رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المصالحة.. والاستعباط السياسى!


لا يمكن وصف مبادرة وزير الخارجية القطرى للمصالحة مع الإخوان إلا بالعبث والتنطع والاستعباط السياسى.

كيف يتصالح الشعب مع قتلته وسفكة دماء أبنائه؟

كيف يتصالح مع عملاء وخونة دمروا البلاد وروعوا العباد، وباعوا الوثائق السرية وتاجروا بالأمن القومى.

ثم ما هذه الجرأة التى وصلت لحد الوقاحة أن يتبنى «خدم» الاستعمار فى المنطقة وخونة القضايا العربية وسماسرة القواعد العسكرية مبادرة للمصالحة، بينما أيديهم مخضبة بدماء قتلانا!

كيف يتقمص الخدم والنكرات دور المصلحين والمرشدين؟ بينما مهمتهم «كخدم» هى إثارة الفتن وشق الصف العربى، وإشعال الحروب الأهلية وإثارة الفتن السياسية.

كيف يتقمص المعتوهون والمتخلفون دور الواعظين والسياسيين، بينما مهمتهم إسقاط النظم العربية تحت دعوى الديمقراطية!

كيف يتحدث الخدم عن الحرية، ويتكلم المستبدون والطغاة عن الديمقراطية، ما هذا التناقض وازدواج الشخصية؟!

اسمع هذه القصة، منذ سنتين ذهب أمير قطر الأب «حمد بن خليفة» إلى موريتانيا مسبوقاً بحملة إعلامية ضخمة، عن المساعدات التى سيقدمها والعطايا التى سيمنحها!

وخلال «القمة» - القطرية الموريتانية - نهض الجنرال محمد ولد عبدالعزيز من على كرسيه، وقال انتهت المقابلة!

وخرج الأمير القطرى، مطروداً من موريتانيا ولم يكن فى وداعه ولا موظف واحد من الخارجية الموريتانية.

أما السبب فخلال اللقاء تعهد «حمد» بحزمة مساعدات مالية، كان الهدف منها شراء القرار السياسى والإرادة الوطنية الموريتانية، فقد اشترط البدء فى إصلاحات ديمقراطية، وحين سمع الرئيس الموريتانى كلمة ديمقراطية تحسس مسدسه! وقال: من أنتم حتى تتحدثون عن الديمقراطية.. أجئت إلى موريتانيا، لتحاضرنا فى الديمقراطية، هل عندك صحافة حرة، هل عندكم برلمان وانتخابات حتى ولو كانت مزورة، هل توزعون عوائد البترول على شعبكم بدلاً من إنفاقها على التآمر وشراء النخب السياسية والإعلامية فى أوروبا والعالم العربى؟ وتمويل المنظمات الإرهابية؟

كيف تتكلمون عن الديمقراطية وتسجنون الشعراء فى بلادكم؟

كيف تتكلمون عن حقوق الإنسان وهى مسألة أخلاقية، وقد استوليت على السلطة فى انقلاب على أبيك!

ما هذه الشيزوفرينيا؟