سيادة الرئيس.. باقى لنا زيارة الهند
أتمنى فى عام 2015 أن تسود بيننا لغة الحوار الهادئ المثمر.. أن نهجر العادات السيئة التى أطاحت بأخلاقنا ومزقت أرواحنا وبعثرت هويتنا.. أن يتقى الله فينا كتاب الدراما ويتوقفوا عن كتابة الأفلام الهابطة التى ساعدت فى نشر الفوضى والبلطجة بين أوساط الشباب.
أتمنى أن نحترم قانون المرور ونبتعد عن الرعونة والاستهتار واللامبالاة ونراعى حرمة الطريق حتى نقلل من حوادث الطرق.. أن نحافظ على نسائنا وبناتنا فى الشارع.. فلا يعقل أن نعاكسهن أو نتحرش بهن.. أن نحترم كبار السن فى المواصلات العامة والخاصة.. فلا يعقل أن يجلس شاب لا يتعدى العشرين عاماً على مقعد مخصص لأبائه وأجداده وذوى الاحتياجات الخاصة، فى الوقت الذى تعانى فيه هذه الفئة من صعوبة وجود مكان تجلس فيه.
أتمنى أن نحترم السائح الأجنبى ونجله ونوقره.. فمن غير اللائق أن نعتبره سلعة للبيع والشراء عندما يطلب منا خدمة سكن أو مواصلات.. أن نحافظ على المرافق العامة من التلف والعبث والإرهاب.. فنحن «الشعب» مسئولون مع الجهات المعنية للقيام بهذا الدور.. أن نواجه أعمال النصب والسرقات التى يقوم بها قلة قليلة بحق الشعب.. فلا يجب أن نصمت على مغتصبى أراضى الدولة ولصوص المال العام من كبار الموظفين وغيرهم.. أن تعم بيننا روح العدالة الاجتماعية ويعيش الكل فى رخاء.
أتمنى من إعلامنا وإعلاميينا أن يتقوا الله فى هذا الشعب عندما يكتبون أو يتحدثون.. أن تراعى حكومتنا ظروف المواطن المطحون عندما تقرر زيادة فواتير الكهرباء أو تنوى رفع قيمة تذاكر مترو الأنفاق أو القطارات.. أتمنى على رجال الأعمال أن يقفوا مع الدولة فى محنتها الاقتصادية.. وأن يسلكوا نفس الطريق الذى سلكه رجال أعمال روسيا عندما تبرع أحدهم ــ وهو مسلم الديانة ــ بمعظم ثروته تقريباً حتى تنهض بلاده ولا تقع فى مخلب القط الغربى نتيجة الحظر المفروض عليها مؤخراً من الإدارة الأمريكية.
أتمنى أن يكون العام الجديد هو عام القضاء على الإرهاب بكل أشكاله وألوانه وصوره.. وأن تكشر الدولة عن أنيابها لكل حاقد أو عميل أو مرتش أو فاسد أو لص أو مستغل.. أتمنى أيضاً أن تسرع الحكومة فى حل مشاكل الشباب العاطل.. وأن يجد كل واحد منهم عملاً يشق به مستقبله..أخيراً.. أتمنى من الله عز وجل أيضاً أن يطيل عمر رئيسنا ويكلل خطواته بالنجاح فى كل رحلاته المكوكية إلى كبرى دول العالم.. وأطالبه بعد زيارته الناجحة للصين ألا يفوت الفرصة فى الإعلان عن زيارة الهند.. فهذه الدولة أو القارة إن صحت التسمية وقفت إلى جوار مصر فى مختلف مراحل نضالها.. ولنقرأ التاريخ جيداً عندما وقف الزعيم الهندى «نهرو» مدافعاً عن مصر أثناء تعرضها للعدوان الثلاثى من «فرنسا وإنجلترا وإسرائيل» عام 1956.. وليس هذا فقط بل هدد حينها بانسحاب الهند من «الكومنولث» كما وقفت الهند ــ سلطة وشعباً ــ مع مصر والعرب ضد الصلف الإسرائيلى ــ الأمريكى عام 1967 وطالبت بعودة الأراضى العربية التى احتلها العدو الصهيونى.. من أجل ذلك نكرر طلبنا لك سيادة الرئيس بزيارة فورية للهند يكون هدفها التعاون الكامل فى جميع المجالات مثلما فعلنا مع روسيا والصين.. مصر أم الدنيا.. وهتبقى أد الدنيا.