بين "الهلال" و"الهلاك": سبتمبر "شهر مشؤوم" في المشرق العربي

في يوم 11 سبتمبر، وعقب أحداث تفجيرات مركز التجارة العالمي عام 2001 بولاية نيويورك، وجميع الأضواء تلقى على الحدث نفسه وملابساته والأهداف الكامنة خلفه، ولم تركز تلك الأضواء على الشهر نفسه.. شهر سبتمبر الذي يحمل العديد من الأسماء والمدلولات التي تختلف من بلد إلى آخر تبعًا للثقافة.

شهر سبتمبر، هو الشهر التاسع في السنة حسب التقويم الميلادي. يحمل العديد من الأسماء والمدلولات، حيث يطلق عليه اسم "أيلول" في العراق وبلاد الشام، و"شتنبر" في المغرب، ويسمى سبتمبر في تونس والجزائر ومصر، عدد أيامه 30 يومًا.

يعود مصدر الاسم إلى اللغة اللاتينية ومعناه في تلك اللغة "الشهر السابع" حيث كان الرومان القدماء يعدون شهور السنة ابتداءً من شهر مارس قبل إضافة شهري يناير وفبراير للتقويم الميلادي.

يعتبر سبتمبر خامس أشهر الصيف، فدرجة الحرارة به تبدأ في الانخفاض التدريجي، لكن الرطوبة تبقى مرتفعة نسبيًا، وهو أكثر أشهر السنة ركودًا؛ بسبب مجيئه في آخر السنة.

ترجع بداية هذه الأشهر الميلادية إلى أصلها الروماني، ولكنها استخدمت لتصبح أشهر التقويم الميلادي؛ بسبب الدعوة المسيحية التي جاءت في وقت كانت الأحداث التاريخية في الدولة الرومانية علي أشدها.

فكلمة سبتمبر بعيدًا عن الشهر نفسه، والتي لا تقال مشيرة للشهر الميلادي، تعني سبعة كما سماها الرومان.

كما يعتمد العرب في بلاد الشام وفي العراق أسماء الأشهر الميلادية باللغة العربية أمثال: "كانون الثاني، شباط، آذار، نيسان"، بينما تم اعتماد الأسماء اللاتينية في مصر أمثال: "يناير مارس، إبريل، سبتمبر".

وفي اللغة الرومية يختلف معنى شهر سبتمبر عن المعاني السابقة، فيشير إلى كلمة "الهلاك"، لكن في التقويم السرياني لشهر سبتمبر يعني "الهلال".

ووصولًا إلى اللغة العربية يقابل تلك المعاني لشهر سبتمبر، معنى الصراخ والعويل، حيث كان يقام في هذا الشهر المناحة "النواح" على الإله تموز، عند القدماء المصريين.

كما ارتبط شهر سبتمبر بالتراث والحكايات الشعبية والأمثال في المشرق العربي، حيث كان يطلق عليه لقب "سبتمبر المشؤوم" بسبب كثرة الأحداث المؤلمة به في المشرق العربي.