رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيادة الرئيس.. فوضناك فى القضاء على الفساد مع الإرهاب


قبل أن أتحدث عن عدوى مصر اللدودين «الفساد والإرهاب» لابد وأن نرحب أولاً بصديق مصر وضيفها الكريم.. الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى بلده الثانى.. أهلاً بالرجل الذى وقف إلى جانب مصر فى أهم مرحلة تمر بها فى تاريخها المعاصر بعد أن أفشلت المؤامرة العالمية التى استهدفت أمننا واقتصادنا ووحدتنا.
 
ثانياً نعزى أنفسنا فى الحوادث الإرهابية التى نتعرض لها من وقت لآخر ونشد على أيدى رجالنا فى الداخلية والقوات المسلحة ونؤكد لهم أننا معهم جنباً إلى جنب ضد أعداء مصر فى الداخل والخارج، ثالثا: نلفت انتباه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى أن خطر الفساد فى مصرنا الحبيبة بعد قيام ثورتين ضده لايقل بأى حال عن خطر الإرهاب الذى نواجهه الآن.. فكما اتفقنا جميعاً على تفعيل قانون يتصدى للإرهاب والإرهابيين الذين يعتدون على المواطنين وعلى منشآت الدولة ويعطلون المؤسسات التعليمية والدينية عن القيام بأعمالها، وتعطيل مؤسسات الدولة الحيوية عن القيام بأنشطتها.. لابد وأن نفعل أيضاً قانون إفساد الحياة السياسية خصوصاً بعد أن طل علينا رجل مبارك وأمين عام الحزب الوطنى المنحل «أحمد عز» برأسه معلناً ترشحه لانتخابات مجلس الشعب القادم. عندما أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة بيانه فى أكتوبر 2011 قانون إفساد الحياة السياسية «العزل السياسى» سعدنا جداً بهذه الخطوة واستبشرنا خيراً بأن مصر تسير فى الاتجاه الصحيح بعد ثورة الشعب التى اغتصبها إخوان الشياطين فى 25 يناير من نفس العام.. وكان من المفترض تطبيقه على كل من أسهم فى تعاسة الشعب وإفقاره وأمراضه وتغييب وعيه من أعضاء لجنة السياسات والأمانة العامة فى الحزب الوطنى المنحل.. لكن شيئاً من هذا لم يحدث.. وجاءت ثورة 30 يونيو العظيمة رفضاً لحكم الجماعة الإرهابية وأملاً فى غد أفضل بعد عام مرير من حكمهم الفاشى..وبدأنا فى أولى خطوات الإصلاح بعد انتخاب رئيس وطنى محترم وصياغة دستور وافق أغلبنا عليه.

وجلسنا ننتظر انتهاء الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق حتى تكتمل فرحتنا بثورتينا..لكننا فوجئنا بعودة «عز» والذى ألقى القبض عليه مع عدد من نفس النوعية فى قضايا فساد- يعلن عن خوضه الانتخابات البرلمانية بعد أن ألغت محكمة النقض سجنه.. وأصبح هذا الحدث الجلل مثار حديث الشارع المصرى.. والسؤال المطروح الآن: ماذا لو نجح رجل «جمال مبارك»- الذى حاول اغتصاب عرش مصر فى غفلة من الزمن- هو وآخرون من الاخوان الإرهابية ومن على دربهم فى دخول البرلمان ؟؟.. أعتقد أنها ستكون مصيبة سوداء على رءوس المصريين. طيب ايه المطلوب من الرئيس عبدالفتاح السيسى حتى يبعد شبح هذا الكابوس المخيف؟؟.. المطلوب سرعة تفعيل قانون العزل السياسى وتطبيقه لمدة لا تقل عن 10 سنوات على أقل تقدير ضد كل من أسهم أو شارك فى إفساد الحكم أو الحياة السياسية بطريق الإضرار بمصلحة البلاد أو التهاون فيها.. وكذلك كل من تحوم حوله الشبهات سواء من نظام مبارك أو الإخوان الإرهابية أو من ينتمى إليهم حتى يهدأ الشارع المصرى من حالة «الغليان» التى تسيطر عليه الآن بعد أن عاد رجل «الحديد» معلناً عن عودة نظام فاسد ومفسد تسبب فيما وصلنا إليه الآن. سيادة الرئيس إن قانون العزل السياسى هو نفسه «قانون الغدر» الصادر بمرسوم بقانون رقم 344 لسنة 1952.. لذا نرجوك أن تعجل بتطبيقه حتى تنقذنا من فساد هذه العصابة التى سرقت خيراتنا ونهبت أموالنا واغتصبت أرضنا وحرمتنا من أدنى مقومات الحياة.. سيادة الرئيس نريد دولة قوية لا تخل بميزان العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص..دولة تدعم إرادة المنجزين والمجتهدين والمبدعين لا أن تخترق القوانين وتشيع ثقافة المحاباة وتقتل قيم العمل لتخلق حالة من اليأس والإحباط واللامبالاة.. دولة تقطع يد من يتطاول على المال العام ويقنن الرشوة.. دولة تحرص على حماية الرقابة والمتابعة وتعمل بمبدأ الثواب والعقاب وتقضى على النزعة الشخصية والمزاجية فى الإدارة حينما تعتبر الوظيفة العامة ملكية خاصة وتحارب الكفاءات الواعدة.. سيادة الرئيس: «نحن فوضناك فى القضاء على الإرهاب.. والآن نفوضك فى القضاء على الفساد».