رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدستور يرصد أهم 16 محطة في حياة المناضل والشاعر الثوري "الأبنودي"

 القارئ الكويتي الشيخ
القارئ الكويتي الشيخ مشاري بن راشد العفاسي،

"شاعر عظيم الهبات معنى ومبنى يا خال، وتقيل مع إنه خفي".. هكذا وصفه صديقه الذى لحقه فى نفس يومه، الراحل صلاح جاهين، أهم شعراء العامية في مصر والعالم العربي، عبد الرحمن الابنودى أو "الخال" كما يحب جمهوره أن يناديه.

اشتهر الأبنودى، بالشعر المنطوق باللهجة الصعيدية، حتى بات أشهر شعراء العامية فى مصر ليوم وفاته.

يكشف "الدستور" بعد رحيله، معلومات لم يعرفها الكثير عنه.

1- أسمه الحقيقى عبد الرحمن محمود أحمد عبد الوهاب حسن عطية حسن أحمد عبدالفتاح عمران، وُلد في التاسع من أبريل عام 1938، ولقب بـ"الأبنودي" نسبة إلى قريته "أبنود" بمحافظة قنا.

2- حصل على ليسانس اللغة العربية من كلية الآداب بجامعة القاهرة، حيث توسعت معارفه الأدبية وقرأ لكبار الشعراء كالمتنبي وأبي العلاء المعري.

3- متزوج من المذيعة "نهال كمال" ولديهم ابنتان هما "آية و نور".

4- بدأ "الأبنودي"، كتاباته الشعرية باللهجة العامية منذ صغره ونظم عدد من القصائد الوطنية، استطاع ببراعة فائقة أن يلتقط في شعره الخواص التعبيرية البسيطة للسان أهل بيئته البسطاء في صعيد مصر، وجسد أحلامهم وأمانيهم ووحدة مجتمعهم الصعيدي الذي كان المجال الحيوي الملهم لمعظم قصائده.

5- شهدت القصيدة العامية على يد "الأبنودي"، مرحلة انتقالية هامة حيث نجحت في فرض وجودها على الساحة الشعرية والثقافية، وهو يُعد أول شاعر عامية مصري يفوز بجائزة الدولة التقديرية عام 2001م.

6- عاصر الشاعر "عبد الرحمن الأبنودي"، جيل الحداثة في مصر، وشهد تحولات سياسية واجتماعية مختلفة في عهد عبد الناصر وأنور السادات، وعلي الرغم من انتقاده لكلا النظامين من خلال قصائده الساخرة، إلا أنه ما زال متحمساً وموالياً للرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

7- تعرض "عبد الرحمن" للاعتقال أكثر من مرة حيث تم إلقاء القبض عليه عام 1966 ضمن تنظيم وحدة الشيوعية واعتقل لمدة أربع شهور في سجن القلعة حتى تم الإفراج عنه.

8- قدم "الأبنودي"، العديد من الأعمال الأدبية والشعرية، ومن أشهر أعماله: "السيرة الهلالية" التي جمعها من شعراء الصعيد، وكتاب بعنوان "أيامي الحلوة" الذي نشر في حلقات منفصلة بملحق أيامنا الحلوة في جريدة الأهرام، ثم تم جمعها في كتاب واحد يحكي قصصاً وأحداثاً مختلفة من حياته في صعيد مصر.

9- كتب العديد من الأغاني لعدد من المطربين الكبار منهم "عبد الحليم حافظ - محمد رشدي - فايزة أحمد - نجاة الصغيرة – شادية - صباح – ماجدة الرومى – وردة"، استطاع من خلال أغانية الوطنية مع الفنان عبد الحليم حافظ أن يصبح أحد علامات النضال والكفاح الوطني حيث خلق حاله من الوحدة التي جمعت بين قلوب المصريين والعرب.

10- "الأبنودي" عضو لجنة الشعر في المجلس الأعلى للثقافة في مصر، ولديه عدد من الدراسات الأدبية التي تبحث في التراث الشفاهي والموسيقي لمصر، ومن أهمها كتاب بعنوان "غنا الغلابة" دراسة عن الأغنية والقرية.

