رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"عودة العلاقات المصرية ـ التونسية".. السر يكمن في "الشعب"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

عقب فترات طويلة من توتر العلاقات بين مصر وتونس خلال الفترة التي تولى فيها حزب النهضة الإسلامي الحكم في تونس، غير أن نتيجة الانتخابات البرلمانية وفوز حزب نداء تونس على النهضة، ينذر بصفحة جديدة في العلاقات، وهو ما كشف عنه الأمين العام لحركة نداء تونس الطيب البكوش.
وقال البكوش في تصريحات له، إنه لا يسمح لنفسه بالحديث عن تطور الأوضاع في مصر إيجابًا أو سلبًا، وما يرتضيه الشعب المصري هو الذي يرضينا.
حسين عبدالرازق، نائب رئيس حزب التجمع، قال إن موقف البكوش صحيح وطبيعي ويأتي كرد فعل للسياسات التي كان يتبعها النظام التونسي في ظل حكم حزب النهضة، لأنه كان يتدخل بشكل واضح في الشؤون الداخلية للشعب المصري مساندا لجماعة الإخوان، وبعد ثورة الشعب المصري في 30 يونيو وانحياز القوات المسلحة للثورة في 3 يوليو، خرج النهضة ليتحدث باسم الحكومة التونسية عن الانقلاب العسكري والتشكيك في شرعية النظام القادم بالدفاع عن الإخوان.
وأضاف "دافعت النهضة عن إرهاب الإخوان التي تحولت من منظمة سياسية إلى منظمة إرهابية، لذا من الطبيعي أن حزب نداء تونس عندما يفوز بالأكثرية في الانتخابات البرلمانية ويوشك أن يشكل الحكومة مع أحزاب أخرى، أن يقطع ما بينه وبين السياسات التي مارستها حركة النهضة ويعلن الأمر بشكل واضح حتى قبل أن يشكل الحكومة ليفتح صفحة جديدة مع الشعب المصري
وأشار إلى أن العلاقات كانت متوترة في ظل حكم النهضة وبعد هذه التصريحات يبدو أن العلاقات سوف تعود إلى طبيعتها الودية بعدم تدخل أي دولة في شؤون الأخرى.
وأوضح جمال أسعد، المفكر السياسي، أن حصول حزب نداء مصر على أغلبية البرلمان يؤكد أن الشعب التونسي له سمة معينة وأنه متدين، لكنه يجنح إلى الدولة المدنية التي عاش في كنفها عدة قرون، والقضاء على المد الأيديولوجي الذي اجتاح المنطقة بعد ثورة 25 يناير الذي جعل تنظيمات تستولي على الأنظمة بصورة أو بأخرى، والآن بعد أن انكشفت هذه التنظيمات وعرفت الشعوب أهدافها السياسية وارتباطها بالإرهاب الذي اجتاح المنطقة، أصبحت الشعوب في حالة من التوعية لمواجهة التنظيمات والعمليات الإرهابية.
وتابع ظهر ذلك جليا في انتخاب الشعب التونسي حزب النداء وإسقاط النهضة وهذا ما حدث في ثورة يونيو في مصر، فكان هناك امتداد شعبي بين تونس ومصر في ثورة يناير 2011، وأصبحت الآن مصر امتداد بين 30 يونيو وبين انتخابات تونس، بما يعكس أن هناك وحدة شعوب وإرادة سياسية جعلت رئيس الحزب يدفع بالتصريحات التي تعيد العلاقة التونسية على أرضية قومية عربية مدنية لتحقيق الأهداف العربية وإمكانية مواجهة الحالة الإرهابية التي تجتاح المنطقة.
وقال أحمد دراج، عضو الجبهة الوطنية للتغيير، إن التصريحات تمثل استعادة الشعب التونسي إلى حضن الأمة العربية بعد أن وقعوا في يد جماعة الإخوان، ووصف موقف حزب نداء تونس بالتطور الإيجابي الذي يبشر أن الأمة العربية رغم الأزمات التي تكبدتها في المرحلة الماضية بدأت تستعيد وعيها مرة أخرى من خلال موقع تونس وفوز حزب النداء بالانتخابات البرلمانية.
وأكد أن نتيجة الانتخابات تعد استعادة لموقع مهم من المواقع التي وقعت في يد الجماعة رغم أن إخوان تونس أقل عنفا وتطرفا من إخوان مصر وأمثالهم في اليمن، لتبدأ صفحة جديدة بعد تدهور العلاقات بين البلدين منذ حكم منصف المرزوقي ورغم أن راشد الغنوشي رئيس النهضة لديه بعض العقلانية في التعامل مع الأمر السياسي واستطاع لا يدفع بتونس إلى بحور من الدماء أو استخدام العنف .
وأوضح أن التصريحات تدل على أن الشعوب العربية قادرة على تصحيح أوضاعها قبل فوات الأوان.