رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التليفزيون المصرى


من يوم لآخر يؤكد التليفزيون المصرى قدرته على العودة لريادته الإعلامية من خلال البرامج الهادفة والحوارات الراقية والتعبير الصادق عن نبض الشارع المصرى وسيظل ويبقى ماسبيرو المنارة التى يولد فيها الإبداع ويشع منها أنوار الثقافة والفن... وينبع من أعماقها حلول ومعالجات... لجميع المشاكل فى جميع الاتجاهات والمجالات!! التليفزيون المصرى هو الأصل الأصيل دون مبالغة... وهو الصادق دون كذب! وهو المحترم... فى زمن تاه فيه الاحترام وغاب عنه الأدب!!

وفى ظل حركة تطوير وتحديث البرامج التى يشهدها التليفزيون الآن أتمنى والكثيرون استمرار الجيد منها ودراسة عودة البرنامج المحترم... نادى السينما... وكانت تعرض من خلاله الأفلام العالمية وتقدمه برشاقة وخبرة وثقافة الإعلامية القديرة... درية شرف الدين... ومن خلال استضافة المبدعين من المخرجين والخبراء والمتخصصين كان التحليل المتخصص... والرسالة الإعلامية الصحيحة فى إطار مناقشة جميع المشاهد موضوع الفيلم وشرح تفاصيل الشخصيات من خلال أبطال العمل الفنى... كان البرنامج جرعة إعلامية راقية... ذكية... هادفة.

عزيزى القارئ... ما دفعنى للكتابة فى هذا الموضوع... فيلم من أفلام الثمانينيات ورغم عدد مرات إذاعته... لكنى أميل والكثيرون إلى الزمن الجميل!! الفيلم هو «اغتيال مدرسة» بطولة نبيلة عبيد إخراج القدير أشرف فهمى... والفيلم كغيره من الأفلام المصرية الكثيرة تناول الصراع بين الخير والشر... الخير وقد جسدته الرائعة نبيلة عبيد على أفضل ما يكون... وهى المدرسة المخلصة المحترمة القريبة من طلابها... صابرين وهشام سليم جسداً الشخصية الشريرة الشيطانية وقد عبرا عن صورة الشباب الضائع فأحسنا التعبير بقدرة وثقة!! ومن خلال السيناريو والحوار أحكم أشرف فهمى الحدوتة ودارت الأحداث...!! وأصبحت نبيلة عبيد المجنى عليها... جانية!! وهشام سليم وصابرين... جناة ومن خلال السيناريو والحوار والإخراج... مجنياً عليهم!! ووكيل النيابة يعمل من خلال أوراق ولكن ما بداخله وإحساسه قناعة ببراءة المدرسة نبيلة عبيد... وتبقى الأوراق... ويذهب الإحساس ويضيع الحق!!

كان من الممكن لأشرف فهمى أن ينصر الحق بأن يظهره فى نهاية الأحداث ليؤكد... انتصار الخير وتكون الرسالة ! ولكن المخرج المحترم أخذ بالصدق والصراحة والإنسانية والشرف والعفة والصبر إلى الهاوية والكفر... وشاهدنا نبيله عبيد وهى تطلق النار على نفسها وتنتحر!! وهى نهاية أراها غير موفقة وإن كانت تتفق وطبيعة الأحداث كما تناولها الفيلم... لكن كان من الممكن أن يكون المشهد لسيارة تقتل البطلة وهى تجرى لتلحق بأبنائها بعد أن طار بهم يوسف شعبان «عم أولادها» بعد الحكم بضمهم إليه... فنكون بذلك أمام قدر الله وإرادته للخير أن يكون إلى جواره... وتكون فى الجنة جزاءً لإخلاصها وأعمالها وصبرها... وأن تحدثنا فالحديث قد يطول لكنى أتمنى لو مثل هذه الأفلام وغيرها ومن خلال برامج بقيمة وقامة نادى السينما ودرية شرف الدين أن نتناول بالتحليل مناقشة موضوع الفيلم وأهدافه وتفاصيل مشاهده... وأفكاره... ورؤية المخرج... ليبقى دائماً الخير يعلو... وتعلو الأجيال بالثقافة والفهم والوعى الراقى... ولنعلم ويعلم الجميع أن الله سبحانه وتعالى مع الحق دنيا وآخرة ضد الباطل...

ومن خلال هذه البرامج الهادفة قد نصل إلى إصلاح فكرى حقيقى لمجتمع عاش ويعيش على عادات وأصول كريمة محترمة... وأرى فى الأجهزة الإعلامية مقروءة ومسموعة ومرئية القدرة على الوصول إلى قلوب وعقول الجماهير المصرية بفكر المتخصصين وعقول أهل الخبرة من الإعلاميين ورسالتى إليهم... صححوا وأصلحوا!!! شبابنا بين أيديكم أمانة... وأنتم خير من يصونها... أنتم أهل الفكر والفن والإبداع والثقافة... كونوا دائماً شرفاء... أمناء فى الكلمة... عظماء فى القيادة والقدوة.