رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انتخابات تونس..

الإخوان بلا مرشح.. و"التقليد" عنوان السباق الرئاسي

السبسي
السبسي

اتفق مرشحو الانتخابات الرئاسية بتونس، على عدد من النقاط التي أكدوها خلال تصريحاتهم، قبيل بدء عملية الانتخابات بشكل رسمي في البلاد، حيث اتسمت تصريحاتهم بالرغبة الشديدة في الوصول بتونس إلى بر الأمان والابتعاد عن أجواء الفوضى السياسية السائدة منذ تولي منصف المرزوقي الرئيس التونسي زمام الأمور في البلاد.
وعلى الرغم من الأعداد الكبيرة لمرشحي الرئاسة، والذين وصلوا إلى 27 مرشحا، إلا أن المؤشرات الأولية تؤكد أن قائد السبسي المرشح للانتخابات الرئاسية في تونس، هو الأوفر حظًا للفوز بهذا الاستحقاق، عقب فوز حزب "نداء تونس" في الانتخابات التشريعية التي جرت منذ أقل من شهر.
ويتضرر بعض المرشحين للانتخابات من السير الذاتي، حيث تولوا مناصب في حكومة الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، فالسبسي أحد وزراء الخارجية في عهده، وهو ما جعل البعض يشير إلى احتمالية عودة نظام بن علي مجددًا، وذلك بعد قيام الثورة التونسية في نهاية عام 2010، والتي كانت بداية الثورات العربية عام 2011.
وفي السياق ذاته، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن فوز السبسي بالرئاسة التونسية، يعني إعادة نظام بن علي إلى البلاد بعد الثورة عليه، زاعمة أن فوزه قد يعيد البلاد إلى الحكم الاستبدادي والذي حاولت تونس التخلص منه في ثورتها عام 2010.
وعلى الجانب الآخر، أشادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بالأجواء الانتخابية في تونس، مؤكدة أن السبسي الذي اتخذ من "تحيا تونس" شعار له، هو الأقرب للفوز بالرئاسة التونسية القادمة، على الرغم من وجود مرشحين مختلفي الهوية والتوجهات داخل السباق الرئاسي في تونس.
واعتمد السبسي على شعار "تحيا تونس" في حملته الانتخابية، وهو مستمد من ذلك الشعار الذي استخدمه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في حملته الانتخابية "تحيا مصر".
وللترويج عن أنفسهم، اعتمد بعض المرشحين على قدراتهم وعلاقاتهم الخارجية في إبراز نقاط القوة في برامجهم الانتخابية، حيث أكد كمال مرجان، مرشح حزب "المبادرة" بالانتخابات الرئاسية، أن بلاده بحاجة إلى حكومة اتحاد وطني، مشددًا على أنه سيسعى لاستغلال علاقاته مع الدول الشقيقة والمجاورة لحل المشكلات في بلاده.
وانتقد مرجان المحاولات التي تهدف لتقسيم الشعب والمساس بوحدته الوطنية، مشددًا على أن مهمة الرئيس القادم تكمن في السعي لتوحيد تونس، وإنه في حال انتخابه كرئيس لتونس ، لن يتخذ أي قرار من شأنه الإضرار بالمصلحة الوطنية، مضيفًا أن القانون سوف يطبق على الجميع.
فيما أكد عبد الرازق الكيلاني، المرشح المستقل في انتخابات الرئاسة التونسية، أن بلاده بحاجة إلى شخصية مستقلة مفعمة بالقيم، لديها القدرة على توحيد التونسيين، وتحقيق مطالب الشباب الذين أصيبوا بخيبة أمل خلال الثلاث سنوات ونصف الماضية.
وقال الكيلاني إن تونس تحتاج إلى رئيس يستطيع أن ينقذها من هذا الوضع ويقضي على الإرهاب، مشيرًا إلى أن المواطنين يتطلعون إلى تحقيق أهداف ثورتهم.
ومن جانبها، أفادت كلثوم كانو، المرشحة المستقلة في الانتخابات الرئاسية بتونس، أن برنامجها الانتخابي يهدف إلى الوصول لبعض من أهداف الثورة، كما أنه يتضمن احتياجات ومطالب المواطن التونسي البسيط.
وشددت كانو، على أنها سوف تتصرف في حدود صلاحيات رئيس الجمهورية، لنشر الأمن ومكافحة الإرهاب وتوثيق العلاقات الخارجية، موضحة أن هذه الفترة تتطلب رئيس يستطيع توحيد تونس، لديه ماضي وحاضر نظيف، قادرًا على قيادة البلاد دون توجه أيديولوجي.
واستخدمت كانو الشعار "yes we kannou"، وهو الشعار الذي يحاكي شعار الرئيس الأمريكي باراك أوباما "yes we can"، والذي يعني نحن نستطيع أن نغير.
وفي خطوة مفاجاة، تخلى إخوان تونس عن إعلان تأييدهم لـ" محمد المنصف المرزوقي" المحسوب على جماعة الإخوان ، في انتخابات الرئاسة التونسية التي بدأ العد التنازلي لها، حيث شدد رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي على أن الحركة اختارت سياسة عدم تأييد أي من المرشحين.
وأكد الغنوشي في تصريحات أن تونس تحتاج إلى منطق التوافق وليس منطق الصراع، موضحًا أنه في حال عرض على حركة النهضة التعاون والمشاركة في الحكومة، فإنها ستدرس المشاركة في حكومة توافقية، وإذا لم يتم ذلك فستكون في صف المعارضة.
وعلى الرغم من اقتراب موعد بدء الانتخابات الرئاسية بتونس، إلا أن "النهضة" أعلنت أنها لن تدعم أيًا من المرشحين للانتخابات، وهو الأمر الذي أعلنته الحركة مسبقًا، إلا أن تأييده الصارخ لنظام منصف المرزوقي الرئيس التونسي والمرشح الحالي للانتخابات الرئاسية، أثار الشكوك حول إمكانية استمرار النهضة في موقفها المتعلق بالامتناع عن تأييد أي مرشح رئاسي، مع توقع بإعلان دعمها للمرزوقي قبيل بدء الانتخابات، وهو الأمر الذي لم يحدث.