رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«إن شانئك هو الأبتر»


جوائز السماء السنية، لفخر الإنسانية، سيد السادات سيدنا محمد بن عبدالله النبى الرسول الخاتم لما سبق - صلى الله عليه وسلم - من الخير الجزيل والذكر الخالد، ففى مجابهة الكارهين المعاندين المبغضين الحاقدين الحاسدين «وكذلك جعلنا لكل نبى عدواً من المجرمين

وكفى بربك هادياً ونصيراً»، «سورة الإسراء»، حيث تقول عليه هؤلاء إنه مقطوع الذكر، وإنه لا عقب له، فأجاب الله تعالى عنه من غير واسطة «إن شانئك هو الأبتر»، فإن الحبيب إذا سمع من يشتم حبيبه تولى بنفسه جوابه، فتولى الحق سبحانه وتعالى جوابهم، ومثل ذلك فى مواضيع منها:- قالوا - بإخبار القرآن الكريم عنهم - «هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفى خلق جديد، أفترى على الله كذباً أم به جنة» سورة سبأ، وقال سبحانه «بل الذين لا يؤمنون بالآخرة فى العذاب والضلال البعيد» - سورة سبأ.

وحين قالوا - هو مجنون - أقسم الحق ثلاثاً ثم قال «ما أنت بنعمة ربك بمجنون» - سورة القلم -.

ولما قالوا «لست مرسلاً» - سورة الرعد - أجاب «يسن، والقرآن الحكيم، إنك لمن المرسلين» - سورة ياسين -.

وحين قالوا «أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون»، رد عليهم «بل جاء بالحق وصدق المرسلين» - سورة الصافات - وتوعدهم «إنكم لذائقوا العذاب الأليم».

وحين قال حاكياً «أم يقولون شاعر» - سورة الطور - قال «وما علمناه الشعر وما ينبغى له» - سورة يسن -.

ولما حكى عنهم «إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون»، وصفهم كاذبين «فقد جاءوا ظلماً وزورا» - سورة الفرقان -.

ولما قالوا «ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق» أجابهم «وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا أنهم ليأكلون الطعام ويمشون فى الأسواق» - سورة الفرقان -.

فكرامات المولى الكريم - تبارك وتعالى - أسداها وأولاها رسوله سيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم» - بالجواب الكافى الوافى الشافى!

ولما بشر المولى العظيم رسوله - صلى الله عليه وسلم - بالنعم العظيمة «إنا أعطيناك الكوثر» علم الله - جل شأنه - أن هذه النعمة لا تهنأ إلا إذا صار العدو مقهوراً، وعده بقهر العدو «إن شانئك هو الأبتر».

تقول متقولون افتروا عليه - صلى الله عليه وسلم - ووصفوه بأوصاف سيئة، لعجزهم عن مواجهة ما أكرمه الله - سبحانه - به حيث منحه كتاباً مهيمناً «ومهيمناً عليه» - سورة المائدة - ليس كلمات مثلما أعطى آدم «فتلقى آدم من ربه كلمات» - سورة البقرة - وما أعطى إبراهيم «وإذا ابتلى إبراهيم بكلمات» - سورة البقرة - وليست صحفاً كما أعطى إبراهيم وموسى «صحف إبراهيم وموسى» - سورة الأعلى - وتحدى آدم الملائكة بالأسماء المنثورة «أنبئونى بأسماء هؤلاء» سورة البقرة - تحدى محمد الكفار - بالمنظوم الإلهى «قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً» - سورة الإسراء - لما عجزوا وسيعجزون إلى أبد الأبدين لم يكن لهم إلا افتراءات وبذاءات، من اتهامات لا سند لها من حقيقة، ولا حظ لها من واقع، ذهبت فى نفايات التاريخ، وبقى رسول الله صلى الله عليه وسلم:-

«ما ودعك ربك وما قلى، وللآخرة خير لك من الأولى، ولسوف يعطيك ربك فترضى» - سورة الضحى -.

«ألم نشرح لك صدرك، ووضعنا عنك وزرك، الذى أنقض ظهرك، ورفعنا لك ذكرك» - سورة الشرح -.

«ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحى يوحى، علمه شديد القوى»، - سورة النجم -.

هجاء الحاقدين، ذم الحاسدين، نثراً وشعراً، فى الماضى، ووسائل معاصرة كلها تذهب هباء، ويبقى الذهب الأصيل بنفاسة جوهره وأما محاولات المعاندين «إن شانئك هو الأبتر