رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدور الإيجابى للسياسة الخارجية المصرية


ننظر إلى نصف الكأس المملوء بالماء، لنعلم أن الدولة المصرية كانت على وشك السقوط لا سمح الله وظلت جماعة الإخوان فى حكم البلاد والعباد، ولنا أن نتفاءل بما حدث فى مصر منذ ثورة 30 يونيو، ثم انتخاب المشير عبد الفتاح السيسى رئيسا للجمهورية، فمصر انتقلت إلى درجة جيدة من الاستقرار، وتحولت إلى مرحلة الهجوم على المشاكل الأمنية رغم الإرهاب الذى يضرب ضرباته هنا وهناك، ولكننا ننتصر عليه، كما حدث فى التسعينيات من قبل وانتصرت عليه الدولة بدعم شعبها، ولو تأملنا ملف السياسة الخارجية لوجدنا ما يشرح الصدور.

ولكننا فى الوقت نفسه لا نعلم لماذا لا يسلط الإعلام الأضواء بكثافة على الدور المشرف الذى تقوم به الدولة المصرية مثلا فى إجلاء المصريين العاملين الهاربين من الحرب فى الدولة الليبية التى تتداعى، فمن الواجب على الإعلام أن ينشر المجهود الجبار الذى تقوم به وزارة الخارجية وشركة مصر للطيران، وغيرهما من الجنود المجهولين الذين أعادوا العالقين على الحدود الليبية التونسية، بما يؤكد أن الدولة المصرية تتغير نحو الأمل والتفاؤل.

من يتأمل الروح الجديدة التى تدب فى أوصال السياسة المصرية الخارجية سواء فى عهد الوزير السابق نبيل فهمى، أو الوزير الحالى سامح شكرى يجدها تتعامل مع الملفات الخارجية بثقة وبحرفية ممتازة، مثل مفاوضات سد النهضة، قبل المفاوضات المزمع إجراؤها خلال هذا الشهر، التقى الرئيس السيسى الرئيس الإثيوبى فى الجزائر، كما التقاه المهندس إبراهيم محلب فى أمريكا، بما يعنى أن المفاوضات سوف تشهد انفراجا يصب فى صالح مصر، وكذلك ملف السياسة الخارجية مع الدولة الروسية التى تسير قدما بما يعنى تنوع مصادر السلاح والاقتصاد، بما يعنى تنوع مصادر الاعتماد على النفس قبل الغير، ورد فعل الخارجية المصرية على تصريحات مارى هارفى نائبه وكذلك الموقف المصرى مما يحدث فى ليبيا والعراق وسوريا واليمن، فضلا عن موقفها المشرف تجاه العدوان الصهيونى على قطاع غزة، فلم تذكر المبادرة المصرية أى كلمة عن نزع سلاح المقاومة، ولم تساوى بين المحتل والمقاومة، ولكنها أيضا لم تغفل السلطة الشرعية للشعب الفلسطينى متمثلة فى الرئيس محمود عباس أبو مازن، وتقوم المخابرات المصرية بدور رائع ليس جديدا عليها فى التوفيق بين الوفد الفلسطينى من جهة، والتعامل مع العدوان بما يوقف نزيف الدم الفلسطينى من جهة أخرى، كل هذا يؤكد أن مصر تسير على الطريق الصحيح فى سياستها الخارجية، مثلما سياستها الداخلية، وهو رد على كل من يتفلسف ويناقش قضايا الوطن من موقف المعارض فقط، وهو رد أيضا على كل من يروج لشائعات جماعة الإخوان وحلفائها.. حمى الله مصر بجيشها...

■ كاتب