رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البرلمان الجديد.. والتحديات التى تواجه الدولة


أصبح لدينا برلمان ننهى به المرحلة الثالثة والأخيرة من خارطة المستقبل التى توافقت الأمة عليها فى 3 يوليو 2013، وأغلقنا ثغرة كبيرة وباباً كان الغرب المعادى يطل برأسه منه ليذكرنا باستمرار أننا لم نستكمل دعائم دولتنا الدستورية وعلينا أن نبنى على ما تم وننطلق إلى الأمام معالجين فى الوقت نفسه الآثار السلبية الخطيرة التى حدثت فى هذه الانتخابات والتى ساهمت بدرجة كبيرة جداً فى تكوين هذا البرلمان ومثلت انتهاكات خطيرة تكاد تعصف بنزاهة الانتخابات وشفافيتها وبأهدافها من تكوين مجلس نواب يمثل الشعب تمثيلاً حقيقياً ويستطيع الوفاء باستحقاقاته كسلطة رقابية وتشريعية تقف كصمام أمان بين السلطتين التنفيذية والقضائية ويواجه معهما كل التحديات التى تواجه الوطن الغالى.

وعليه أن يثبت أنه لن يكون كالبرلمان الأوكرانى الذى تدخلت أمريكا من خلاله لتعصف بالرئيس المنتخب بل سيكون ظهيراً قوياً للدولة والرئيس وقواتها المسلحة وشرطتها المدنية وهم يواجهون المخططات الشريرة التى تريد الفتك بالوطن واستقراره وتحويل دولته إلى دولة فاشلة وعلينا أن نرتفع إلى مستوى تللك التحديات ونكون معاً نصحح الأخطاء القاتلة التى شابت تلك الانتخابات ومكنت أصحاب المال الحرام والتمويلات الأجنبية من أن يحسموا نتائج الانتخابات ليصلوا برجالهم إلى منصة الرقابة والتشريع فى مصر من ناحية، ومن ناحية أخرى مكن عزوف الشعب عن المشاركة فى التصويت أصحاب التصويت الطائفى من أن يكونوا حاسمين فى حسم نتائج الكثير من الدوائر فرحين ببضعة مقاعد فازوا بها ولكنها فتحت باباً كان دائماً يمثل قوة الأمة فى مواجهة محاولات الغرب لضرب الوحدة الوطنية التى كنا وما زلنا نعتبرها سلاحاً مصرياً بتاراً يستطيع ان يفشل كل المخططات الأجنبية منذ ثورة 1919 وحتى يومنا هذا، وأعتقد أن البدء الفورى فى طرح كيفية معالجة أخطاء الانتخابات للحوار المجتمعى والوصول إلى سن قانون جديد لمجلس النواب يعالج مثالب وعورات القانون الحالى ويجعل النظام الانتخابى قائماً على نظام القوائم النسبية غير المشروطة سيهدئ النفوس ويغلق باباً للفتنة ويفوت الفرصة على المتربصين بالوطن الغالى المتوهمين أن نتائج الانتخابات الأخيرة ستعصف بتماسك الجبهة الداخلية وتجعل الخاسرين فى هذه الجولة بسبب تلك الأخطاء القاتلة سيديرون على الدولة وسيكونون خناجر ضد النظام الوطنى الذى تكون بفعل ثورة الشعب فى 30 يونيه.

ان التحديات التى تواجه الوطن تتطلب من كل أبنائه وخاصة هؤلاء الذين عصف بهم المال الحرام والتصويت الطائفى بعيداً عن البرلمان الذين كانوا مؤثرين فيه وأصحاب خبرات كبيرة فى الرقابة والتشريع أن يصطفوا خلف الدولة والرئيس وأن يقدموا كل العون للبرلمان الجديد ولجانه المختلفة من خلال دراسات يعكفون عليها فى كل الموضوعات التى ستناقش تحت قبته وأن تكونمواقف الأحزاب السياسية منطلقة فقط من خندق الوطنية المصرية وداعمة للدولة بصرف النظر عن خسائرها فى هذه الانتخابات، فالوطن أهم بكثير من بضعة مقاعد فى برلمان وسد ثغرة ينفذ منها الأعداء ستؤكد لهم ولغيرهم أن مصر الجديدة عصية على مخططاتهم وأنها ماضية بقوة إلى العمل والبناء.