ولياليه الهباب.