رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إن لم تستحِ.. فافعل ما تشاء


فى زمن يندر فيه الحياء وتداس فيه القيم وتهان الأخلاق.. فى زمن يؤتمن فيه الخائن ويُخون الأمين، يُصَدْقُ فيه الكاذب ويُكَذبُ الصادق ويتكلم فى الناس الرويبضة.. فى مثل هذا الزمن تركب الغالبية قطار الفاحشة وتقارف القبيح لا يثنيها عنه وازع من خلق أو ضمير أو حياء.. فى مثل هذا الزمن لا عجب أن نرى ونقرأ أو نسمع تلك الأفعال والأقوال التى تقطر حقداً وتنفث سما زعافاً من نخبنا المرتهنة على هذا الوطن وكل ما فيه ومن فيه.. أفعال وأقوال تنم عن خسة مرتكبيها ومردديها وتكشف عن عبقريتهم فى الفحش وأستاذيتهم فى الفجر وتجردهم من الآدمية.. ولعل أكثر ما يسترعى الانتباه ويلفت النظر هو انتشار هذه الآفة وتلك الحالة المقيتة بين صفوف النخبة من مثقفى ومتعلمى هذا الوطن، التى لا تجد فيه ما يستحق الإشادة أو الثناء، ولم يكفها ما حل به ويتعرض له من عواصف وأعاصير وملمات من شأن أى منها أن يعصف بأى دولة مهما بلغت قوتها.. وقد نتفق مع جانب منهم فى وجود أخطاء وملاحظات على أداء الدولة.. لكن لا يستقيم أن تكون هذه الأخطاء أو تلك الملاحظات مبرراً للتطاول والسخرية والنيل من الوطن ورموزه.. لا.. كبرت كلمة تخرج من أفواهكم إن تقولون إلا كذبا.. إنكم وبحق بئس المثل للقوم الظالمين.. كلا ما عدتم

بشر وإن بدوتم فى صورتهم.. كفى.. أفعالكم وأقوالكم إن هى إلا لفحات هجير تحرق وجه الفضيلة والخلق وتطعن الإنسانية فى مقتل.. ونصل إلى ثالثة الأثافى وكارثة الكوارث، وهى تلك الحالة الهستيرية التى انتابت العصبة الجاهلة المجتمعة على الشر ومناصريها ومؤيديها فى تعليقها على تنفيذ حكم الإعدام على سفاح أطفال سيدى جابر، ومعذرة إن توقف لسانى أو عجز قلمى عن أن ينطق اسمه أو يخطه.. فوالله الذى لا إله سواه ما هو بمحمود وإن كان رمضان من رمضاء الهجير والنار التى سيصلاها خالداً فيها، فعلى الرغم من أن ما اقترفه هذا السفاح الغادر يجاوز ما ألفته البشرية فى حوادث القتل والترويع.. فقد انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعى وفى بعض المنتديات الخاصة والعامة تعليقات وتويتات تصف هذا السفاح الأشر بالشهيد والبرىء والمظلوم، وتنعت من نفذ فيه الحكم ومن قضى عليه به بالقتلة الظالمين والدعاء عليهم بالويل والثبور وأن يخسف الله بهم الأرض.. عجباً ولم يكتفوا بذلك بل صلوا على روحه صلاة الغائب وعددوا مآثره ومآثر أسرته.. وما هذا بغريب على أهل الباطل الذين لا يستحوا ركوب الفاحشة ومقارفة كل قبيح.. ولا يمكن لعقول أمثالنا تفسير هذه الأفعال والأقوال أو تبريرها إلا فى إطار مفهوم واحد هو: «إن لم تستحِ ولم تخش عاقبة الليالى.. فافعل ما تشاء، وإن جاريت فى خلق دنيئاً.. فأنت ومن تجاريه سواء «، وفى الختام لا أخفيكم سراً إعجابى بأحد الهاشتاجات التى نشرتها عصابة الإفك عن هذا السفاح بعنوان: «كلنا.. غير المحمود.. رمضاء»، حقاً كلكم هذا السفاح الأشر.. فى إجرامه.. فى فجره.. فى بغيه وجوره وفحش رذيلته.. فقد عميت أبصاركم وقست قلوبكم مثله، حقاً إنكم هو.. وإن عادت البشرية أدراجها لتجسد الشر والغدر والبغى والفحش والخسة والضلالة ولتنصب لها آلهة.. ففى عقيدتى وعقيدة الأسوياء من بنى البشر، أنها لن تجد خيراً لها من هذا السفاح المجرم ومنكم ومن تلك الشرذمة الضالة التى تسير على نهجه وفى ركبه وتنصبه بطلاً وشهيداً.

■ محام