رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى وفاة الزعيم الاقتصادى طلعت حرب


حلت علينا منذ أيام الذكرى الرابعة والسبعون لوفاة الزعيم الوطنى ومؤسس النهضة الاقتصادية طلعت حرب باشا الذى أسس بنك مصر وكل الشركات التى حملت اسم مصر فى جميع المجالات الصناعية والزراعية والتجارية والسياحية والفنية والثقافية بهدف تحقيق الاستقلال الاقتصادى لمصر كضرورة لتحقيق الاستقلال السياسى وطرد الاحتلال البريطانى من بلادنا وحدد طلعت حرب ذلك بكلماته التى قال فيها: «نطلب الاستقلال العام ونطلب أن تكون مصر للمصريين وهذه أمنية كل مصرى ولكن مالنا لانعمل للوصول إليها؟ وهل يمكننا أن نصل إلى ذلك إلا إذا زاحم طبيبنا الطبيب الأوروبى ومهندسنا المهندس الأوروبى والتاجر منا التاجر الأجنبى والصانع منا الصانع الأوروبى وماذا يكون حالنا ولا «كبريته» يمكننا صنعها نوقد بها نارنا ولا إبرة لنخيط بها ملبسنا ولا فابريقة ننسج بها غزلنا ولا مركب أو سفينة نستحضر عليها مايلزمنا من البلاد الأجنبية فما بالنا عن كل ذلك لاهون ولانفكر فيما يجب علينا عمله تمهيداً لاستقلالنا إن كنا له حقيقة طالبين وفيه راغبين، وأرى البنوك ومحلات التجارة والشركات ملأى بالأجانب وشبابنا إن لم يستخدموا فى الحكومة لايبرحون القهاوى والمحلات العامة.

وأرى المصرى هنا أبعد ما يكون عن تأسيس شركات زراعية وصناعية وغيرها وأرى المصرى يقترض المال بالربا ولايرغب فى تأسيس بنك يفك مضايقته ومضايقة أخيه وقت الحاجة، فالمال هو «أس» كل الأعمال فى هذا العصر وتوءم كل ملك.

تلك كلماته التى خطها قلمه فى مقال خاص عبر به عن حسه الوطنى الذى ألهبته الثورة العرابية الشهيرة التى قامت ضد الخديو توفيق والتى كان لها بالغ الأثر لإشعال الحس الوطنى فى نفس الشاب طلعت حرب ما أحوجنا إلى ترجمة تلك الكلمات التى تعبر أصدق تعبير عن حالنا اليوم.

إن أعظم تخليد لمؤسس بنك مصر فى ذكرى رحيله أن ندرس تاريخه ونعلمه للأجيال الجديدة وأن نحيى أعماله الرائدة ونترجم أحلامه إلى واقع ونعمل على إنقاذ الشركات التى بناها وكانت نواة القطاع العام الذى أنشأه الزعيم جمال عبدالناصر فى أوائل الستينيات من الدمار والخراب التى عشش فيها بفعل فاعل وذلك بتطويرها وحل مشاكلها المالية واختيار قيادات جديدة لها وهى التى مكنت الدولة بمواردها من إعادة بناء القوات المسلحة والثأر لهزيمة يونيه 67.

وأن يقوم البنك المركزى فى الوقت نفسه بقيادة البنوك الحكومية لإعادة مسيرة طلعت حرب الاقتصادية وذلك بإنشاء شركات فى كل المجالات الصناعية والزراعية والتجارية تقود التنمية وتحل مشكلة البطالة التى باتت قنبلة موقتة يهدد انفجارها استقرار الوطن.

إن عبقرية طلعت حرب لاتتوقف فقط على اهتمامه بالصناعة والتجارة والزراعة والنقل النهرى وإنما تكمن فى اهتمامه بالفنون والثقافة والطباعة والسياحة والطيران وإنشاء شركات رائدة أطلقت الاقتصاد المصرى من عقاله وأكسبت المصريين مهارات كثيرة وحلت مشكلة البطالة وقتها.

رئيس حزب الجيل الديمقراطى