رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موسم الحج يواجه فيروس "إيبولا" القاتل الصامت

جريدة الدستور

"إيبولا" ليس الفيروس الوحيد الذي انضم لأسرة الفيروسات التي تطارد موسم الحج كل عام، فهناك قائمة كبيرة بدأت بسارس وانتهت بإنفلونزا الخنازير، لكن إيبولا قد يكون الأكثر تطوراً، فالفيروسات المتصبغة بصبغة الوباء تتطور سريعاً للغاية كما تنتشر بذات السرعة، وتقف المملكة العربية السعودية معلنة حالة الطوارئ في كل عام لمواجهة الفيرس تارة بالمواجهة وأخرى بالضربات الاستباقية، وتقف بقية الدول ممسكة بأطراف ثيابهن خشية أن تطالها ريح "إيبولا" الحارقة .
"إيبولا" أو كما يطلق عليه الحمى النزفية، بؤرة نشأته تعود إلى إحدة البقاع الإفريقية وتحديداً زائير وبالعودة إلى التاريخ في 6 يناير 1995 شعر رجل بأنه مريض، ووقع على الأرض مرتين وهو في طريقه من الغابة إلى البيت، وعندما وصل قال إنه مصاب بصداع وحمي، وفي خلال الأيام القليلة التالية تدهورت حالته، وفي 12 يناير حملته عائلته إلى مستشفى كيكويت العام، وهناك ازدادت حالته سوءً وابتدأ يتقيأ، وكان الدم يتدفق بشكل يتعذر ضبطه من أنفه وأذنيه، ثم توفي في 15 من الشهر نفسه، وسرعان ما صار آخرون من عائلته، ممن لمسوا جسده، مرضى. وبحلول شهر مارس مات اثنا عشر فرداً من أقربائه اللصقاء، وفي أواسط شهر إبريل بدأت هيئة العاملين في المستشفى وآخرون يمرضون ويموتون مثل الرجل وعائلته، وبسرعة انتشر المرض إلى بلدتين آخرتين في المنطقة، وصار محتماً طلب المساعدة. وبدأت رحلته الدولية لملاحقة هذا المرض الذي أطلق عليه الوباء الصامت.
ولم تكن السعودية هي المحطة الأولى لهجمة إيبولا هذا العام، فإفريقيا كانت المحطة الأم التي بدأ ولد فيها ثم انتشر خارجها مستهدفاً موسم الحج 2014، وتعاني ليبيرا من هجمة شرسة للوباء حيث ذكرت صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية، أن خوف أهالي ضحايا فيروس "إيبولا" القاتل من التقاط العدوى دفعهم لإخراج جثث أقاربهم إلى شوارع ليبيريا وتركها تتعفن أمام المارة والأطفال.
ونوهت الصحيفة إلى أن فيروس "إيبولا" القاتل يمكن أن يسبب كدمات شديدة ونزيف من عينين وفم المرضى، وقد أودى بحياة ما يقرب من 900 شخص في غرب أفريقيا حتى الآن.
وتسعى السلطات السعودية إلى تقويض إنتشار المرض مع وفاة أول حالة مشتبه في إصابتها أعلنت السلطات السعودية اليوم الأربعاء، وفاة أول مريض مشتبه بإصابته بفيروس إيبولا على أثر توقف قلب المريض رغم محاولات الفريق الطبي لإنعاشه.
يذكر أن حالة المواطن السعودى الصحية كانت حرجة منذ إدخاله لقسم العزل بالعناية المركزة في وقت متأخر من يوم الإثنين الماضى فى أحد مستشفيات جدة عقب وصوله من سيراليون التى ينتشر بها الوباء، وتتخذ المستشفى الاستعدادات لدفن المريض وفقاً للشريعة الإسلامية مع الأخذ في الاعتبار المعايير العالمية في التعامل مع الحالات الوبائية.