رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هنيئاً للعدالة .. ميدان «هشام بركات»


خيراً فعل مجلس الوزراء برئاسة المهندس إبراهيم محلب عندما أصدر قراره بتغيير اسم ميدان رابعة العدوية إلى ميدان الشهيد « هشام بركات»..وللحقيقة فإن هذا المستشار الجليل يستحق منا ما هو أكثر من ذلك بكثير. .ويكفيه فخراً أنه لم يُهادن أو يخضع لإرهاب أو ابتزاز الخونة والعملاء واللصوص ومعدومى الضمير منذ تولى منصبه وحتى لحظة استشهاده..وبهذه الخطوة سوف تموت «الإرهابية» بحسرتها ومعها إشاراتها ذات «الأربع المرفوعة والخامس المنُكسر» إلى الأبد.. يوم الجمعة الماضى الموافق 14 أغسطس كانت الذكرى الثانية لفض اعتصامى «رابعة والنهضة».. وهو اليوم نفسه الذى أعلنت فيه الدولة عن عودة هيبتها واحترام قوانينها وصون شرعيتها وكرامتها بعد عام أسود –دام من حكم المجرمين.. وهو أيضاً نفس التاريخ الذى «وأدت» فيه المحروسة مخطط تفتيتها على يد الإخوان وأسيادهم.. وحفظت فيه قواتنا المسلحة وشرطتنا دماء الشعب وأكدتا سيادته على أرضه.

وأنا أكتب هذا المقال تذكرت ما سبق وكتبته تحت عنوان « يهودية هيرتزل.. ومصرية البنا»..حينها كان يجلس بجوارى زميل مهنة متعاطف مع «الارهابية» جداً.. لامنى وعاتبنى كثيرًا لأننى –من وجهة نظره طبعاً - متحامل على «البنا» كما لو كان هو نفسه الصهيونى «هيرتزل».. ثم وجدته يسألنى عن رأيى فى هذا الصهيونى الذى استطاع أن يجمع شتات بنى جنسه من كل بقاع الأرض على أنقاض وطن آخر وشعب آخر بمساعدة قوى الشر العالمية؟!.. وقبل أن أجيبه عاجلنى بسؤال آخر: وماذا تقول عن مؤسس جماعة قامت –كما تقول أنت - على القتل والإرهاب والتفجير وخيانة الوطن وبيعه والاستعلاء على شعبه.. ونسبت خدمته وجماعته للإسلام طوال 80 عاماً ؟!

وهنا فهمت قصد محدثى من المقارنة بين صاحبى السؤال.. وقلت له إن الشخص الأول هو الصحفى الماسونى - اليهودى ثيودور هيرتزل - صاحب كتاب وفكرة «إقامة وطن لليهود».. وليكن مقره الأرجنتين أو الكونغو أو فلسطين .. وأن هذا الرجل هو أيضاً المؤسس الأول للفكر الصهيونى- سياسى عالمى الذى يتحكم فى قرارات الدول العظمى ويختار رؤساءها.. كذلك استطاع هذا الـ«هيرتزل» أن ينتزع قراراً من دول الحلفاء تتقدمها فرنسا وإنجلترا باختيار فلسطين وطناً بديلاً ليهود العالم .. وبسبب مجهوده أصبح هذا اللعين رمزاً وطنياً لبنى جنسه .. وليس هذا فقط.. بل روج له اليهود إعلاميا وعقائدياً على أنه أحد قادة العالم فى القرن الثامن عشر.. أما نحن كعرب وكمسلمين فننظر له على أنه العدو المبين –وهو كذلك فعلاً-الذى تآمر على وطننا وكان سبباً رئيسياً فى زرع هذا الجسم الخبيث فى الجسد العربى.

وقبل أن أتطرق للشخص الثانى المعنى بالسؤال.. كان لابد أن أتذكر السلوك الشاذ الذى تابعناه جميعاً من متأسلمين يتخذون من الدين ستاراً لأعمالهم الإجرامية فى حق شعبنا وأمتنا.. وكان لابد أيضاً أن أدعم إجابتى بحصاد التنظيم الإرهابى الذى يسمى نفسه ظلما وعدواناً«جماعة الإخوان المسلمين » والاسلام منهم ومن أعمال عناصره برىء إلى يوم الدين منذ نشأته عام 1928 وحتى هذه اللحظة .. وبعيداً عن التحيز كان لابد من التأكيد على أن من يقتل ضباط وجنود جيشه وشرطته وأفراد شعبه.. إنما هو خائن لله ورسوله ووطنه.. ولابد أيضاً من التعامل معه بكل حسم وقوة .. والسؤال المرتبط بهذا الموضوع هو: من الذى أسس هذا الفكر؟!.. إنه حسن البنا وسيد قطب ومصطفى مشهور وتلاميذهم من أمثال القرضاوى وغيره.. إن حسن البنا أيضاً هو أول من أسس جهاز الاغتيالات الملقب بــ «النظام الخاص» الذى ارتكب منذ نشأته ومازال يرتكب جرائم القتل والإرهاب والفوضى بحق المصريين جيشاً وشرطة ومواطنين أبرياء!!

وقلت لسائلى : لك كل الحق أن تعترض على كلامى..ومع ذلك كل ما أرجوه منك هو أن ترجع إلى ما قاله المستشار مأمون الهضيبى - مرشد الجماعة الأسبق - على لسان المحامى ثروت الخرباوى –أحد القيادات البارزة المنشقة عن الجماعة - فى كتابه «سر المعبد» ..قال إيه بقى سى الهضيبى اسم النبى صاينه وحارسه؟! .. قال: «نحن نتعبد لله بأعمال النظام الخاص للإخوان المسلمين!!»، والرجل لم يقل غير الحقيقة التى تتلمذ عليها ونهل منها.. وهى نفسها الأفكار المسمومة لحسن البنا وسيد قطب.. وهذا هو ما سبق وقاله أيضًا المرشد الخامس للإخوان مصطفى مشهور؟!.. مولاهم الشيخ مصطفى ..لا فض فوه -وهو بالمناسبة من سعى لتأسيس التنظيم الدولى للاخوان - قال: «إن لفظ الإرهاب من ألفاظ القرآن الكريم .. وهو عقيدة إسلامية خالصة .. ليس هذا فقط.. ولكن أيضاً لفظ «الرعب».. فنحن لا ننتصر إلا بالإرهاب والرعب !!..حسبى الله ونعم الوكيل.. أما معلمهم الأكبر حسن البنا فقال لشباب الإخوان: «لا فى الوقت الذى يكون لكم معشر الإخوان المسلمين ثلاثمائة كتيبة قد جهزت كل منها نفسها.. فى هذا الوقت طالبونى بأن أخوض بكم لجج البحر.. وأقتحم بكم عنان السماء.. وأغزو بكم كل جبار عنيد.. فإنى فاعل إن شاء الله».. وبعد كلامه هذا أفتى «البنا» فتواه الشهيرة «من يقعد من الإخوان عن التضحية مع هذه الكتائب فهو آثم»!!..لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.. وبعد أن أدليت بهذه المعلومات للزميل وجدته يسألنى: أكرر عليك سؤالى : ما الفرق بين «هيرتزل» و«البنا» ؟.. فقلت له سنترك الإجابة للقارئ.

كاتب صحفى