رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عقيدة أوباما فى العرب


يقول الصحفى والكاتب الأمريكى توماس فريدمان: «الرئيس أوباما دعانى إلى المكتب البيضاوى، ليشرح لى بالضبط كيف يحاول التوفيق بين هذه المخاطر والفرص ضمن اتفاق الإطار الذى تمّ التوصل إليه مع إيران فى سويسرا، ولكن ما لفت انتباهى أكثر من أى شىء آخر هو ما سأسميه - عقيدة أوباما- مجسدة فى تصريحات الرئيس»، وبالتالى هناك عقيدة يعلنها أوباما ويروجها فريدمان، وأخطر ما ورد فى هذه العقيدة فيما يخص منطقتنا العربية هو :

إسقاطه الهوية القومية الجامعة للعرب، واستبدالها بهوية طائفية، وتكريس التقسيم المذهبى فى المنطقة والذى بدأ تنفيذه منذ احتلال العراق عام 2003، أوباما يستخدم تعبيراً جديداً لم يتم استخدامه من قبل وهو «السنة العرب» فى الإشارة إلى حلفائه فى المملكة العربية السعودية ودول الخليج حتى إنه استخدم هذا التعبير عشر مرات فى حواره، بينما لم يشر مطلقاً إلى إيران كدولة شيعية، ولم يستخدم كلمة شيعة فى المقابلة نفسها إلا مرة واحدة فقط، فعقيدة أوباما التى ظهرت من خلال تصريحاته الأخيرة مع فريدمان هى أن إيران دولة عظمى أما العرب فهم طائفة مذهبية، وبينما كان الرئيس أوباما يمتدح إيران كدولة حضارية، تملك تاريخاً عريقاً، وقاعدة علمية وتعليمية صلبة، وشعباً راقياً، كانت نظرته للعرب سلبية للغاية، وكان انتقادياً بشكل لافت لهم، حيث وصفهم : بالديكتاتورية والفساد، والتخلف، وانتهاك حقوق الانسان، تلميحاً وتصريحاً، والعزلة عن شعوبهم ومطالبهم العادلة .

أوباما أعلن أنه متفهم القلق الإسرائيلى من البرنامج النووى الإيرانى، ومن القدرات العسكرية الإيرانية، وتعهد بتعويض إسرائيل بأسلحة حديثة متطورة، والتصدى لأى عدوان إيرانى عليها، ولكن دعمه لحلفائه العرب جاء مشروطاً حيث قال نصاً : «كيف يريدوننا أن نبنى قدراتهم الدفاعية فى مواجهة تهديد خارجى، وكيف يريدوننا أن نقوى الجسم السياسى فى هذه البلدان العربية، قبل أن نقنع «الشباب السنى» بأن هناك بدائل أخرى أمامه غير «الدولة الإسلامية» ـ داعش ـ، ؟ .. نحن مستعدون لتحسين القدرات العسكرية لهذه الدول «العربية» لكن عليهم فى المقابل أن

يزيدوا من استعدادهم لإرسال قواتهم البرية لحل المشاكل الإقليمية .. أستطيع حمايتهم من الإيرانيين لكن لا أستطيع حمايتهم من الخطر الداخلى، ولذلك عليهم إجراء التغييرات التى تتجاوب مع مطالب شعوبهم».

على القادة العرب أن يدركوا خطورة هذه الأفكار والمعتقدات التى وردت فى تصريحات الرئيس الأمريكى، وأن يستعدوا لمواجهة ما يخطط لهم فى المستقبل .