رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا تظلموا بوتين


يجب أن ننظر بهدوء وعقلانية إلى القرارات التى اتخذها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، بشأن وقف الطائرات الروسية من دخول مصر ثم منع طائرات مصر للطيران من دخول روسيا، فالرئيس بوتين تدخل فى سوريا لمنع خطط تقسيم الأرض السورية، وحارب داعش وتمكنت الطائرات الروسية من وقف توسع داعش ثم تمكن قتل المئات من إرهابييها، وموقف روسيا لم يعجب أمريكا وبريطانيا، وطبعاً لم يعجب تنظيم داعش الإرهابى، ولم يعجبهم جميعا دعم مصر لروسيا فى حربها على الإرهاب، وهؤلاء جميعا التقت مصالحهم فى النيل من المدنيين الروس حتى يؤثروا فى قرارات الرئيس الروسى ليوقف عملياته فى سوريا، والنيل من الاقتصاد المصرى فى نفس الوقت، وانتهزت المخابرات البريطانية والأمريكية حادث سقوط الطائرة الروسية، فزعمت قبل نقل رفات الضحايا أن قنبلة داعشية أسقطت الطائرة، ثم سبقا الجميع فأعلنا وقف أو منع السياح البريطانيين والأمريكيين ودول غربية أخرى من السياحة فى شرم الشيخ، ووجد الرئيس بوتين نفسه فى موقف حرج، فليس بين القتلى أمريكيون وبريطانيون، ومن ثم علق رحلات الطائرات الروسية من دخول مصر، ومنع مصر للطيران من دخول روسيا، ولو تأملنا لوجدنا أن السياح الروس بعد قرار تعليق الطائرات الروسية لجأوا للطائرات المصرية، وربما فكرت المخابرات الروسية أن السيّاح الروس مستهدفون، فربما يقوم إرهابيون بقتلهم أو خطفهم، بعد تأليب داعش وأخواتها على المدنيين الروس، فاتخذت روسيا قرارها المانع لمصر للطيران، وهو الأمر الذى يؤثر فى السياحة الروسية لمصر.

وأثناء كتابتنا لهذا المقال وقع هجومان إرهابيان فى فرنسا أوقع عشرات القتلى، كما أعلنت المخابرات البريطانية رفعت حالة التأهب القصوى تحسباً لوقوع هجمات إرهابية انتقاماً لمقتل الإرهابى الداعشى محمد إموازى المعروف بجون ذبّاح التنظيم الإرهابى، فإذا نظرنا إلى كل ذلك، فلابد أن نعطى العذر للرئيس الروسى، خاصة أن نسبة كبيرة من الإرهابيين فى سوريا جنستهم روسية، كما نجد أنه ورغم حادثة الطائرة المنكوبة، جاء خبراء روس إلى مصر للعمل فى تدشين محطة الضبعة للطاقة النووية، وأيضاً ستسلم روسيا مصر معدات عسكرية اتفق عليها وجارٍ الاتفاق على معدات أخرى، فلا يوجد أى دليل على أن العلاقات الاستراتيجية بين البلدين ستتأثر كثيراً بسبب حادثة إسقاط الطائرة، بل بالعكس، فلو ثبت من قبل لجنة التحقيق أن الحادث بسبب فعل إرهابى، قد يزيد من التعاون ضد الإرهاب الذى تكتوى منه شعوب العالم. لابد من النظر للموقف الروسى من هذا المنظور، ونعلم أن حاجة روسيا لمصر لا تحتاج إلى دليل، تحتاج لها فى سوريا، وتحتاج لها بعد أن صارت عضواً غير دائم فى مجلس الأمن، وتحتاج إليها فى سعيها للعودة للمنطقة، وكل هذه أسباب تدفعنا لرفع الغبار الإعلامى الذى صاحب قرارات الرئيس بوتين لحماية السائحين الروس، هذا رأينا الذى نتمنى أن يكون صائباً، وفى كل الحالات فإن الاتحاد الروسى ليس متآمراً علينا، بل هو فى دائرة التآمر مثلما يحدث ضدنا من الغرب، حمى الله مصر، حمى الله الرئيس...