رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فتاوى ياسر برهامى.. ضد مؤتمر الفتوى


إذا كانت وزارة الأوقاف قد منعت صعود المنابر إلا لمن لديه تصريح خاص منها أو من الأزهر الشريف، وإذا كانت وزارة الأوقاف قد منعت قادة السلفيين من خطب الجمع وإلقاء الدروس، رغم أن بعضهم مازال يراوغ ويقوم بإعطاء درس أو درسين خفية بعيداً عن الرقباء، وكأنه يخفى إثماً، وإذا كانت دار الإفتاء المصرية قد أنشأت مرصدا لرصد الفتاوى الشاذة، بل أقامت مؤتمراً بالقاهرة للدول الإسلامية منذ أيام لتكون الفتاوى مطابقة لسماحة الإسلام بعيداً عن التعصب والتطرف فضلاً عن الإرهاب، فإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا تصدر دار الإفتاء ووزارة الأوقاف والشيخ الجليل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب قراراً يمنع كل من ليس لديه تخصص فتوى عدم إطلاق الفتوى؟!، أليس ذلك من أهم ما صدر عن مؤتمر الفتوى الذى أقيم مؤخراً، نقول ذلك بعد سلسلة فتاوى من الدكتور ياسر برهامى، أطلقها عن غير هدى أو سلطان مبين، فقد أطلق آخر فتاويه، وهى التى حرم خلالها الانتخابات البرلمانية بشكل عام، ومشاركة المرأة فيها بشكل خاص، تحت زعم أنها مفسدة للنفس وتضييع للوقت، مثلما أفتى منذ شهور بجواز هدم الكنائس، فى خلاف حقيقى مع الدستور والإسلام الحنيف، بل هو يبدّع أو يكفّر المذهب الأشعرى، وهو المذهب الذى يدين به الأزهر والمصريون جميعاً، كما كفر كلًا من ابن عطاء الله السكندرى الصوفى وأبى الحسن الشاذلى وإبراهيم الدسوقى وأحمد البدوى، وذلك فى كتابه «شرح منة الرحمن فى نصيحة الإخوان»، وهو كتاب يقدسه السلفيون رغم أنه عبارة عن تجميع فتاوى ابن تيمية فقط لا غير، وبعض شروحها، وهو نفسه الذى افتخر يوماً بأنه له يد فى صياغة دستور الإخوان والمادة 119 المتطرفة، وهذا الأمر هو الذى أثار عليه موجه عارمة من الردود المقنعة، ولكن للأسف الشديد، فإن هناك من يرى فتاويه هى الحق المطلق، بل يفتى بها، ومن ثم علينا وقف مهزلة تلك الفتاوى الجريئة، وإصدار قرار أو قانون يحظر الفتوى من غير المتخصصين، وقصر الفتوى على دار الإفتاء، أو من تراه أهلاً للفتوى، والأهم هو ما رأى حزب النور فى تلك الفتاوى، أليس الأفضل أن يدينها، ويتبرأ منها، على الأقل ليثبت أنه حزب مدنى حقيقى، وليس كما يقول عنه خصومه، ولكن لا نظن أنه يفعل، فياسر برهامى أقدر منهم على أن يصرف عنه جمهورهم، ورحم الله الشيخ «محمد متولى الشعراوى» عندما ذهب إليه رجل يستفتيه، فما كان منه أن قال له اذهب للشيخ عطية صقر، هو يرى طبعاً أنه أهل للفتوى، ولكنه يرى أن الشيخ «عطية» أقدر منه على الفتوى مثلما هو أقدر منه ومن جميع العلماء على تفسير القرآن العظيم، ولله فى خلقه شئون.

كاتب