رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأهلى والمصرى.. هل تستمر الدماء والدموع؟!


الجروح غائرة.. والآلام كبيرة وشديدة.. لكن الوطن أيضاً. يتألم.. لكن هل نقف جميعاً نتفرج والكارثة تزداد بلا توقف والكراهية تتعمق بين شباب الوطن الواحد!! يعلم الجميع أن ما حدث على استاد بورسعيد هو مخطط إجرامى.. كان ماحدث هو السلمة الأولى لصعود جماعة الإخوان إلى الحكم والاستيلاء على الوطن كله

كان شباب النادى الأهلى وهو يمثل نسبة كبيرة من شباب العاصمة وبعض المحافظات والسيطرة عليه لا يمكن أن تتم إلا بعمل إجرامى كبير يحول شباب النادى الأهلى إلى أداة فى يد جماعة الإخوان معتقدين أنهم يستطيعون أن يأتوا (بالقصاص) أصبح شباب النادى الأهلى فى يد جماعة الإخوان يتلاعبون بمشاعره ويتاجرون بما سقط منهم من شباب ولم يستطع أحد وقف هذا المسلسل الدموى، تحول شباب الأهلى إلى أداة قمع فى يد جماعة الإخوان.. وأصبح (خيرت الشاطر) هو المحرك من خلف الستار لهذه الجموع الهائلة حتى يتمكن من تحقيق أهداف إجرامية لصالح جماعته!!

إننا لن ننسى شباب الأهلى وهو فى ميدان التحرير يدافع عن ثورة يناير ويبطش بالنظام الفاسد.. كنت من المعجبين ببسالة هذا الشباب.. لكن لن ننسى أيضاً أن هناك نسبة كبيرة كانت فى حضور دائم فى اعتصام (رابعة المسلح) حيث كانت تعمل جماعة الإخوان على إسقاط الدولة المصرية.. ولم تترك أيضاً هذه النسبة بصيحاتها المعروفة (اعتصام النهضة) المعادى للشعب.. ونعلم أيضاً كيف تدفقت الأموال المسمومة من أجل استغلال بعض ضعاف النفوذ حتى تمكن الجماعة من السيطرة عليهم لمواجهة الشعب المصرى كله.. كل هذا معروف ومعلوم.. كانت بعض القنوات الفضائية توجه دائماً الاتهام بالقتل لشباب مدينة بورسعيد.. خاصة ما ارتكبه (علاء صادق) من تحريض مستمر لشباب الأهلى وهو الآن فى قطر بقناة الجزيرة يوجه سهامه المسمومة للوطن كله بمن فيه شباب الأهلى نفسه!! إن الجريمة واضحة من خلال المستفيد منها!

حتى لجنة تقصى الحقائق التى شكلت للبحث عن الحقيقة من أعضاء مجلس الشعب المنحل كانت كلها إخوانية وسلفية.. كانت النتيجة مزيداً من الاحتقان بين شباب الوطن الواحد.. إننى اذيع (سراً) لم أسمع أحداً يتحدث عنه من قبل حتى يطمئن شباب الأهلى ويعرف الحقيقة.. أى حقيقة المجرمين الذين خططوا لقتل شباب الأهلى!! ليعلم الجميع أن شباب (الألتراس الأهلاوى) نزل كله فى محطة الكاب، وهى تبعد عن بورسعيد مسافة 40 كيلو بالضبط.. لكن نواب جماعة الإخوان بما لهم من سلطة ونفوذ فى مدينة كل المؤسسات فيها منهارة ضغطوا بكل قوة على القوات المسلحة كى يتم نقل الشباب بالسيارات إلى ستاد بورسعيد.. نعم مارست جماعة الإخوان بنفوذها فى ذلك الوقت كل وسائل الضغط حتى وافقت القوات المسلحة على نقل هذا الشباب إلى ستاد المدينة.. حتى يتم تنفيذ الخطة المعدة سلفاً فى مكتب الإرشاد.. كانت اللافتة المرفوعة تحمل الإهانة والتحريض لشباب المصرى، حيث كانت شعاراتها تدعو إلى تنفيذ الجريمة.

بل كانت الهتافات حولها تردد نفس الشعارات.. وحدث ما حدث ولكن هل يكفى ذلك كى يعلم شباب الأهلى أن شباب الوطن كله كان ضحية مؤامرة إجرامية تباهت بها جماعة الإخوان بعد ذلك؟! رغم انحيازى لشباب المصرى إننى أدعو الجميع أن يقدم الوطن أمامه.. وليس الانتقام.. بل علينا أن نزيل جبال الكراهية بين شباب دافع عن هذا الوطن عبر تاريخه!! إن شباب بورسعيد وفى طليعته كان شباب النادى المصرى لم تستأجره جماعة الإخوان بل وقف أمامها وتصدى لها.. وقاتلها فى الشوارع والميادين ومنع هذه الجماعة حتى من السير فى الشوارع، لم نسمع عن شاب واحد حصل على جنيه مقابل دفاعه عن الوطن.. حتى العصيان المدنى الشهير كان شباب المصرى يتقدمه.. قولوا لى إننى منحاز.. فعلاً إننى منحاز لكل شباب الوطن كله.. لقد دفع شباب بورسعيد 54 شهيداً سقطوا بالرصاص الحى بلا شفقة أو رحمة.. وأيضاً 800 مصاب بينهم 240 بعجز دائم مستديم.. كل هذا لا يكفى خفض مستوى الانتقام والكراهية؟! إن (مرسى) نفسه قد قام بالتحريض لقتل شباب بورسعيد علانية بالصوت والصورة.. بل إنه قال إن شباب المدينة أطلق النار على طائرة من خلال (مقروطة) أى مسدس متخلف.. هل يمكن أن يحدث هذا سوى من خلال أوهام متخلف؟! لقد تمت محاصرة بورسعيد فترات طويلة وتحطيم سيارات أبنائها فى كل مكان خارجها وكان هذا يتم حتى تشتعل الكراهية وتسود روح الانتقام بين شباب الوطن الواحد.. إننى أدعو بعيداً عن المحاكم والقضاة والقضية بعيداً عن هذا كله.. أدعو كبار مسئولى الوطن أن يتدخلوا.. وأدعو الرجل الطيب شيخ الأزهر (أحمد الطيب) كى يداوى جراح الوطن بين أعز ما يملكه وهو شبابه.. كما أدعو الإعلام أن يعمل على إذابة جبال الكراهية المصنوعة فى مكتب إرشاد الإخوان.. علينا أن نوجه النقد لأنفسنا جميعاً، لأننا تركنا هذا الشباب دون أن نعمل على علاج جروحه.. هل هناك قضية تحتاج التدخل أكثر من هذا؟! كلمة أخيرة.. إن من سقطوا من شهداء بورسعيد والمصابين لم يعترف أحد بهم حتى الآن وهم لم يحصلوا على أى حقوق مادية أو معنوية رغم أن ما يعيشه الوطن الآن تم عبر دماء أبناء المدينة الباسلة.. هل يتدخل أحد حتى نوقف ما حدث رغم الدماء والدموع؟!

■ رئيس اتحاد أصحاب المعاشات