رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محاربة الفساد.. والقضاء على البيروقراطية


بشرة خير.. مليون زغرودة.. الشعب الآن يتطلع إلى استعادة أمواله من اللصوص والمجرمين والخونة والعملاء.. بهذه الكلمات بدأ أحد البسطاء حديثه معى تعليقاً على إصدار المستشار هشام بركات ــ النائب العام ــ القرار رقم 1616 لسنة 2014 بإنشاء مكتب لمكافحة الفساد.. على أن يترأسه المستشار مصطفى خاطر- رئيس الاستئناف عضو المكتب الفنى للنيابة العامة.. وذلك لاتخاذ تدابير دعم النزاهة واستقامة السلوك.. فضلاً عن استحداث آليات تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد...

... ثم تنفيذ ما يصدر عنها من قرارات أو توصيات بالتنسيق مع النيابات المختصة لحصر هذه النوعية من الجرائم.. وأهمها الرشوة واستغلال النفوذ وسرقة المال العام.ده كلام جميل خاااااااااااااااااالص.. صحيح أن المهام المُكلف بها «خاطر» ثقيلة فعلاً.. لكنه بإذن الله «قدها وقدود».. ليه؟.. لأن الشعب الآن شعر أن ثورتيه فى أمان.. وأن هناك سلطة سياسية وسلطة قضائية حريصتان على استعادة حقوقه المسلوبه من رءوس الفساد التى «نخرت» فى كل قطاعات الدولة كالسوس وسرقت المليارات التى ساعدتها فى الظهور على الساحتين الاقتصادية والسياسية بسرعة الصاروخ فى العهود السابقة.. فكانت النتيجة كما رأينا جميعاً.. فقر.. أمراض..أمية.. خراب ذمم.. جريمة.. رشوة.. محسوبية.. إلخ هذا المسلسل الذى تسبب فى إشعال الشرارتين الأولى والثانية لثورتى 25 يناير و30 يونيو.

تعالوا بقى نتكلم عن بعض الجهات التى تستنزف أموال الشعب دون عائد يذكر..فى «ما سبيرو» على سبيل المثال.. كشف لى أحد المصادر الموثوق فيها أن موازنة هذا المبنى تقدر بـثلاثة مليارات وستمائة ألف جنيه فى العام.. متوقعاً أنها ستزيد هذا العام لتتعدى الأربعة مليارات جنيه.. وتأسف المصدر وهو يشرح لى كيف يتم إهدار هذه المبالغ على قنوات التليفزيون الرسمى رغم أنه فى ذيل قائمة القنوات الفضائية!!.ويكشف لى المصدر أن عصام الأمير –رئيس الاتحاد - حينما طلب منه وضع رؤية لتطوير المبنى بهدف وقف نزيف المليارات المهدرة.. لم يقدم سوى اقتراح بفرض رسوم على فاتورة الكهرباء وضرائب على كاسيت السيارة أثناء الترخيص وتحصيل رسوم من وزارة الاتصالات مقابل استخدام موجات «FM».. وتساءل المصدر: بالذمة ده كلام يخرج من مسئول عن مبنى بحجم وعراقة ماسبيرو؟!.

ويضيف المصدر أن «الأمير» لم يقدم اقتراحاً واحداً لتطويرالشاشة أو الإذاعة..سواء فى الشكل أو المضمون حتى ترتقى إلى مستوى المنافسة مع الشاشات أو الإذاعات الأخرى.. وتابع: أن المعلن «مخاصم» ماسبيرو منذ زمن بعيد.. ليه؟؟.. لأن التليفزيون والإذاعة بشكلهما وإداراتهما الحالية لا يسران عدواً ولا حبيباً.

ويكرر المصدر سؤاله: ما السر فى موافقة «الأمير» على إعطاء وتجديد إجازات لأكثر من 250 مذيعاً من الكوادر المتميزة فى ماسبيرو حتى يعملوا فى الفضائيات الخاصة بالمخالفة للقانون؟!.. واستطرد قائلاً إن «كل مواهب ماسبيرو تركته ولم يبق فيه سوى متوسطى الخبرة والشهرة.. الأمر الذى صاحبه رفض العديد من الوزراء.. وعلى رأسهم رئيس الوزراء نفسه الظهور فى تليفزيون الدولة لسببين:

أولاً: عدم وجود محاور جيد يظهر معهم.. ثانياً: يعتبرون ظهورهم على الشاشة الرسمية مضيعة للوقت لانصراف المشاهد عنها.لهذه الأسباب مجتمعة بالنسبة لـ «ماسبيرو».. يرفض رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب إعطاء صلاحيات واختصاصات الوزير لـ «عصام الأمير» لعدم اقتناعه بقدراته.. الأمر الذى أثر سلباً فى سير وتطوير العمل فى هذا المنبى.. لأن أى قرار يتخذه «الأمير» لابد من حصول موافقة من مجلس الوزراء عليه.. وما يحدث فى ماسبيرو يتكرر فى العديد من الجهات الرسمية بالدولة مثل الآثار والمحليات والبترول و... فمن ناحية نجد البيروقراطية تعرقل سير العمل وتطويره.. ومن الناحية الأخرى وجود حالة من العجز التام على مواجهة الفساد ووقف نزيف إهدار المال العام لصالح «شلة» تُعد على الأصابع.. مش كده ولا إيه؟

كاتب صحفى