رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مليون جنيه.. من مليون مواطن


الرئيس السيسى أنشأ صندوق «تحيا مصر» لجمع التبرعات للإنفاق منها على الخدمات والمشروعات القومية ثم بدأ بنفسه فقرر التبرع بنصف ثروته وراتبه للبلد حتى يكون قدوة ويشجع الآخرين على التبرع ولكن للأسف لم يكن الإقبال كما كان متوقعاً مما جعل الرئيس بنفسه وفى أكثر من مناسبة يطالب رجال الأعمال بالتبرع وبدا الأمر وكأنه يتوسل إليهم أن يقفوا بجوار بلدهم ويساندوه فى محنته،ولكن الرئيس السيسى حينما قرر عمل اكتتاب فى مشروع قناة السويس الجديدة وطرح شهاداتها للشعب بفائدة 12% جمع المصريون 64 مليار جنيه فى أسبوع، إذن ثقافة التبرع مازالت تحتاج إلى جهود كبيرة حتى يؤمن بها المواطن وهذا أمر طبيعى لأنه خلال العقود الماضية كانت الثقة مفقودة بين الشعب ومسئوليه فى أن أموال التبرعات سوف تنفق فى أغرضها الخيرية وأنا على يقين بأن ثقافة التبرع هذه سوف تزداد مستقبلاً مع تزايد ثقة الشعب فى رئيسه وإلى أن يأتى هذا اليوم هناك فكرة عبقرية قالها لى السياسى البارز د. حسام بدراوى وهى أن تقترض مصر من أبنائها بدلاً من اقترضها من الخارج والفكرة هى أن نأخذ مليون جنيه من مليون مواطن على سبيل السلف لمدة خمس سنوات ثم يستردها.

وحتى نشجع المواطنين على تسليف الحكومة سوف يحصل كل مواطن على مقابل معنوي وأدبى مثل حصوله على جواز سفر بلون مختلف يسمح له بمعاملة خاصة فى المطارات واستخدام صالة كبار الزوار، ومنحه شهادة بتوقيع من رئيس الجمهورية تقديراً لموقفه النبيل، أو منحه رخصة قيادة ولوحة معدنية لسيارته بلون مختلف، كل هذه حوافز تشجع المواطنين على إقراض الدولة وسوف نجد أكثر من مليون مواطن يتبرعون فى مقابل ذلك، كما أن المليون جنيه لم يعد مبلغاً كبيراً فى هذا الزمان، مليون جنيه فى مليون مواطن يساوى ألف مليار جنيه «تريليون» ثلاثة أضعاف الموازنة العامة للدولة دون خدمة الدين العام والأجور والرواتب، تريليون جنيه رقم كبير وضخم يحل مشاكل عديدة ونستطيع أن نفعل به الكثير.

نستصلح منه المليون ونصف مليون فدان وتنمية منطقة قناة السويس الجديدة والساحل الشمالى الغربى والمثلث الذهبى والانتهاء من شبكة الطرق وإنهاء مشكلة المصانع المتعثرة وإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، والمساهمة فى حل مشاكل التعليم والصحة،والطاقة والعشوائيات، مليون جنيه من مليون مواطن يجعلون مصر تستغنى عن معونات الدول العربية وقروض البنك وصندوق النقد الدوليين، ويمكن للدولة أن تسدد للمواطنين أموالهم من أرباح هذه المشروعات أو يكونوا مساهمين فى هذه المشروعات،هى فكرة مجنونة قد تكون قابلة للتطبيق وقد لا تصلح ولكن مصر تحتاج إلى مثل هذه الأفكار غير التقليدية ومن خارج الصندوق نحن دولة لا تنقصها الموارد بل كيفية استغلال هذه الموارد مع تحديد أولوياتنا وبالإنفاق الرشيد سوف ننهض خلال شهور وليس سنين، ولدى ثقة وإيمان أن مصر تستطيع والرئيس السيسى قادر على تحفيز قدرات الشعب على البناء.

مذيع ومدير عام بالإذاعة المصرية