رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استيقظوا ياعرررررب.. العدو يفتك بكم!


بداية يجب التأكيد -قبل كتابة هذا المقال- أننى لم أنتم يوماً لــ«الناصرية» ولا لأى تيار آخر..لكننى من أشد المحبين للزعيم المُخلص جمال عبد الناصر-رحمه الله – بسبب وطنيته وحبه الشديدين لبلده ودينه وأمته ..لذا تذكرت الآن بعض مآثره.. ومنها مادة «التربية القومية» ..تذكرت مدرسها «المسكين» وأنا فى مرحلة الصبا..كانت – بحق – مادة مُهمشة من إدارة المدرسة سواء فى وقت تدريسها أو فى نوعية ُمدرسيها..تماماً كما كان الحال مع مواد: التربية الدينية والتربية الفنية والتربية الموسيقية رغم أهميتها الشديدة !!..لم أكن أُدرك حينها لماذا يتعمدون «تحقير» هذه المواد مقارنة بمثيلاتها الأساسية كــ : الأحياء والكيمياء والفيزياء واللغتين : الفرنسية والإنجليزية..الآن فهمت وأدركت أنه كان مخططاً شيطانياً من قوى الحقد والغدر حتى نصل إلى ما نحن فيه الآن.. لقد نجحوا وبامتياز فى أن يجعلوا منا أعداءًً لبعضنا البعض..العراقى يقتل العراقى..المصرى يقتل المصرى..السورى يقتل السورى..و.....هذا السيناريو اللعين يتم الآن باسم الدين الإسلامى العظيم ..وعلى يد متأسلمين من عبدة المناصب والدولار ممن تربوا وترعرعوا على موائد وأموال: أمريكا وإيران وقطر وتركيا وإسرائيل.. وللأسف الشديد فان الإسلام منهم ومن جرائمهم بحق إخوانهم برىء برىء برىء.

أكتب عن هذا الموضوع تقديراً للأخ والصديق- الوطنى المحترم اللواء محمد عيد-أحد أبناء قواتنا المسلحة الباسلة- عندما طلب منى أن أسأل عدداً من شبابنا إذا كانوا يحفظون أسماء الدول العربية وزعمائها..فكرت فى مغزى السؤال ووجدته وجيهاً جداً..طرحته على بعض المثقفين والسياسيين و نشطاء السبوبة وأضفت: وماذا تعرفون عن وطنكم العربى الكبير؟؟!!..الصدمة كانت – بجد – مروعة حينما لاحظت سخرية العديد ممن سألتهم وهم يجيبون عن السؤال بسؤال آخر : يعنى إيه وطن عربى كبير؟؟!!.. ومين هم الزعماء العرب الحاليين نحن لا نعرف سوى خمسة أو ستة منهم ؟؟!!..وزادوا من سخريتهم حينما سألونى: تقصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ؟؟!!..بالطبع لم أجد إجابة..وهنا أيقنت ما الذى كان يقصده اللواء «عيد»..وتأكدت أيضا من حالة التغييب المتعمد للرأى العام المصرى ..ومن ثم العربى والإسلامى أيضاً عن قضاياهم ذات المصير المشترك.

ودون أن أدرى وجدت نفسى أسترجع ما سبق وأثاره د. أحمد زكى بدر-وزير التنمية المحلية الحالى ووزير التربية والتعليم سابقاً- عندما اقترح إضافة مادة التربية القومية للمناهج.. متسائلاً: لماذا هى مهملة على الرغم من أهميتها فى معالجة مشكلات العنف وعدم الانتماء بين النشء؟؟!!..بصراحة أنا احترمت هذا الرجل بصرف النظر عمن يختلف عليه كقيادة سياسية أو علمية..فمادة القومية العربية كانت مرتبطة بأيديولوجية نشطة فى بلداننا العربية.. وكان «ناصر» رمزاً جميلاً لها خصوصاً بعد إدارته أزمة قناة السويس ضد العدوان الثلاثى باقتدار..فضلاً عن تبنيه إنشاء إذاعة.

