رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استخدام «الكيماوى» فى سوريا.. مسرحية إجرامية


اقترحت الولايات المتحدة الخميس 6 أغسطس على مجلس الأمن الدولى تكليف فريق خبراء تحديد المسئولين عن الهجمات بغاز الكلور فى سوريا، وحسب مشروع القرار الذى اقترحته واشنطن، فإن هذه البعثة التى أطلق عليها «آلية مشتركة للتحقيق» ستكون مؤلفة من خبراء من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وستكون مهمتها «تحديد وبكل الوسائل الممكنة الأشخاص والهيئات والمجموعات» التى نظمت ورعت أو ارتكبت هذه الهجمات، وسوف تكون مهمة البعثة لمدة عام مع إمكانية تمديدها ويجب أن ترفع تقريرها الأول خلال 90 يوماً بعد بدء مهمتها.

وأشار مشروع القرار إلى أن أعضاءها يجب أن يكونوا «محايدين وعندهم خبرة» وأن يتم اختيارهم على أساس «جغرافى بقدر المستطاع»، ويطلب مشروع القرار من الحكومة السورية وكذلك من الدول الأخرى الأعضاء فى الأمم المتحدة «التعاون كليا» مع الخبراء وتقديم «كل معلومة مهمة» لهم والسماح لهم بالوصول إلى الأماكن التى استهدفتها الهجمات الكيميائية.

وحسب دبلوماسى فى مجلس الأمن، فإن فكرة الأمريكيين هى «السماح للأمم المتحدة الاستفادة من الخبرة التقنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية» التى تنشر طاقما فى سوريا. وكانت السلطات التركية قد اعتقلت فى وقت سابق عناصر تابعة للجماعات المسلحة فى سوريا وبحوزتهم كمية من غاز الكلور من نفس النوع الذى استعمل فى الهجوم. وأكدت الحكومة السورية فى أكثر من مناسبة أن الجماعات المسلحة هى التى هاجمت مناطق فى سوريا بغاز الكلور.

ولقد صوت مجلس الأمن الدولى صباح الجمعة 7 أغسطس على مسودة قرار خاص بتشكيل لجنة خبراء سيكلفون بتحديد هوية المسئولين عن هجمات كيميائية بغاز الكلور وقعت أخيرا فى سوريا، وتم التفاوض بشأن نص القرار لأسابيع بين واشنطن التى تتهم النظام السورى باستخدام غاز الكلور ضد معارضين له، وموسكو التى تنفى وجود أدلة تثبت ضلوع النظام السورى فى هذه الهجمات. وهذا النص تم التفاوض فى شأنه طوال أسابيع بين واشنطن التى تتهم النظام السورى بشن هذه الهجمات وموسكو التى تنفى وجود أدلة تثبت ضلوع حليفها السورى، وهو يفتح الطريق أمام احتمال فرض عقوبات. وبحسب القرار فإن هذا الفريق، المؤلف من خبراء من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، ستكون مهمته تحديد الأشخاص والكيانات والمجموعات أو الحكومات إن كانوا من المنفذين والمنظمين والداعمين أو المتورطين فى استخدام المواد الكيماوية. ومن المفترض أن تكون سوريا دمرت ترسانتها الكيميائية وفق اتفاق روسى- أمريكى تم التوصل إليه فى سبتمبر العام 2013، وتحول إلى قرار صادر عن مجلس الأمن الدولى. إن استخدام الأسلحة الكيميائية فى سوريا ما هو إلا مسرحية إجرامية هدفها إيجاد مبرر لطلب التدخل العسكرى الأجنبى، بالإضافة إلى تدمير بلد وقتل شعب مناصرة للعصابات الإرهابية الدولية.

مستشار كلية القادة والأركان