رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإرهاب يصعد نبرته من جديد..

بعد حادث العريش.. هل تنجح القوات المسلحة في سد ثغرة سيناء

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

مشهد متكرر بين حين وآخر في سيناء، أبطاله رجال القوات المسلحة، الذين يكتبون بدمائهم تاريخًا مشرفًا لبلادهم، في مواجهة إرهاب خسيس يعبث بمقدرات الوطن، حيث تعرضت مدينة العريش بشمال سيناء أمس الخميس، لحادث إرهابي جديد، يعيد إلى الأذهان، حادث كرم القواديس منذ ثلاثة شهور.
الحادث استهدف عددًا من المقار الأمنية منها مديرية أمن شمال سيناء، وقسم ثان العريش، ومبنى المخابرات الحربية، والكتيبة 101 التابعة للقوات المسلحة بشمال سيناء، وفندق القوات المسلحة بالعريش، واستراحة ضباط الشرطة، ما أسفر عن استشهاد 26 من العسكريين والمدنيين وإصابة 69.
الأحزاب السياسية نددت بالهجوم الإجرامي، حيث أكد بهاء أبو شقة، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، أن الدولة المصرية تخوض حرب ضارية ضد الجماعات الإرهابية، ومن ثم فإن وقوع الخسائر شيء طبيعي، إلا أنه حذر من أن يثبط هذا الحاث من الهمم.
وشدد "أبو شقة" على ضرورة أن يتلاحم الشعب مع القوات المسلحة والشرطة، لأن ذلك هو السبيل الوحيد لدحر جماعات الإرهاب، التي تريد تقويض الدولة المصرية.
وتابع "أبو شقة": هذه الجماعات ومن يدعمها تحاول بكل قوتها عرقلة خطوات الدولة، نحو استكمال خارطة الطريق وإقامة المؤتمر الاقتصادي، بهدف إرباك الاقتصاد المصري ورجال الأمن.
"أبو شقة" يرى هذه العمليات بمثابة لحظات ارتعاش الموت بالنسبة للجماعات الإرهابية، لكنه يؤكد أن الشعب المصري لن تهزه هذه الأعمال، قائلًا: "إذا اعتقدت الجماعات الإرهابية أنها بهذه الأعمال تستطيع كسر إرادة الشعب، فهم واهمون".
واستنكر سامح عيد، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، الأحداث المؤسفة التي تشهدها سيناء، وطالب مؤسسات الدولة بتفعيل دور القوى المدنية السياسية لمنع التحول الفكري وتدشين معهد دراسات يضم قامات فكرية وأمنية لإيجاد حلول سريعة للتعامل فكريًا ضد القوى التكفيرية التي تجذب الشباب للانضمام إليها.
وأضاف "عيد": الحل الأمني لابد أن يسبقه رؤية فكرية واضحة تمنع خطوط الإمداد عن الحركات التكفيرية والإرهابية حتى يتم حصرهم دون زيادة في أعداد المنضمين إليهم.
فيما وصف المهندس محمد فرج، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع، الحادث الإرهابي بأنه "مؤسف"، مؤكدًا أن ما أسفر عنه من خسائر بشرية كبيرة في صفوف أفراد الأمن والمدنيين، يؤكد أنه مازالت هناك "ثغرات" في التعامل الأمني مع هذه الجماعات.
وأضاف، "إذا كنا ندين هذه العمليات فإننا نشدد في الوقت ذاته على ضرورة أن تتخذ القوات المسلحة العديد من الإجراءات حتى تغلق هذه الثغرات.
نادر بكار مساعد رئيس حزب النور، لم يذهب بعيدًا عن تلك الآراء، وأضاف أن هجمات الغدر في سيناء إرهاب لا يعرف دينا ولا يقيم أوطاننا، قائلًا: ستبقي بلادنا بإذن الله عصية على تخريبكم بحفظ الله لها وبتماسك وتعاضد أبنائها.
ووصف محمد أبو الفضل، الأمين العام لحزب نصر بلادي، الحادث بالعمل "الجبان"، الذي يعلن بكل وضوح عن استمرار إرهاب الجماعات المتحالفة مع الغرب الصهيوني المعادي لمصر والأمة العربية.
"أبو الفضل" يرى أن الحادث الإرهابي بالعريش يحمل رسالة من الجماعات الإرهابية للداعمين لها، مفادها أنهم قادرون على تنفيذ الأعمال الموكلة إليهم والقيام بأعمال إرهابية خلال فترة الانتخابات البرلمانية، وأنهم محل ثقة ويمكن الاعتماد عليهم في تنفيذ مخطط رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط.
وأوضح الأمين العام لحزب نصر بلادي في بيان له، أن الإرهاب فشل في تحقيق أهدافه أمام شجاعة المصريين وتماسكهم ووقوفهم خلف قواتهم المسلحة ورجال الشرطة، الذين يخوضون معركة بقاء الوطن بشجاعة وإنكار ذات، مشيرًا إلى أن تلك الأعمال الإرهابية لن تكون الأخيرة ولن تثنينا عن مواجهته وقطع دابره.
واعتبر محمد عبد الغنى شادي، المنسق الإعلامي لتحالف شباب الثورة، هذا الهجوم الغادر حربَّا شاملة منظمة وممنهجة، لكنها لن تنال من عزيمة المصريين، مشددًا على ضرورة تكاتف الجميع وتوحيد الصفوف لمواجهة المتربصين بالوطن.
ويؤكد الدكتور عبد الله الناصر، أمين عام تجمع آل البيت الشريف واتحاد القوى الصوفية، أن مصر مستهدفة بشكل كبير، ولذلك بث أعداء مصر في الداخل والخارج، الكثير من الإرهابيين في ربوعها للتخريب وبث الرعب والهلع بين أفراد الشعب، بهدف إسقاط الدولة الراسخة القوية.
واعتبر "الناصر" في بيان له- هذه الأعمال الإجرامية الإرهابية المبيتة حلقة في صراع الحق والباطل وموجة مخطط لها سبقتها موجات وستلحقها موجات قصدها إدخال العالم في صراع دموي طائفي لتشويه دين الإسلام، داعيًا لمؤتمر عالمي يحضره كل علماء المسلمين على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم الفقهية، لوضع خطة فكرية لمحاربة الإرهاب العالمي.
تعددت الآراء، ولا يزال السؤال القائم، هل تنجح القوات المسلحة في سد الثغرة الامنية التي اعتاد الإرهابيون أن يتسللوا من خلالها نحو استهداف الجنود المصريين في سيناء، أم أن الفترة المقبلة ستشهد تكرارا لنفس المشهد الدامي الذي بدأت تتسلل معه روح اليأس إلى قلوب المصريين من قدرة الدولة على حماية أبنائها على الحدود.