11-"الأبنودي"، أو "الخال"، كما يحب جمهوره أن يناديه، أصبح واحد من أهم شعراء العامية في مصر والعالم العربي، فضلاً عن شهرته كأحد أشهر الحكائين العرب كان ذات علاقة وطيدة مع الراحل صلاح جاهين.

علاقة العملاقين جاهين والأبنودي

لم تكُن "صحبة" جاهين، للأبنودي بشكل تقليدى فلكُل منهم جبهه مختلفة من جبهات الشعر، تميز الأبنوى بالشعر المنطوق بلهجة صعيدية، بينما كان يُفضل جاهين دائمًا أن يلعب فى ملاعب البهجة والمرح، وعندما جمعهما مجال واحد وهو "الأغانى الوطنية الحماسية" اختلف منهجهما أيضًا.

اجتمع الشاعران فى عدة مواقف، ومن أهم تلك المواقف التى يعتز بها صلاح جاهين إصرار الأبنودى على ضرورة جمع أشعار جاهين في ديوان كامل، ولكن جاهين كان غير متحمس للفكرة فتطوع الأبنودى بتلك المهمة.

ويتذكر جاهين هذه الواقعة فى تسجيل نادر عندما سأله المذيع:"مش هتجمع أشعارك في ديوان كبير يا أستاذ صلاح"، ليجيبه: "والله أنا مكنتش ناوي أجمع حاجة بس عبد الرحمن الأبنودى والست بتاعته "يقصد السيدة عطية الأبنودى"، وسلطوا كمان معاهم الواد بهاء ابني، أخدوا الدواوين القديمة بتاعتى، وراحوا الهيئة المصرية للكتاب وهيطلع ديوان كبير يضم كل اللى اتنشر من أشعارى فى الماضى، بما فيهم الأغانى الوطنية".

12- يرى الشاعر عبدالرحمن الأبنودي أن هناك عدد كبير من الفنانين مظلومين، بينما هناك عدد آخر يحظى بالشهرة دون أدنى موهبة.

الأبنودي يرى أن الفنانة غادة عبدالرازق نالت شهرة كبيرة في الوسط الفني دون أن تكون موهوبة، بينما يعتقد أن المطربة والفنانة المعتزلة إيمان الطوخي ظلمت ولم تنل حظها من الشهرة.

13- الخال قال في حوار له أنه يحب الاستماع إلى صوت الفنانة السورية أصالة، وكذلك شيرين عبدالوهاب.

14- يرى الأبنودي أن نوارة نجم وجميلة إسماعيل هما أهم شخصيات نسائية في مصر.

15- حكايات الأبنودي عديدة وممتدة على مدار مراحل حياته، أبرزها كان عبدالرحمن يقف أثناء مرور موكب عبد الناصر ، ثم سأل زميله جمال الأنصاري: "مش الراجل اللي هناك ده شبه جمال عبدالناصر اللي في الصورة؟"، فقال له: "باينُّه هو!"، فذهبوا إليه، ووقف "الأبنودي" أمام "عبدالناصر" وقال له: "أنت جمال عبدالناصر؟"، فردّ: "أيوة"، قال عبد الرحمن ببراءة: "ممكن أسلم عليك؟"، فسلم عليه ونظر له نظرة ظلت محفورة في ذهن الخال حتى أنه قال أنها سبب كتابته قصيدة "عبدالناصر" بعد ذلك.


16- أما عن علاقته بالسادات ففى يونيو 1975، كان "السادات" يفتتح قناة السويس، ومعه عبدالرحمن الشرقاوى، وأنيس منصور، فنظر إلى الشط ووجد الفلاحين على الشاطئ، فقال: "مش دول بتوع عبدالرحمن الأبنودي بتوع وجوه على الشط، أمال الأبنودي فين؟".

بعدها ورد "الأبنودي" اتصال من فوزي عبدالحافظ، مدير مكتب "السادات" يقول له: "سعادة الريس منتظرك فى استراحة المعمورة"، فرد عليه: "يا عم أنا ماعرفش استراحة المعمورة ابعتولى عربية"، فقال له عبدالحافظ: "لأ.. اتصرَّف وتعالى.. وكلمنى لما توصل إسكندرية".