رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر.. ولجنة الإرهاب فى مجلس الأمن



بداية يجب أن نشكر الله العلى القدير على نعمة الأمن والأمان والاستقرار التى نتمتع بها الآن رغم ما مررنا به من أحداث جسام لو تعرضت لها أعتى الدول لانهارت ودخل أهلها فى حروب داخلية وحدودية

لا يعلم نتائجها غير الخالق

عز وجل...

... ثانياً لابد أن نشيد بالدور السياسى العظيم الذى لعبته الخارجية المصرية بتوجيهات من «السيسى»..والذى كان من نتائجه فوزنا بالعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن عامى ٢٠١٦-٢٠١٧ فى ظل الحملات السياسية والإعلامية والإرهابية الشعواء التى تشنها علينا دول بعينها على رأسها :أمريكا وتركيا وقطر وإسرائيل وإيران تعاطفاً مع إخوان الشياطين الذين يريدونها مشاعاً للخراب والدمار على غرار ما حدث فى العراق وليبيا وسوريا واليمن.

وبفوزنا بترأس لجنة مكافحة الإرهاب فى مجلس الأمن الدولى والتى لم نسمع عنها قبل أحداث 11 سبتمبر 2001 .. نكون بذلك قد انتزعنا حقنا الطبيعى فى الاعتراف العالمى بصحة موقفنا –الصحيح أصلاً- ضد الإرهاب الذى نواجهه منذ عشرات السنين .. ونكون بذلك أيضاً قد نجحنا فى «خرس» كل الألسنة الضالة هنا أو فى الخارج.. والتى تسعى للانتقام من الشعب بسبب استبعاده للجماعة الإرهابية بعد عام أسود من حكمهم البلاد.. وبهذه الخطوة ستكون مصر إحدى الدول المعنية بصناعة القرار الدولى من خلال ترأسها تلك اللجنة التى تضم فى عضويتها خمس عشرة دولة.. منها خمس دول دائمة العضوية فى المجلس هى: أمريكا والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا.. وستكون مسئولة أيضاً عن رسم السياسة العالمية لمكافحة الإرهاب حسب القرار 1373 لعام 2001 الذى يُلزم دول العالم بتنفيذ توصيات اللجنة للتصدى لجميع مظاهر الإرهاب.

وحتى نكون منصفين .. لا يجب أن نُغفل دور قواتنا المسلحة وشرفاء جهاز الأمن وتضحياتهم العظيمة التى مهدت الطريق لوضع مصر الحالى رأساً برأس مع «كبار» الأعضاء فى مجلس الأمن..كدولة استطاعت أن تتصدى للإرهاب بمفردها.. بداية من جماعة الإخوان الإرهابية التى بدأت عملياتها الخسيسة فى الاغتيالات والحرق والقتل والتفجير منذ بداية خمسينيات القرن الماضى وحتى الآن.. مروراً بما يجرى فى أرض الفيروز بعد ثورة 30 يونيه المجيدة .. وختاماً بالإرهاب الذى نواجهه من دول الجوار متمثلاً فى: «دواعش» ليبيا وخونة حماس و.... ومن هنا جاء قرار الأمم المتحدة لاختيار مصر لترأس هذه اللجنة نتيجة خبرتها فى التعامل مع تلك العصابات ومعرفة أماكن تواجدها حول العالم.. وأيضاً الإلمام بكيفية وقدرة تسليحها بالإضافة إلى مصادر تمويلها ووسائل مواجهتها .. فضلاً عن النهج العقائدى الخاطئ الذى يدعون – كذباً وزوراً – أنهم يتحركون من خلاله..هذه الأمور وغيرها أعطت مصر كل الحق فى وضع آليات القضاء على الإرهاب أينما وجد.. ومن ثم يُصدر المجلس قراره المناسب بناءً على هذه الآليات.

خلاصة هذه الخطوة المهمة أن مصر أصبح لديها المرونة عن ذى قبل فى التحرك لوأد الإرهاب فى أى شبر على أراضيها أو خارجها طالما كان ذلك يهدد أمنها واستقرارها .. وبالطريقة التى تراها مناسبة فى إطار خبرتها السابقة ووضعها الحالى.. نضف إلى ذلك أن الخطاب السياسى المصرى أصبح له ثقل ومصداقية فى الأمم المتحدة أكثر مما كان عليه رغم أنف الخونة والعملاء والحاقدين والمتآمرين.. الأمر الذى سيمهد لخلق لغة مشتركة بين مصر والدول الأعضاء باللجنة الذين اختلفوا معها فى تعريف الإرهاب ومصادر تمويله وخلفياته الثقافية وقناعاته الدينية والمذهبية.. وكذلك استراتيجية مواجهته.

بقى لنا النصح والإرشاد لمسئولينا القائمين على هذا العمل الجبار بأن يجتهدوا قدر استطاعتهم فى التواصل مع الجميع عدواً أكان أم صديقاً حتى تنجح مصر فى مهمتها المقدسة لإنقاذ العالم من موجة الإرهاب التى ضربت الأمن والاستقرار الدولى فى مقتل..مع الأخذ بعين الاعتبار الحذر-كل الحذر- من الدول التى ستحاول إفشالنا فى هذه المهمة التى سيتوقف عليها مهام دولية أخرى ستقوم بها مصر مستقبلاً بعد أن تدخل النادى النووى السلمى رسمياً بمجرد الانتهاء من مشروع الضبعة بإذن الله تعالى.. وألف مبروك لمصر مقدماً..وألف ألف شكر للدبلوماسية المصرية الهادئة-الرصينة على مساعيها وخطواتها ونظرتها الثاقبة فى علاج مشاكلنا الداخلية والخارجية.. تحيا مصر.