رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشىء يذكر بالشىء


سادت حالة من الحزن الشديد وتساؤلات كثيرة انتابت المصريين عقب الحادث الأليم الذى راح ضحيته خيرة شباب الوطن، وارتوت بدمائهم الطاهرة أرض سيناء الملتهبة بنيران الإرهاب الغاشم، وانتظر الشعب قائده بعد أن قطع مشاركته لمؤتمر الاتحاد الأفريقى بأديس أبابا وعاد إلى أرض الوطن.

 لم يكن القرار تقليدياً على غير ما توقعه المصريون عقب الحوادث الكبرى التى يعقبها اجتماع لمجلس الأمن القومى، وإنما عاد الرئيس ليجتمع بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة لمدارسة أشياء كثيرة لم يتم الإعلان عنها أو الإفصاح بها ليظل الشعب ينتظر النتائج على الأرض ثأراً لشهدائنا الأبرار وانتصاراً مؤزراً لقواتنا المسلحة وشرطتنا المصرية على تنظيم إرهابى سرى لم تشهده منطقتنا العربية فى تاريخها الحديث.

توحيد قيادة العمليات تحت قيادة الفريق أسامة عسكر، يعنى الكثير فى الأساليب العسكرية، ويجعل من منطقة سيناء منطقة عسكرية تتحمل مسئولية تطهيرها القوات المسلحة والشرطة، وتوحد جميع العمليات والقرارات التى تتخذها القيادات الفرعية تحت قيادة عليا ذات رؤية ومهارة عالية نسأل الله لها التوفيق والسداد.

فاجأ السيد الرئيس المصريين بكلمات من القلب والوجدان أعادت روح الثقة والاطمئنان فى نفوس المصريين، وتذكرهم بما فعلوه وبما حمَلوه من مسئولية اجتثاث جذور الإرهاب من بلادنا، وألا ينسو ا أنهم أحبطوا مخططا عالميا لتفكيك أمتنا العربية، وطالبهم بالثبات والثقة فى قائدهم وجيشهم وشرطتهم مهما كانت الجرائم الإرهابيةالخسيسة، لأنهم على الحق المبين، ولأول مرة واكبت الإجراءات الأمنية التى تم اتخاذها قرارات قوية لتنمية شاملة لمنطقة طالما عانت من التهميش والتجاهل من قبل الدولة على مدار عهود سابقة ولى طغيانها وفسادها.

رسائل زعيم مصر فى الندوة التثقيفية الأخيرة التى عُقدت بنادى الجلاء للقوات المسلحة وحضرها رءوس الدولة ورجال القوات المسلحة والشرطة وقادتها وممثلون عن طوائف الشعب المصرى - يجب أن تكون دستوراً للمصريين فى المرحلة الحالية وأن تتوقف الآلة الإعلامية عن تصيد الأخطاء للأجهزة الأمنية طالما كانت أجهزة الدولة تتعامل بشفافية ولا تتستر على أخطاء فردية من هنا وهناك، فالمخاطر والتحديات من حولنا تتطلب شحذ الهمم وإيقاظ الوطنية والحمية لدى المصريين، والبعد عن تسبيط الهمم وتكسير العزيمة والإصرار ببث السم فى حلوالكلام من بعض المأجورين والخونة. أحد جهابذة الاعلام انجلى وانبرى بتحليل وتفنيد الإجراءات التى اتخذها السيد الرئيس، وأبدى تعجبه من عدم وجود استراتيجية معلنة لمواجهة الارهاب فى سيناء وطالب بالإعلان عنها، متناسياً أن الاستراتيجية التى يتحدث عنها تتضمن خططاً وإجراءات ليس مقبولاً الإعلان أو الإفصاح عنها، وانتقد إسناد مسئولية تنمية سيناء إلى القيادة العسكرية الجديدة، والسؤال هل رأينا قيادة مدنية تولت مسئولية مشروع عملاق ونجحت فى إنجازه مثلما نجحت القيادة العسكرية فى إنجاز مشروعات عملاقة بالجودة والوقت المطلوب؟، وأبلغ تأكيد على ذلك قناة السويس الجديدة، وأضف إلى ذلك أن الشركات التى ستتولى جهود التنمية فى سيناء الجانب الأعظم فيها مدنية، ولكنها ستعمل تحت إمرة القيادة العسكرية التى ستوفر لها الحماية فى منطقة وعرة تمتلئ بالمخاطر والتحديات، وهذا هو مغزى توحيد القيادة فى المواجهة والبناء.

حان الوقت للتوحد والإصطفاف خلف قائدنا الذى اخترناه وحملناه أمانة الأمن والاستقرار، وجيشنا الباسل وشرطتنا الوطنية أصحاب البطولات والتضحيات من أجل أن نحيا فى أمن وأمان، وبناء دولة قوية بمؤسسات راسخة لاتتوقف على فلان أو علان، لنتصدى لقوى الشر والظلم التى تريد قتلنا لتحكمنا، فهل يسمح المصريون بذلك؟ لا وألف لا. حفظ الله مصرمن كل شر وسوء، وحمى رجالها المخلصين