رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تستطيع تعلم كل شيىء


يقول سلمان خان مؤسس أكاديمية «خان أكاديمى»: إن درجة ذكائنا ليست محددة من قبل وأن أفضل طريقة لتنمية ذكائنا هى بالمحاولة وارتكاب الأخطاء أثناء العمل على المهام الصعبة بالنسبة لنا.. الدكتورة كارول دويك من جامعة ستانفورد قامت بدراسة طرق الناس فى التفكير فى عملية التعلم لعقود، فوجدت أن أغلب الناس dؤمن بواحدة من اثنين, الذكاء المحدد أو الذكاء المتنامى، الشريحة الأولى تعتقد أن الناس إما أن يكونوا أذكياء أو لا فيعتقدون أن مقدار الذكاء محدد من خلال الجينات، والشريحة الأخرى تؤمن عن مبدأ صحيح بأن قدرة الشخص وذكاءه من الممكن العمل على تطويرهما عن طريق بذل الجهد والمحاولة الدائمة وارتكاب الأخطاء، وجدت الدكتورة كارول أن الشريحة الأولى تميل إلى بذل الجهد على المهام التى لديهم فرصة كبيرة فى النجاح بقيامها ويحاولون تجنب المهام التى تتطلب المحاولة والإصرار من أجل النجاح وهذا هو ما يعيق ويحد من قدرتهم على التعلم، على النقيض الشريحة الثانية تسعى نحو التحديات ويدركون جيداً أن المثابرة وبذل الجهد هو ما يزيدهم قدرة ومهارة وذكاء ويساعدهم على التعلم أكثر فأكثر - إن طرق التفكير هذه من الممكن تعلمها فهى تتسم بالمرونة، ومن الأشياء الرائعة أن الدكتورة كارول وآخرين قاموا بتطوير طريقة تسمى «مدخلات لتنمية طريقة التفكير» والتى أظهرت أن مجرد تغييرات بسيطة فى طرق التواصل فى كيفية مدح الأشخاص من الممكن أن يكون لها آثار طويلة الأمد على طريقة تفكير الشخص، فعلى سبيل المثال فى كيفية مدح شخص ما على موهبته أو عمله بقول «أنا حقا تعجبت من محاولاتك الكثيرة وإصرارك على الوصول لحل لهذه المشكلة »، بدلاً من «أنت شخص ذكى جداً» فهناك فائدة كبيرة لتوجيهه نحو طريقة تفكير صحيحة، فمدح العملية نفسها يوضح قيمة الجهد والمحاولة أما مدح الموهبة فيوحى بأ شخصاً واحداً هو من يمكنه النجاح بناء على صفة الذكاء المحددة سلفاً .

الإنترنت يشبه الحلم بالنسبة لشخص يعتقد أن الذكاء من الممكن تطويره من خلال الجهد والمحاولة، فمن خلال منصات التعليم المفتوحة عبر الإنترنت تجد محتوى كبيراً لا نهاية له من المعلومات التى تساعدك على تنمية عقلك وذكائك، فإذا قام مجتمع بأكمله على دعم مبدأ المحاولة الدائمة والإصرار من أجل التعلم فليس هناك حد لما يمكن أن يعنيه ذلك فى تنشيط الطاقات الإنسانية الكامنة.. وأخيراً إذا سألنى أى شخص عن عملية التعلم فأنا أريدهم فقط أن يدركوا شيئا واحدا: ما داموا يحاولون دائماً، ويصرون على المحاولة، ويرتكبون الأخطاء من أجل التعلم فبإمكانهم تعلم أى شىء .

برلمانى سابق