رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر فوق الجميع


كتبت مقالاً بتاريخ 16 يوليو من العام الماضى بعنوان « السيسى وكوكب الشرق..وبيل جيتس»..ناشدت فيه رجال وسيدات الأعمال المصريين بالتبرع لــ « صندوق تحيا مصر»..أو لسداد جزء من ديوننا الخارجية التى بلغت 48 مليار دولار أمريكى.. والديون الداخلية ٢.٠١٦ تريليون جنيه..وبعد مرور أكثر من عام وفى ظل المشروعات الكُبرى التى أنعم الله بها على مصر مؤخرا مثل : حفر قناة السويس الجديدة واكتشاف حقلى الغاز فى مياهنا الإقليمية بالبحر الأبيض المتوسط..فوجئنا بتصريح لرئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل شريف يوضح فيه أن «حكومته تجرى مفاوضات مع البنك الدولى للحصول على قرض بقيمة 3 مليارات جنيه خلال السنوات من 2015 وحتى 2017»... مضيفا بأنه لايملك «عصا سحرية» لحل مشاكلنا.. وأن حكومته تعمل وفق منهج عملى للخروج من «عنق الزجاجة» ..وكشف الرجل عن وجود عجز فى الموازنة على حساب الصادرات .. ومن ثم لا مجال أمام الحكومة الا انها تقترض من البنك الدولى !!.. كلمات مكررة ومملة وكنا نتمنى ألا يستخدمها ..خصوصاً فى الوقت الحالى ..لأن مفهوم القروض يعنى الخضوع لصندوق النقد والدول المتحكمة فيه والسماح لهم بالتدخل فى شئوننا الداخلية..وهذه كلها مسكنات لا طائل منها.

وبعيداً عن قلة حيلة وتشاؤم رئيس الوزراء وعصاه السحرية وعنق زجاجته ..يجب أن نلفت انتباه معاليه إلى الموارد العظيمة للدولة فى قطاعات بعينها مثل «البترول» الذى يعلم عنه كل صغيرة وكبيرة دون أن نخوض فى غمار تفاصيل لا تسمن ولاتغنى من جوع فى الوقت الراهن..فضلا عن قطاعات أخرى مثل أراضى الدولة المنهوبة من لصوص النظامين السابقين حتى هذه اللحظة..وكذلك أموال الشعب المُهربة للخارج..ثم المبالغ المنتظر استردادها من رجال أعمال معروفين بعد التعديل الأخير فى قانون الكسب غير المشروع..( حسين سالم نموذجاً مفضوحاً ) بعد أن أبدى محاميه الدكتور محمود كبيش-عميد كلية الحقوق بجامعة القاهرة سابقا- استعداد موكله للتصالح مع الدولة برد جزء مما نهبه..نضف إلى ما سبق التلميح-مجرد التلميح- إلى الرواتب الخيالية التى مازال يتقاضاها «علية» القوم هنا!!.

لكل ما سبق وغيره أقترح على رئيس الوزراء «المتشائم» أن يستدعى خبراء الزراعة والرى والمحليات لدراسة تخصيص وتقسيم مساحات صحراوية فى سيناء والواحات وطريق مصر-السويس .. وطريق القاهرة-إسكندرية والمساحات الشاسعة حول مدينة نصر..وذلك لاقامة مشروعات صناعية ومناطق سياحية للمستثمرين المصريين فى الخارج والداخل .. على ان تُجمع هذه المبالغ بالعملة الصعبة.. وبهذه الخطوة سنغلق الباب أمام التدخل السافر للبنك وصندوق النقد الدوليين لاستغلال الأزمة الاقتصادية التى نمر بها.. وأنا على يقين إذا اتخذت الحكومة هذه الخطوة فسيستجيب الشعب لحل الأزمة على غرار ما حدث فى تمويل مشروع قناة السويس بجمع مبلغ «65» مليار جنيه فى خلال أسبوع واحد فقط.. أى ما يعادل حوالى عشرة مليارات دولار فى هذا التوقيت..وهناك محور آخر لابد من الإشارة إليه .. وهو ضرورة تكاتف جهود الفنانين والرياضيين ورجال وسيدات الأعمال الذين يمتلكون المليارت والملايين.. ولننظر إلى ما قالته سيدة الغناء العربى بعد نكسة يونيو 1967َ..لقد أقْسَمَتْ «ألا يغفل لها جفن وشعب مصر يشعر بالهزيمة».. أحيت الحفلات على جبهة القتال لرفع الروح المعنوية لخير أجناد الأرض..تبرعت بكل مجوهراتها وريع حفلاتها داخل مصر وخارجها لصالح «المجهود الحربى»..قال عنها «أسطورة» فرنسا « شارل ديجول» حينما سمعها تغنى فى بلاده أغنية «فدائيون»: «لمست معها أحاسيسى وأحاسيس كل الفرنسيين جميعاً».. وقفت كالمارد جنباً إلى جنب بجوار الزعيم جمال عبد الناصر تتحدى الهزيمة المرة وتبشر بالانتصار القريب.. تقدمت صفوف الرجال وجمعت التبرعات لصالح الشعب فى أحلك ظروفه..الكلام ده موجه لفنانينا الذين تعدت أجورهم فى مسلسلات رمضان الـماضى الــ 20 مليون جنيه.. ورغم ذلك لم نسمع عن تبرعاتهم ولو بـ «أتفه» المبالغ !!.