«صوت العرب» التى نشرت الفكر القومى-العربى فى بلداننا الناطقة باللغة العربية.. وهو ما ساعد فى تحرر هذه الدول من الاستعمار البغيض.

«رعاة البقر» لم يعجبهم أفكار «ناصر» .. فبدأوا يُخططون للإطاحة به منذ 1957 ..أى فى عهد رئيسهم «أيزنهاور» الذى تعهد للصهيونية العالمية بمنع انتشار الشيوعية فى الشرق الأوسط (الوطن العربى) ..على الرغم من أن «ناصر» لم يكن يوماً من محبى هذه الأيديولوجية..»أيزنهاور» تقمص دور البطل فى أحد أفلام « الكاوبوى» لعزل الزعيم المصرى وتقليم أظافره من المحيط الإقليمى بواسطة حلفاء عرب ومسلمين..وهو ما أدى إلى تدهور علاقتنا بهذه الدول خشية من انتشار الفكر القومى-العروبى وتمدد زعامة «ناصر» فى المنطقة.. «رعاة البقر» منذ عهد «أيزنهاور» ..مروراً بإجرام» جورج دبليو بوش» فى العراق وقبلها أفغانستان إثر أحداث 11 سبتمبر..وختاماً بمؤامرة «الربيع العربى» على يد الحاقد «أوباما».. استثمروا غباء تجار الدين الذين نادوا- فى غفلة من الزمن- برجوع «الخلافة الإسلامية».. فما كان منهم إلا أن أساءول للدين الإسلامى الحنيف على يد مجرمين مثل «الدواعش» وأسيادهم «الإخوان» الذين اتخذوا من الإسلام ستاراً للقتل والتفجير والإرهاب هنا وهناك .. ولا يخفى على كل ذى لُب تلك الأحوال التى نمر بها الآن فى منطقة تتحدث لغة واحدة ويؤمن أغلب سكانها بدين واحد.. وأيضا يشتركون فى تاريخ واحد وجغرافية واحدة فضلاً عن تشابه الثقافة والنسب والدم.

وحتى يكون طرحنا مميزاً وجديداً يجب أن نعترف بفشل الأحزاب الناصرية منذ الثمانينيات وحتى الآن فى توحيد الصف تحت راية العروبة التى نادى بها «ناصر»..لذا نطالب بدعوة الأطراف العاقلة فى المنطقة من محيطها إلى خليجها بإحياء فكرة القومية العربية من خلال: «الإعلام-التعليم-الدين-الثقافة-الرياضة والفن و...» .. وذلك لنستطيع مواجهة العدو الداخلى والخارجى الذى يهدد بضياع المنطقة إلى الأبد..وهو ما تدركه القيادة السياسية المصرية وسعت لذلك من خلال إنشاء «القوة العربية المشتركة» التى اقترحها الزعيم المخلص عبد الفتاح السيسى لتكون مفهوماً جديداً للوحدة العربية على غرار المشروع الأوروبى..أى الدعوة إلى الاندماج تحت راية سياسة خارجية موحدة.. وذات هدف وثقل اقتصادى عظيم يعتمد على التكامل الاقتصادى.. نضيف إلى كل ذلك ضرورة الإسراع بالموافقة على العملة العربية الموحدة..وإتاحة الفرصة للمواطن العربى-دون الإرهابيين بالطبع- التنقل فى أى قطر عربى يريد دون قيد أو شرط.. على أن يتبع ذلك تذليل أى عوائق لانتقال البضائع بين الأقطار المختلفة..مع التشديد على تفعيل «اتفاقية الدفاع العربى المشترك» لخلق «اتحاد عربى قوى» على غرار «حلف الناتو» ....اللهم قد بلغت..اللهم فاشهد.