رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أوهام التنظيمات الإسلامية «3-3»


... حيث قال نصاً «نحن نعيش حالة ثورية، إذاً لابد أن يكون التغيير القادم تغييراً جذرياً، ولا يصلح المسار الإصلاحى بعد الثورات».ياليتهم عاشوا الحالة الثورية ولم يتركوا الميدان سعياً وراء البرلمان بالسرعة المهلكة؟.أين «إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ». كتبت بعض الصحف عن تلك الأوهام والأحلام تندراً بها فى حينها، ولكنها كانت يقيناً عند الكثيرين من الإخوان. ومن تلك الصحف جريدة الوفد التى كتب فيها الصحفى صلاح شرابى تقريره عن تلك الأوهام يوم السبت 13 يوليو 2013 فى باب تحقيقات وحوادث. ولم يتراجع الإخوان عن تلك الأوهام.

كيف تجتمع لدى بعض أولئك المعتصمين القدرة على تصديق ما هو مخالف للعقيدة الصحيحة والمنطق والعقل، وفى الوقت نفسه يقبلون كلام عاصم عبدالماجد «قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار». يقبلون أقوالاً شاذة متضاربة مثل أقوال الصوفية المغرقة والسلفية المتشددة، وفى الوقت نفسه يقبلون فتاوى أخرى أو آراء تكفير شاذة أو على الأقل تميل إلى التكفير. هذه البدع والخرافات تؤكد – بما لا يدع للشك – أن علماء الإخوان خصوصاً والتحالف المسمى تحالف دعم الشرعية، قد أخطأوا خطأ شنيعاً فى رابعة بشكل خاص، وتؤكد أن القاعدة العريضة انحرفت بمبدأ السمع والطاعة عن مجراه الحقيقى وهو السمع والطاعة فيما لا معصية فيه، ولا خلل يمس العقيدة. أقول ذلك لعدة أسباب منها:

1ــ أن ذلك المنحى، هو من قبيل تلبيس الحق بالباطل أو الباطل بالحق، فضلاً عن النزعة الصوفية المغرقة التى تجاوز الواقع حتى مع الإقرار بالخصوصيات التى لم يكن منها نصيب فى كل ما قيل فى رابعة. ومن أضرار ذلك، استغلال الدين لأغراض سياسية بحته، هى الصراع على السلطة، ولاعلاقة لهذا الصراع بالإسلام كدين ولا العقيدة كعقيدة، إيمان وكفر، فقد جاء مرسى إلى الحكم والشعب مسلم فى غالبيته، والجيش حامى حمى الوطن، وذهب، والشعب والجيش كذلك. لقد كان الشحن المعنوى للإخوان وأنصارهم، شحناً يفوق العقل والمنطق بل والشرع – فى ظنى – وكان العامل النفسى أساساً فى هذا الشحن، لرفع معنويات الناس فى قضية، كان من الواضح أنها فاشلة وفاسدة.

كانت تلك التحليلات والأوهام ضرباً من الخيال، كالذى يرى السراب فيحسبه ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً. وكانت لا صلة لها بالواقع أوالعلم الشرعى ولا الحقائق التى كانت تتضح بعد كل افتراء أو وهم ولا يراها الناس، وما كانوا ليصدقونها إذا رأوها. تعجبت كثيرا وخصوصاً، أننى أعرف معظم هؤلاء، وأعرف أن بعضهم علماء أجلاء فى تخصصاتهم وفيهم كثير من الإخلاص. ولكن ماذا يفيد الإخلاص عند فقدان المنطق والحكمة والعقل. اليوم لا يفيد التفنيد، إذ إن بعض العقول – وخصوصاً المحركة والمحرضة على العنف منها والمسئولة - لاتزال مغلقة، وحلم العودة إلى السلطة «عودة الشرعية» حلم زائف، لأن الشرعية السياسية مع الشعب المصرى يعطيها لمن يشاء وينزعها عنه، مهما طال الزمن وحالة مبارك تدل على ذلك، وحالة مرسى دليل آخر لمن يعقل. وقد أعطاها الشعب للإخوان، فلما لم يحفظوها كما ينبغى، وتسلطوا فيها وبها، خلعهم الشعب قبل الجيش، ولكن التضليل كان قد بلغ مداه، لأن العلماء الذين ظهروا فى الفيديوهات مؤخراً كان يعتقدون ويثقون فيما قاله لهم المهندس خيرت الشاطر، من أن هناك مئات الآلاف من المرابطين خارج القاهرة ينتظرون ساعة الصفر، فلما حانت ساعة الصفر، ولول الناس ووقفوا وثبتوا أمام القطار، الذى دهسهم بعد الإنذارات المتكررة التى لم يأبهوا لها. هل من عقل وحكمة اليوم حتى لايزداد الصراع ويستفيد منه الأعداء؟ هل من إستراتيجية أقل تكلفة ؟. إن لم يكن هذا، فلا تلومونى ولوموا أنفسكم. «أوهام رابعة تحولت الى أوهام جديدة» من قبيل الشعب معنا – الثورة انقلاب- قادرون على التثوير- النهج الثورى بدلاً من الإصلاحى. والله الموفق.