رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لمعان القطعة الناقصة

أحمد محمد جلبي
أحمد محمد جلبي

بالأمس حين تركتني رجوت إلا اراك مجدداً في حياتي ورجوت رغم ذلك إلا يصيبك مكروه فأشقى ما بقي لي من عمره وأنا لا اتحمل الشقاء} "عبارات... عبارات... كلها كلمات قديمة مبتذلة ماذا جرى لهؤلاء الناس لما لا بتكرون معاني جديدة ؛لم لا يجرى بهم الخيال ويجمع بهم الشعور الخلاق، ردبالقلم وعلي الورقة كتبت : سيدتي قرأت محاولتك الشاعرية أو القصصية ولا أدري إلي أي جنس أدبي تنتمي إلا أنني أرى أن تكتبي أكثر وتقرئي أكثر لتجدي الفاظاً ومعاني يمكنك التعبير بها أعمق من ذلك ووليني بإنتاجك علي بريدي الالكتروني ذلك أوفر وأسرع واستيقظي يا اختاه فنحن في القرن الحادي والعشرين إذا لم تواكبي العصر فلن يكون لك مستقبل أدبي؛ تكفي هذه الكلمات ؛ ربما تفعل مفعول السحر وترحمني من مراسلاتها الفظيعة ذات الألوان الوردية والرائحة الرخيصة كان علي أن انتهي من الصفحة الأدبية التي أشرف عليها ؛ علي أن اختار من ينشر لهم هذا الأسبوع ؛مهام ألاديب والصحفي معروفه مستشار سلسلة أدبية ؛ندوة اسبوعية في النقابة اتحمل كل أسبوع سخافات من كل لون تقريباً العمل الروتيني المعتاد، مراسلات أنصاف وأرباع الموهوبين مضايقات الحياة العمل في دار التحرير مشقة بالغة ؛يكفني فقط المرور وسط حقول الغام الزملاء وتطلعاتهم الطامحة للإشراف علي صفحة كاملة كالتي بين يدي ،اين أنا من كل ذلك أن ابداعي يكاد يلفظ أخر أنفاسه ويموت من هذا العبث اللامجدي ؛اين يمكن أن أجد الوقت لإنهاء قصتي الطويلة ؛أكثر من سنتين وأنا أعود إليها شهراً بعد شهر استحضر ما فيها لأحاول أن امسك بلحظة الإبداع الفكري التي جعلتني اكتب ثلثها الأول واتم ما بدأت ويالها من صعوبة ، دلني علي طريقة يا صديقي ها أنا اشتكي لك عدم قدرتي علي الوفاء بالقصة كما فكرت بها أول مرة أنني اتعذب منذ العام حتى بات كل شئ في حياتي أخرقاً مصطنعاً لا خير فيه ولا أمل ، تمهل فى الرد أخرج من صدرة عبارة: خذ أجازة ايام ؛شهراً لإنهائها طالما أن أخرجها ملح هكذا في خاطرك... فكرت :والزملاء الذين حولي متربصون وحركة التنقلات في الصحف والتغيرات التي تقع فجأة فأجد نفسي خارج دائرة الضوء وأعود خطوة أو خطوات للوراء وأنت تعرف أن النجاح في مصر خطوات قاضية و ليس سهلاً بل أن أفول النجوم يتم كل يوم وصاحبه الجلالة تلقى بالعشرات في أتون نارها رباه ألم يكن معبود أخناتون التوحيدي يسمى أتون أيمكن أن تتسلل هذه الكلمة من عصره حتى وقتنا الحالي فتعني نفسي المعني تقريباً بوتقة أشعة الشمس الحارة؟ ردد:أري مخلصاً أنك في حاجة إلي أجازة لشهر ولا تحاول أن تجد مبرراً للاستمرار في الدوامة لأكثر من ذلك وبصفتي صديقك وزميلك أعدك أن حدث شئ مما تتوهمه أن استدعيك علي عجل ؛أذهب ؟ وذهبت حتى الجونة حيث لا أحد تقريباً في الشتاء بعد الإعياد الموج عالٍ والبحر صاخب وفي نفسي وحقيبتي أوراقاً كثيرة أخاطب نفسي تارة بضمير الكاتب القصاص ؛ أخاطب المهنة في شخصي ؛ اتطلع كل صباح أن أغوص في أعماقي حتى أصل إلى العمق السابق ذاهلاً عماً حولي ؛ حتى الوقت الذي تسلمت فيه ملفاً مرسلاً علي بريدي الالكتروني قصة طويلة حقاً تحكي في سلاسة عجيبة علي مدي مئتين وخمسين صفحة أحداثاً مثيرة طبعتها علي الورق؛ أتاملها ،احداثها ،شخصياتها القوة فى بنائها الدرامي قارنت في خجل بينها وبين روايتي الناقصة "عقدت محاكمات للأفكار والشخيصات والأحداث من هذا رجلاً كان أو أمراة الاسم يتسم به كلاهما ،لم اسمع به من قبل من قرائي لااظن،لم يسبق أن راسلني أو ارسل قصة صغيرة اتراه مقتبسها من أحد اعلم منه بفن الحكي ،تكاد الرواية ان تقترب من الكمال ولا أملك إلا الإعجاب؟ ارسلت إليه علي بريده الالكتروني وقد تحكم في حس الصحفي وابلاً من الأسئلة ؛ احقق لا أديب حالم ؛استفزني بقدرته علي السرد الناضج السهل ؛اترقب وافتح البريد لعله أجاب لعله مريض أو يفكر في الإجابة لعله خجول أو خائف من اسئلتي الكثيرة الشكاكة لماذا يختفي مني؟ لا يريد ؛ لا تريد أن ترد ؟؟ربماتفضله علي صحفات الجريدة رأياً مقرؤءاً علي الناس؛ اعترافاً بموهبة تحوزها ومنى بالخصوص حسنا انتظر أذن حتى تنتهي أجازتي وانشغلت بلا شئ تقريباً كانت الرواية غامضة المؤلف تملك علي عقلي وتسد كل محاولاتي في الانقاذ لا شئ في البريد يأتي مع تتابع الأيام دفعتي قصته لمزيد من التفكير أما قصتي فمحاولات فاشلة لاقالتها من عثرتها ؛ثم عدت لعملي في دار التحرير انشر في العدد التالي أشادة بالعمل دون افصاح عن محتويات القصة ذاتها واطلب أن يوافيني المؤلف في الجريدة، وانتظر شهوراً بعدها ولا أحد يجيب اعترف أن الأمر حيرني أكثر من القصة ذاتها اعطيتها لصديقي وادعيت أنها لي حصيلة الشهر أجازة في الجونة وأطلب رأيه وكما توقعت انبهر بها كثيراً حتى أنه سعي لدى رئيس النشر بالمؤسسة لإصدارها؛ فـرفضت دون إبداء أي أسباب حتى أن يطلع عليها رئيس النشر لإبداء الرأي ؟من يدرى لعل صاحبها يظهر ذات يوم مطالباً بحقه الأدبي وأكون تورطت في فضيحة كارثية الملامح تهدم كل ما فعلته في حياتي ؟؟انتظر أن يأتي ويأخذها ؛ مازالت أحاول إكمال قصتي.