حادث سيناء الإرهابى.. الدلائل والنتائج
لقد حققت قواتنا المسلحة نصراً حاسماً فى معركتها ضد الإرهاب ولقنت الجماعات الإرهابية درساً قاسياً بالقضاء على أكثر من 235 إرهابياً وتدمير 20 عربة تحمل الأسلحة الثقيلة مثل المدفع 14.5 ملم المضاد للطائرات، وأحبطت مخططاً للاستيلاء على مدينة الشيخ زويد وعزل رفح عن العريش حتى تكون مبرراً للتدخل الدولى والتأثير على الأمن القومى المصرى فى تلك المنطقة الاستراتيجية الشمالية الشرقية، كما واجهت قواتنا المسلحة حرباً إعلامية مع وسائل إعلام أجنبية حاولت أن تروج أكاذيب عن العملية الإرهابية لبث روح الإحباط فى نفوس الشعب المصرى وتصور أن سيناء خرجت عن سيطرة الجيش المصرى، والأمر الذى تناولته بعض وسائل الإعلام المصرية بقصد أو دون قصد وهو جريمة أدت إلى سقوط الإعلام فى هذا الفخ فى ذلك اليوم، أما عن الدلالات التى أدت إلى قيام الجماعات الإرهابية لتلك العملية بالتعاون مع أجهزة استخبارات خارجية وبتمويل من بعض الدول العربية والغربية فهى قدرة القوات المسلحة فى الفترة الأخيرة على تضييق الخناق على الجماعات الإرهابية الموجودة على أرض سيناء، وتنفيذ الضربات الاستباقية ضدهم و القضاء على الكثير من قادتهم فما كان منهم إلا تنفيذ عملية إرهابية فى توقيت متزامن على عدد من نقاط الارتكاز و الكمائن باستخدام السيارات المفخخة والأسلحة الثقيلة لتؤكد أنها مازالت لها قلب ينبض وأنها موجودة على الأرض وبالتعاون مع أجهزة إعلام تبث الأكاذيب لإعطاء رسالة للخارج أن الجيش المصرى لم يستطع الدفاع عن أرضه ومبرراً لتدخل قوات دولية للتواجد فى سيناء.
من الواضح أن هناك دعماً لوجستياً للجماعات الإرهابية من خلال العربات التى تم استخدامها و الزى العسكرى وأساليب القتال المستخدمة ولكن معدن المقاتل المصرى ظهر فى سرعة رد الفعل بالعمل ضد هؤلاء الإرهابيين معتمدين على الله وعلى عقيدتهم القتالية التى هى النصر أو الشهادة وكذلك الحفاظ على الأرض والعرض والحفاظ عن الأمن القومى.
تنفيذ معركة الأسلحة المشتركة الحديثة بكفاءة من خلال التنسيق الكامل بين جميع القوات خاصة القوات الجوية التى انطلقت مقاتلاتها والطائرات الأباتشى فى زمن قياسى لتعقب هؤلاء الإرهابيين والقضاء عليهم، كما استطاعت القوات البرية فى محاصرة الإرهابيين ومنعهم من الانتشار والاختباء بين المدنيين فى المناطق السكنية، لقد قامت القوات المسلحة بدور بطولى فى إحباط مخطط الجماعات الإرهابية ومن وراءهم.. وتحيا مصر.
■ مستشار كلية القادة والأركان