إنها امرأة بألف ألف رجل من أصحاب الكروش العفنة والضمائر الخربة والنفوس المريضة والقلوب الميتة والعقول المتآمرة على تراب هذا الوطن.. الرئيس عبد الفتاح السيسى بدأ بنفسه وتبرع بنصف ثروته ونصف راتبه لمصر.. تبرع أيضًا بما تيسر له لصالح صندوق «تحيا مصر»..أقسم بالله العظيم ثلاث مرات فى اجتماعه برجال الأعمال إنه لو «يمتلك 100 مليار لتبرع بها لمصر»..ما فعله الرئيس رسائل قوية لأثرياء مصر..ويقينى أن نجاح الرئيس فى مهامه ونهوضه بمصر من كبوتها حتماً فى صالح رجال وسيدات الأعمال والفنانين كما بقية شرائح المجتمع..بيل جيتس -رجل الأعمال الأمريكى ومؤسس شركة مايكروسوفت- تبرع بأكثر من 40 مليار دولا وهى نصف ثروته..وعلى نهجه تبرع 92 مليارديراً من أثرياء أمريكا وكندا وروسيا لصالح الأعمال الخيرية فى بلادهم والعديد من بلدان العالم الفقيرة على الرغم من استقرار أوضاع بلادهم الاقتصادية.. والسؤال الآن: ماذا سيفعل الرئيس أكثر مما فعل؟!.. نحتاج معجزة أو حلاً عبقرياً لاستمالة هذه الفئات.. الأمل الآن معقود على هذه الطبقة..فقراء مصر ينتظرون الخير على يد الرئيس رغم زيادة معاناتهم فى الفترة الأخيرة وإحباطهم من تصريحات بعض المحسوبين على الرئيس.. الرئيس بالتأكيد يعرف ذلك.. إذن لا سبيل أمامنا إلا أن نتكاتف خلفه ونبارك خطاه ونحذو حذوه..ولنبدأ الآن فى التبرع ولو بمبالغ زهيدة حتى لا نلجأ إلى الاقتراض من هذه الجهات اللعينة و نبتعد عن براثن المؤامرة الأمريكية-الأوروبية-التركية-الإيرانية-القطرية-الإخوانية والاسرائيلية التى عصفت بالعراق وليبيا واليمن وتونس والسودان وسوريا الآن يا مصريين- تبرعوا- وليس بعد.

ملحوظة .. أن الشعب الذى خرج بالملايين فى ثوره 30 يونيو وأشاد به العالم ..يجب أن يواصل مسيرته فى الحفاظ على مكتسباته من خلال مشاركته السياسية التى تراخت مؤخراً..لا يجب بأى حال أن نعزف عن الانتخابات بهذه الصورة السيئة التى رآنا بها الغرب وبدأ يعيد تقييمه و نظرته إلينا .. ولنترك البكاء والنحيب على ارتفاع أسعار الخضار والفاكهة والبنزين و.....جانباً حتى ننتهى من الاستحقاق الثالث لخارطة الطريق.. ثم بعد ذلك نفكر فى البدائل التى تضمن لنا الاعتماد على النفس بالعمل والإنتاج جنباً إلى جنب بجوار الرئيس والحكومة والبرلمان ..فمن العيب – كل العيب- أن نقف أمام مشاكلنا عاجزين دون أن ُنحرك لها ساكناً.. ثم نصغى إلى اشعات اعداء مصر لنجد أنفسنا بين يوم وليلة دادخل دائرة الإرهاب.. ومن ثم نُحقق للخونة والعملاء أحلامهم.. يا شعب مصر العظيم..ياشباب مصر.. يا شابات مصر..يا فنانو مصر.. يا رياضيو مصر .. يا رجال وسيدات أعمال مصر.. مصر اليوم تناديكم فلبوا النداء..مصر تستغيث بكم فلا تخذلوها..وختاماً.. نهنئ قائمة « فى حب مصر» على تقدمها فى المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية بفارق كبير على غيرها من القوائم..ألف ألف مبروك.