صلاح «الراعى» من صلاح «الرعية»
الإعلام الصهيونى أكد أن المشروع المصرى الجديد لإنشاء محور لقناة السويس يمثل ضربة قاضية لإسرائيل التى سبق وأعلنت خلال الأشهر الماضية عن التخطيط لإنشاء قناة مائية للملاحة التجارية العالمية تربط بين مدينة إيلات الإسرائيلية المطلة على البحر الأحمر فى أقصى الجنوب حتى مدينة حيفا المطلة على البحر المتوسط فى أقصى الشمال.. ويضيف إعلام العدو: بأن مصر نجحت فى تكبيد الاقتصاد الإسرائيلى خسائر تقدر بمليارات الدولارات فى كل عام.. بل وأفقدت إسرائيل مكانة عالمية جديدة بين الدول الصناعية والتجارية التى تحتاج لنقل بضائعها عبر دول العالم.
كلام الإعلام الإسرائيلى شهادة تقدير ووسام على صدر «الراعى» الذى اخترناه ليفجر مفاجآته التى أنقذت مصر من المؤامرة الإسرائيلية على قناة السويس.. كلام الإعلام الإسرائيلى يؤكد أننا أمام قيادة عظيمة، حكيمة، واعية، وطنية وتعمل لصالح الرعية - الرعية وحدهم - دون استثناء لهذا أو ذاك.. كلام الإعلام الإسرائيلى يكشف أيضا أن هذه المفاجأة قضت على طموحات بنى صهيون فى التفكير - مجرد التفكير- فى احتلال أرض الفيروز مرة أخرى.. الخبراء كانت لهم أيضا رؤية فى هذا الأمر.. أكدوا أن القيادة المصرية كانت تعلم جيدا بالأخطار التى ستقع على مصر لو قامت إسرائيل بشق قناتها المزعومة .. موضحين أن العدو كان يخطط لإنشاء جسر يربط بين مينائى إيلات وأشدود .. يتضمن مد خط حديدى لنقل البضائع الآسيوية من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط ثم إلى أوروبا.. وينشيء أيضا سلسلة طرق برية حديثة وعددا لا بأس به من المطارات المتطورة لاستقطاب مشروعات خطوط أنابيب البترول والغاز من الخليج العربى «قطر على سبيل المثال» لتنتهى عند الموانئ الإسرائيلية على البحر المتوسط.. وحذروا من استغلال إسرائيل لموانئ منافسة مثل الميناء القطرى وميناء دبى لعرقلة مشروعنا القومى.
طيب ملخص الكلام ده إيه؟.. ملخصه ألا نبخل بأنفسنا وأموالنا وأولادنا على مصر ورئيسها.. إزاى؟! يعنى لما الرئيس يطبق الحد الأقصى للأجور.. فلابد أن نشجعه ونؤازره ونقف فى وجه من يعترضه.. يعنى لما يطالب رجال الأعمال وأثرياء مصر بأن يتبرعوا لصندوق «تحيا مصر» فلابد أن يفعلوا ذلك من تلقاء أنفسهم دون أى إحساس بالضغط أو التهديد.. لأن مصر وطنهم الذى كونوا فيه ومنه ثرواتهم.. يعنى لما الرئيس يصارح الإعلام والإعلاميين بخطورة ما تمر به مصر.. فلابد أن ننتبه لكلامه وندرك حجم التحديات والمؤامرات الداخلية والإقليمية والعالمية ضدنا.
أخيرا.. أطالب شعبنا الأبى بالوقوف خلف السيد الرئيس حتى يعطى لمصر ما لديه .. كما أطالب القيادة السياسية بتأجيل الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق «الانتخابات البرلمانية» لأسباب يعلمها ويدركها الجميع.. فهل وصلت رسالتى؟
■ كاتب صحفى