رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شاهيناز النجار.. واعظة!


لا يمكن وصف ما قالته «الثائرة» شاهيناز النجار لقناة العربية، وإعلانها خوض الانتخابات البرلمانية القادمة كمستقلة، ودفاعها عن الحزب الوطنى المنحل، إلا أننا بصدد مسخرة من العيار الثقيل!

قالت إن القيادات الشابة فى الحزب الوطنى كان لديهم أفكار جديدة لـ«تطوير الحزب» وحاولوا ذلك ولكن قامت ثورة 25 يناير!

ترى من تخاطب هذه السيدة؟ أتظن إنها تخاطب شعبًا من الجهلاء والسفهاء والأغبياء.

هل نسينا أن «ثمرة» «تطوير الحزب الوطنى» أدت إلى قيام ثورة؟

وأن زوجها مهندس التطوير كان السبب الرئيسى فى قيام الثورة حين تفتقت «عبقريته» السياسية عن برلمان بلا معارضة وبغالبية وصلت ٩٨٪؟

ومن قبيل المسخرة وفى معرض دفاعها عن قرينها قولها إن رجال الأعمال لا يستطيعون تنمية ثرواتهم بالبرلمان «لأن هناك جهازًا رقابيًا يحاسبهم على كل شيء»!

وهذا صحيح بدليل أن زوجها أكبر محتكر للحديد فى مصر هو الذى تكفل بوضع قانون منع الاحتكار الذى صدر لتمكينه وحماية احتكاراته «وإفلاس منافسيه وخصومه، ثم أى جهاز رقابى ذلك الذى يمنع رجال الأعمال من استغلال سلطتهم النيابية فى إصدار تشريعات تحمى احتكاراتهم وتمنع الرقابة على نهب المال العام من المنبع؟

ثم تقول مبررة عودتها وزوجها للترشح للبرلمان، إن رجل الأعمال «شبعان» وبالتالى لن يستفيد من المنصب بقدر ما يأخذ المنصب منه!

مع أن «الشبع» من الثروة مسألة نسبية، والموظف غير الشبعان أى الجعان قد يستغل وظيفته فى الحصول على جنيهات قليلة!

أما رجل الأعمال الشبعان الذى يمتلك ثروة ٤٠ مليار جنيه فلن يمنعه شبعه من زيادتها إلى ٨٠ مليارًا، ولماذا نذهب بعيدًا؟ وقد أثبتت لنا تجربة الحزب الوطنى وزواج المال بالسلطة فى عهد مبارك، تحول بعض الحفاة إلى رجال أعمال، وبعض المليونيرات إلى مليارديرات بمجرد دخولهم البرلمان، حتى امتلأت كروشهم من فرط الجشع والفجع.. رغم الشبع!

بل إن جهاز الدولة برمته تحول إلى جهاز تشهيلات لأصحاب الحظوة لتمكينهم من نهب ثروات البلاد بالقوانين والتشريعات التى وضعت فى البرلمان لحماية كبار اللصوص والفاسدين من حاشية مبارك وأولاده!

ترى هل ثمة جرأة أكثر من هذه الجرأة، وهل ثمة مسخرة أكثر من هذا المشهد العبثى أن يطل علينا من شاشات الفضائيات رموز الفساد الذين قامت الثورة ضدهم، ليلقوا علينا الدروس والمواعظ والحكم؟

هل ثمة مسخرة أكثر من أن يتحول السيد «أحمد عز» إلى مصلح سياسى، وتتحول السيدة «شاهيناز النجار» إلى واعظة.!