رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا جرى للقنوات الفضائية؟


لا يستطيع أحد أن ينكر الدور الذى قامت به القنوات الفضائية الخاصة فى إزاحة حكم الإخوان عن مصر ولذلك كانت دائماً فى مرمى نيرانهم وحينما فشلت محاولتهم السيطرة عليها بالمال من خلال شراء بعض القنوات والمساهمة فى أخرى، قاموا بمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى طوال فترة حكمهم،وبعد ثورة ٣٠ يونيو الفضائيات لعبت أيضًا دورًا مهمًا فى المرحلة الانتقالية سواء من خلال كشف جرائم التنظيم الإخوانى وكذلك حشد المواطنين حول خريطة الطريق فى الانتخابات الرئاسية والاستفتاء على الدستور، والرئيس السيسى نفسه يعلم أهمية الإعلام خلال هذه المرحلة الحرجة من عمر الوطن، لذلك يصطحب معه الإعلاميين فى كل جولاته الداخلية والخارجية ويعقد معهم لقاءات دورية ولكن للأسف الشديد من الواضح أن البوصلة تاهت من بعضهم، فلا يفرقون بين الغث والثمين، المهم الإثارة والسبق الإعلامى بصرف النظر عما يفيد الوطن والمواطن وما يضره، إنجازات كثيرة تحققت ولكن لم تأخذ حقها فى الفضائيات مثل الكلب المذبوح والفتاة المغتصبة والعفاريت والسحر والشعوذة والراقصة المرشحة للانتخابات البرلمانية، مئات الساعات يتم بثها يوميًا من استوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامى ترهق القمر الصناعى المصرى سلبياتها أكثر من إيجابياتها، تسىء إلى مصر والمصريين فى الخارج تطرد المستثمرين والسائحين، حتى فى تناولنا للازمة مع دويلة قطر-حاجة تكسف- تهين مصر قبل قطر من خلال هذا المستوى المتدنى من الردح الإعلامى رغم أن الرئيس السيسى يعف لسانه وأعلن أكثر من مرة أنه لم ولن يسىء إلى حكام قطر وتركيا،أين هى البرامج التى تحث المصريين على العمل والإنتاج؟ أين هى البرامج التى تشجع المستثمرين على الاستثمار؟ أين هى البرامج التى تسهم فى إزالة معوقات الاستثمار وحل مشاكل المصانع المتعثرة؟ أين هى البرامج التى تتابع نتائج المؤتمر الاقتصادي؟ أين هى البرامج التى تشجع الشباب على ثقافة العمل الحر؟ بل أين هى البرامج التى تشجع الشباب على القراءة وممارسة الأنشطة الفنية والثقافية والرياضية لمحاربة الإرهاب؟ أين هى البرامج التى تسهم فى حل مشاكل المواطنين دون أن تُهينهم أو تتاجر بآلامهم؟ أين هى البرامج التى تواجه الإعلام المعادى لمصر فى الخارج؟ نحن نتحدث مع أنفسنا هنا وكل أخبار مصر يعلمها الغرب من خلال قناة الجزيرة الإنجليزية، وإذا كانت القنوات الفضائية الخاصة لها حساباتها المتعلقة بالربح والخسارة ورغم أن هناك لغزًا كبيرًا فهى تخسر بالملايين ومع ذلك مازالت مستمرة فى تقديم الضرر أكثر من النفع، فماذا عن الإعلام الرسمى المنوط به القيام بالدور المفقود فى الفضائيات الخاصة؟ أحيانًا أشعر أننا فى حاجة إلى الرجل الكبير الذى يستطيع السيطرة على الانفلات الإعلامى، إلى المايسترو الذى يرشد لصالح الوطن والمواطن وليس الحاكم أو النظام حتى لا يفهم كلامى خطأ، فليس كل ما يعرف يقال دون اعتبار للأمن القومى المصرى.

مذيع ومدير عام بالإذاعة المصرية