رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ضبط «الجرعة الإعلامية»


لا جديد تحت الشمس فى موقفنا «كرؤساء تحرير» للصحف المصرية الداعم والمساند للمؤسسة الأمنية فى مواجهة الإرهاب، ولا جديد فى إعلان تأييدنا للإجراءات التى تتخذها الدولة فى هذا الصدد، كما لا جديد فى إعلان مساندتنا للرئيس عبدالفتاح السيسى فى مشروع إعادة بناء مصر.

ورغم ذلك اجتمعنا أمس لترشيد الأداء ومواجهة مسئوليتنا الوطنية فى هذا الظرف الاستثنائى الذى تمر به بلادنا ومراعاة الخيط الرفيع الفاصل بين شهوة السبق الصحفى وبين مصلحة الوطن العليا، فمصر تواجه حربًا بأسلحة غير تقليدية تستخدم فيها المفرقعات وتكنولوجيا المعلومات وتديرها أجهزة استخبارات! والمراد من العمليات الإرهابية إثارة الذعر والفزع وهز الثقة بالمؤسسة الأمنية وزعزعة الجبهة الداخلية.

وقد يلعب الإعلام صحافة وفضائيات دورًا فى هذا الصدد عن غير قصد وبمنتهى حسن النية.

تناول الإعلام للأحداث من الممكن أن يشيع مناخًا من الذعر والهلع واليأس والإحباط بعد كل عملية إرهابية وهو ما يريده الإرهابيون.

ووقوع عملية إرهابية ليس نهاية الحرب.. فالحرب مستمرة والإرهابيون يُقتَلون كل يوم فى عمليات الجيش بسيناء.

وليس المطلوب منا أن نتجاهل ما يجري، ولكن المطلوب أن نتعامل مع الأحداث بحجمها الطبيعى وفى سياقها الحقيقى دون مبالغات وترويع ودون استهانة بخطورتها! فالمطلوب «ضبط الجرعة» بحيث ألا تكون مدمرة وقاتلة لروح المقاومة وإرادة الانتصار وفى ذات الوقت ألا تكون مهدئة ومنومة!

والواقع أن المعادلة صعبة فى ظل سياق إعلامى محموم وآلة إعلامية تمضى بسرعتها القصوى من دون فرامل! ولكن المؤكد أن ثمة إرادة حقيقية من قبل رؤساء التحرير الذين اجتمعوا أمس لترشيد الأداء الإعلامى بما يناسب وظروف المرحلة والمصلحة العليا للوطن.