رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السيناريو الأمريكى المزيف


ما يحدث فى المنطقة العربية من تخبط وعدم استقرار وأعمال عنف دموية وشَرْذَمة للدول العربية فى المنطقة .. حيث قد أصبحت المنطقة العربية مرتعاً لجماعات إرهابية.. قد تدثَّرت بعباءة إسلامية زائفة، لكى ما تعطى لنفسها شرعية لا محل لها على الإطلاق

.. وقد أكدت بالسلاح الحديث والمتطور والخطط وكذلك الأموال الضخمة فمن أين لهم هذا؟ من المؤكد أن من يقف وراءهم ليس فقط تلك الخلافات الطائفية المزعومة التى تجعلهم يتقاتلون كالضوارى ويمزقون بعضهم بعضا.. ولكن علينا أن نتتبع تلك الأصابع الخفية التى تقف وراء ذلك كما تعودنا أن نطلق عليها ولكنها لم تعد بخفية..وليس ظهور داعش المفاجئ وذلك الاكتساح لمدن العراق وسوريا والتهديد الذى تمثله للدول العربية والذى دفع العاهل السعودى إلى التحذير من ذلك التنظيم وأنه لن يطال فقط الدول العربية، ولكنه سوف يمتد إلى الدول الأوروبية والولايات المتحدة إن لم تحاصره.. ومن المؤكد أن من صنع «داعش» هى الولايات المتحدة الأمريكية فهى دائماً ما تحضٍّر العفريت ولكنها لا تعرف كيفية صرفه!!.. لذلك فهو سرعان ما ينقلب عليها وهذا أحد أوجه فشل الإدارة الخارجية الأمريكية وسطحيتها الذى يعتمد على تقييم الموقف على الأمد القصير أو التعامل مع الأحداث.. وعادة ما تكون سياساتها مجرد «رد فعل»لذلك سرعان ما ينقلب عليها سحرها، وسرعان ما تجد نفسها فى مأزق وتورٍّط معها الدول الأخرى ولا تستطيع أن تعالج ذلك الوضع المتأزم ..وعندما تقوم بمعالجته فهى قد تضل الطريق وتخطئ وهى تحاول أن تداوى خطأها.. ولكنها قد لاتفلح فى ذلك إذ أننا نرى ذلك السيناريو المزيف ما بين المتحدث الرسمى باسم الخارجية الأمريكية الذى يقول: «إن الولايات المتحدة الأمريكية ترى ضرورة عقد تحالف دولى سُنّى وذلك لمواجهة خطر تنظيم داعش» فى الوقت الذى تنهال فيه الانتقادات على الإدارة الأمريكية وموقف أوباما من تهديدات ذلك التنظيم.. وكيف أنه لم يتصرف معه أو يواجهه وقد أبدوا استياءهم من ذلك الموقف.. وكان أمام مسرحية هزلية وكأن ذلك التنظيم لابد وأن تتم مواجهتهم من خلال إطار طائفى sectarian وأنه لابد من أن يتم تكوين تحالف سنى وهو ما يكشف عن الوجه القبيح للولايات المتحدة التى قد جعلت من متغير الطائفية أحد المتغيرات الدولية أى: هو الذى يحرك العلاقات الدولية وهى بإعلانها ذلك تؤكد أنها تنوى تأطير framing ذلك الصراع الطائفى داخل المنطقة العربية وتبدأ فى تقسيم دول الوطن العربى على أساس طائفى صراعى.. إذ أنها تريد أن تجعل هناك تحالفاً سنياً لابد أن يواجهه تحالف آخر شيعى سوف يتكون بالتأكيد من هذه الجماعات والمجموعات التى أقامتها هى أو زرعتها على أساس طائفى.. يمكن بالحرب أن تكون مواجهة ذلك التنظيم وأخطار تهديده على أساس سياسى «ودولى» كما تفعل فى العديد من الحالات ولكن النوايا من خلال الإعلان عن ذلك التحالف قد ظهرت جلية . وهى تؤكد أن الولايات المتحدة تريد أن تجعل من الطائفية بصفة عامة والإسلام على نحو خاص أساساً للصراعات والحروب فى المنطقة وأن تأكل هذه الدول بعضها بعضاً بالتأكيد ليصب كل ذلك فى جانب المصالح الأمريكية الثابتة والطويلة المدى والمصالح الأمريكية العارضة.