رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حق الشهيد هو حق الوطن


يتخيل البعض أن الشهادة خسارة وثغرة تفتح فى جسد الأمة، أو أن استشهاد الفرد يصيب أسرته وأقاربه، والبعض قد يرى أن فقدان جيل الشباب على الجبهات خسارة للجيل الثانى فى الأمة، إلا أن المسألة تكون كذلك لو كان الهدف من الجهاد أن نحافظ على أنفسنا كأفراد فحسب، ولكننا حينما نفقد أنفسنا نكون قد خسرنا المعركة وحلت علينا الهزيمة، ولكن الهدف من الجهاد، هو تحقيق الهدف الإنسانى الأكبر الذى يريده الله من الإنسان، وهو الدفاع عن الوطن والدين، والدفاع عن القيم الإنسانية ضد أعداء الإنسانية، الذين يتخفون فى الدين، ويعتقدون أنهم لهم مثل وقيم، على كل حال نرى أن الاستشهاد هو أعلى قيم التضحية، وفى المقابل فإن للشهداء حقاً لابد من تقديمه لهم، حتى لا تذهب دماؤهم هباء منثوراً، نقول هذا الكلام لأن القوات المسلحة تخوض حرباً كبرى منذ أسبوع ضد الإرهاب فى شبه جزيرة سيناء، تحت اسم «حق الشهيد»، وهو شعار له معنى دينى ووطنى جميل، فالشهداء هم الكرام وهم طليعة التغيير لمجتمع أفضل، والشهيد يكون نبراساً لأجيال جديدة، وهو النموذج الأعلى لبنى الوطن، ومن يتأمل كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسى فى لقائه بطلاب الجامعات بالإسماعيلية يجدها تحدد الكثير، حيث قال إننا « نخوض حرباً أشرس من حرب أكتوبر 1973»، لأن مصر تخوض الحرب ضد أعداء يتخفون فى ديارنا وملابسنا وفكرنا وديننا،العدو فى حرب النصر عام 1973 محدد الهوية، ومحدد فى جغرافيا، يتحصن خلف ساتر ترابى وخط بارليف، ومن هنا تم التخطيط والدراسة والتنفيذ لاقتحام بارليف وصنع النصر العظيم، أما الحرب التى نخوضها ضد الإرهاب، فهى أقسى من الحرب ضد العدو السافر، لذا علينا أن نؤيد حرب حق الشهيد، وشهداء مصر الذين سقطوا تحت وطأة الإرهاب هم الذين يقودوننا للنصر، وهناك شباب مجندون صغار السن، قدموا دماءهم وهم يقاتلون الإرهابيين، مثل الشهيد عبد الرحمن متولى ابن مدينة المنصورة صاحب العشرين عاما، الذى قتل 12 إرهابياً تكفيرياً وهو مصاب، واستشهد فى ملحمة ستذكرها الكتب والأجيال.

حق الشهيد علينا جميعاً، العملية العسكرية تؤكد أن مصر فى طريقها لتحقيق النصر النهائى بعد إخلاء كل شبر من الوطن من أقدام الإرهاب، وحق الشهيد يعنى استمرار المعارك حتى الانتقام وأخذ الثأر للشهداء، وحق الشهيد أيضاً هو أن تقوم الدولة برعاية أسرهم وتحقيق آمالهم التى ماتوا من أجلها، وحق الشهيد أيضاً هو اتحاد شركاء الوطن من إعلام وأحزاب وقوى سياسية للوقوف خلف قيادته فى تلك المرحلة الخطرة فى مصر والدول العربية بأسرها، وبعد الانتصار النهائى فى معركة الإرهاب يمكننا أن نختلف ونعارض، وحق الشهيد هو عدم المصالحة من الجماعة الإرهابية وحلفائها، وأخيراً وليس آخراً، فإن حق الشهيد علينا أن نسعى لتحقيق أهداف الثورة فى العدالة الاجماعية، رحم الله شهداءنا ألابرار وحفظ الله مصر وجيشها...